مخلفات القمامة في يافع..معك في كل مكان

> «الأيام» عادل المدوري:

>
ثمة أشياء تجعلك تقف حيالها موقف الفطن والمتبصر لما لها من أهمية في حياتنا وتستدعي منك أن تشحذ الهمم لمجابهتها وتدنو منها دنو يؤهلك ويساعدك على فك رموزها وشفرتها وإبطال طلاسمها ووضع النقاط على الحروف، لاسيما إن كان من تلك الأشياء ماهو متعلق بصحتنا وسلامتنا.

إن موضوعا كهذا أجدر بنا أن نستنفذ من أجله جل إمكاناتنا إن أردنا التغيير وتحسين حياتنا، ووضع حد لما هو حاصل ويحصل من انتهاك للبيئة.

سأكتب ليس حبا في الكتابة أو الظهور، وإنما لأنني واحد ممن تناط بهم وتقع على عاتقهم مسؤولية نقل هموم ومعاناة المواطنين إلى ولاة الأمر.

وعبر منبر الخير صحيفة «الأيام» كما تدل عليها أعمالها الخيرة منذ القدم.

القمامة في سطور

لاشك أن وضع القمامة بلبعوس يافع في سطور أمر محرج، كونها لاتوصف بكلمات ولا تقارن بمكان إن دل على شيء إنما يدل على أن الخطب جسيم والأمر عظيم، ويحتاج إلى تظافر الجهود لإعلان حملة عليها، لأنها باتت تخدش مناظر الفن المعماري في يافع المميز والمطرز بالزخارف والنقوش.

بالمناسبة أعلم أن الحال مماثل في سوق القراعي وقرى مديرية المفلحي وسوق بني بكر وقرى مديرية الحد وسوق يهر وقرى مديرية يهر، لكنني سأتناول في استطلاعي سوق (أكتوبر بلبعوس) أنموذجا لاعتبارات مكانية، لكونه الأكبر والمجمع الأم بالنسبة لبقية مناطق يافع وللحركة التسويقية عموما.

فمخلفات القمامة تزحف وتتمدد وتتوسع في الانتشار، فلا يكاد يوجد مكان إلا وصلته، وكلما أوغل المرء هربا منها والبحث عن مكان نظيف وبيئة سليمة سيرهق نفسه في الشوارع المكتظة بالأكياس البلاستيكية الطائرة من أوكارها والكراتين والقوارير والعلب الزاحفة من المحلات التجارية وبقايا الخضروات ومخلفات الحيوانات الوافدة إلى السوق جميعها تتراكم داخل السوق تنبعث منها الروائح الكريهة، وتتجمع عليها الحشرات وتضايق المواطنين في الطرقات ومداخل ومخارج السوق وبين العمارات.

وبغية فهم الموضوع بصورته السليمة لابد أن نعود قليلا للوراء، فقبل ثلاث سنوات وتحديدا في أغسطس من عام 2006 بعد الحملة التي قام بها الأخ المدير العام السابق حسين قحطان، وكان المدير العام الحالي آنذاك أمينا عاما للمجلس المحلي، حيث تم إزالة جميع البسطات العشوائية من أخشاب وكونتينر(طنجات) وجرائد وجميع المعوقات التي كانت تؤدي إلى تراكم القمامة داخل سوق أكتوبر وكانت تلك الحملة تأريخية ترفع لها القبعات، لأنها غيرت واقع السوق ولاقت التأييد والرضا والإشادة من الجميع.

كانت تلك الحملة أنموذجا للعمل الجاد الذي يخدم مصالح عامة الناس، وقد تفاعل معهم الإخوة المغتربون وتبرعوا بسيارة للبلدية، كي تستمر النظافة، ولكن للأسف الشديد تعثرت المبادرة وعاد الحال كما هو عليه، وأغلق ملف الـنظافة إلى أجل غير مسمى.

فرحة ماتمت، استبشر الناس خيرا عندما دخل الخط الإسفلتي إلى الأسواق وبعض القرى على أمل أن يضع حدا للعشوائية، غير أن الذي حصل لم يكن متوقعا تماما، صحيح أن السوق قد تحسن منظره بسواد الإسفلت، لكن وضوح القمامة التي تبدو زاهية بألوانها الفاتحة على الإسفلت وأبواب المحلات، وربما لو استمر الحال عليه سنغرق بطوفان القمامة.

للمواطنين فقط

دعونا نتحدث بشفافية وبدون هوادة أومداهنة ونكون عادلين في حصر أبعاد الموضوع.. كيف نسمح لأنفسنا بانتقاد كل شيء ولاننتقد أنفسنا؟! نحن نقر بوجود إهمال وتجاهل رسمي من قبل السلطة المحلية بالمديرية لملف النظافة، ولايعني بالضرورة هي المسؤولة لوحدها عما هو حاصل، فالمواطن هو جزء من المشكلة ولاتحل هذه المشكلة ولاتكتمل الجهود بدون تعاون المواطن، لأن النظافة سلوك حضاري ينبغي أن نتحلى به جميعا حتى نتخلص من هذه الآفة.

ولأن صحتنا وسلامتنا تكمن في سلامة بيئتنا فإننا نطالب المعنيين والجهات المسؤولة النظر في أوضاع الأسواق والالتفاف إلى أحوال الناس، لإصلاح مايمكن إصلاحه حتى تعاد الأمور إلى نصابها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى