> قالوا قديما أن (الصورة تغني عن ألف كلمة) نظرا لأنها تصور الواقع، ولا تحتاج إلى تفسير أومزيد من الكلام، وتجعل القارئ يركز في الحدث من أول نظرة خصوصا عندما تكون الصورة واضحة.

وعندما نشرت «الأيام الرياضي» صورة الحكم علي جوف وهو يحمل كرسيا بيده بعد محاولة الاعتداء عليه عقب مباراة أهلي صنعاء والشعلة في الأسبوع الأخير من رحلة الذهاب كانت تريد أن تجعل قراءها في قلب الحدث، وهو أمر ليس بجديد عنها، فكان لها ما أرادت، وكانت تلك الصورة كافية لاختزال كل الأحداث في مربع صغير..والجميع أشاد بتلك الصورة التي تميزت بها «الأيام الرياضي» في نقل المشهد، لكن الحكم علي جوف أبى إلا أن يغرد وحيدا رغم أن الدليل لا يقبل التشكيك فوصف الصورة بالخادعة، وكل ما جرى من مهازل في تلك المباراة بالزوبعة في فنجان وأن الأمر مجرد تضخيم من الإعلاميين.

بالله عليكم ماذا يعني ركض حكم وهو يحمل كرسيا بيده وخلفه جيش جرار؟! وعلى ماذا يدل هروب الحكم وتحوله إلى لاعب قوي بعد إطلاقه صافرة النهاية في مشهد التصق دائما بالحكام الجبناء الذين يوقنون أن ميزان العدالة قد اختل أثناء قيادتهم للمباريات؟!

نعم الحكم بشر يخطئ ويصيب وهذا أمر مفروغ منه، لكن الشاطر من يستفيد من أخطائه ويتعلم من الدروس، ولعل أول خطوات الاستفادة هي الاعتراف بالأخطاء، أما التكبر فلن يفيد أبدا، بل يؤدي إلى تكرار الأخطاء وتزايدها يوما بعد يوم.

بصراحة مشكلة الحكم علي جوف الذي لا يزال في بداية المشوار، وساعدته الظروف في الوصول إلى الشارة الدولية بسرعة الصاروخ أنه يرى نفسه (بوجسيم زمانه) لذا من المستحيلات أن يتطور ولا شك أنه إذا كان استفاد من ماحدث له سابقا- ومنها- ليس للحصر- ما حدث في مباراة منتخبنا مع السودان التي كادت أن تعصف بعلاقات البلدين الشقيقين، وكذا ماحصل في مباراة الوحدتين الموسم الماضي- لما كان وقع في مطبات مباراة الأهلي والشعلة، ولما احتاج أن يقف ضعيفا لتغطية عين الشمس بغربال! وهو يعرف أن ذلك مستحيلا.