التحصيل العلمي في مدارسنا الحكومية.. إلى أين يسير ؟

> لبنى الخطيب:

> العلم نور والجهل ظلام، العلم في الصغر كالنقش في الحجر، وهناك أكثر من مثل وحكمة وبيت شعري يمجد العلم والمعلم.. ومع إطلالة شهري يناير ومايو من كل عام يدق جرس الإنذار في أكثر من بيت واستعدادات مكثفة من الأهل والأبناء لمراجعة الدروس والتحضير للامتحانات الفصلية للعام الدراسي.

وفي جو من المشاكل الكثيرة التي لابد من حلها وعدم تكرارها في مدارسنا ومنها نقص في عدد المعلمين، و بغض النظر مواد علمية أو أدبية أو اجتماعية، أو توفر المعلم الكفؤ، فيكتفي بقراءة الدرس المقرر للتلاميذ في الحصة من الكتاب دون شرح أو توضيح، ولا يهمه هل العلم رسخ في الرأس أو كتب في الكراس.. ونقص مربيي الصفوف لرفض البعض تحمل التحضير اليومي للتلاميذ وتدوين العلامات الشهرية وإعداد الكشوفات والنتائج الفصلية، وهناك مربون يعتمدون على أحد التلاميذ لتحضير زملائه أو الاكتفاء بكتابة أسماء الغائبين.

ولا أعمم كلامي على الجميع، بل هناك معلمون مخلصون نموذجيون حريصون على العملية التعليمية في تقديم مادتهم على أفضل وجه، يحللون استلامهم لرواتبهم الشهري، مضاف إليه علاوة طبيعة عملهم. ومن الظواهر والإخفاقات الأخرى في العملية التعليمية دفاتر لا تصحح بانتظام ولمواد أساسية.. ماذا نتوقع من التلميذ الذي لا يحاسب ويراقب ويكتشف المدرس خطأه أولا بأول، ويقدم له العون والتوضيح أويشيد بتفوقه ومثابرته، ويدفع به نحو الأفضل.. كما غابت عبارة «حسن خطك » من دفاتر التلاميذ الذين هم بحاجة إلى تحسين خطهم، وصار المدرس لايهمه إن كان الخط واضحا ومرتبا أم لا!! أو غياب متكرر لبعض المعلمين، أو هناك معلمون مستوعبون لمادتهم بامتياز، ولكنهم يعجزون في توصيلها للتلاميذ لعدم امتلاكهم مهارات وفن طرق التدريس، و لضعف قوة شخصيتهم، و حينها يدخل الصف الدراسي في دوامة من الفوضى والإزعاج على حساب المقرر واستيعاب التلاميذ للمادة الدراسية.

والملموس للجميع صار على التلميذ التحضير في البيت أولا بأول، والالتحاق بدروس خصوصية بعد الدوام المدرسي لاستيعاب كل ما يمكن استيعابه، واهتمام ومتابعة من الأهل، وإعادة تلقين المقرر المدرسي، والله يكون في عون من لا يقدر على تسديد نفقات الدروس الخصوصية ومن لايستطيع أهله متابعته لانتشار الأمية بشكل كبير بين أوساط سكاننا أو لانشغالهم في أمورهم العملية أو الخاصة.. ولكن هناك تلاميذ يرفعون الرأس بتحصيلهم العلمي واهتمامهم بدروسهم من غير مساعدة من أحد وهم قلة قليلة. ويحز في النفس أيضا أن المحاباة والمعرفة والصداقة تدخل في العملية التعليمية وتوزيع العلامات لتلاميذ على حساب من هو يستحقها بالفعل في الترتيب العام الفصلي أو السنوي على مستوى الصف أو المدرسة. وهناك ظواهر أخرى منتشرة في مدارسنا ومنها الاعتماد على التلاميذ (بنات وبنين) في تنظيف بعض المدارس لعدم كفاية المخصصات المالية لعمال النظافة في المدرسة أو عقاب للتأخر عن الطابور المدرسي. ومما سبق من مشاكل وهموم هي غيض من فيض وهناك الكثير وهي التي خلقت مناخا مساعدا لازدياد عدد المدارس الخاصة والأهلية، وتلاميذ كثر انتقلوا من المدارس الحكومية للدراسة فيها، ربما للمناخ الدراسي الأفضل وإمكانياتهم الاقتصادية والاجتماعية ساعدتهم للالتحاق بها.. والملفت للنظر من يقود العملية التعليمية والتربوية وصنع القرار في بلدنا يفضلون دراسة أبنائهم في المدارس الخاصة والمميزة جدا.. هل لأنها مشجعة وتقدم الأفضل؟!.. كما أرجو تفعيل العلاقة بين المدرسة والمجتمع والأسرة ونشاط لمجالس أولياء الأمور في المدارس الحكومية لخلق اهتمام متبادل.. وأملنا بمخرجات ممتازة لجيل متسلح بالعلم والمعرفة والأخلاق والأدب.. متباهين بهم أمام الأمم والأجيال السابقة وقدوة للأجيال القادمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى