كــركــر جــمــل

> عبده حسين أحمد:

> كان (أيام زمان) إذا تغيرت الوزارة .. يجيء وزراء جدد .. ويخرج وزراء سابقون.. وكان أكثر الوزراء الذين رأيناهم ... وعرفنا بعضهم .. واعتقدنا أنهم قادرون على أن يفعلوا شيئاً للشعب والوطن.

ولكن خاب ظننا فيهم .. فلم يكن لديهم فكرة واضحة عن أي شي واضح.

> وعرفنا وزراء دخلوا الوزارة وكانوا مشغولين بصنع أمجادهم الشخصية .. أما الأشياء الأخرى فكان أمرها عندهم سهلاً جداً .. وعرفنا آخرين كانوا يتصورون أنهم يستطيعون أن يضعوا الناس في جيوبهم .. ثم أصبحوا هم في جيوب الناس ... وعرفنا غيرهم عاشوا وعرفوا ورفضوا أن يبتعدوا عن الناس.. واستطاعوا تحويل الأفكار المرسومة على الورق إلى واقع جديد ومذهل .

> وعرفنا وزراء ليست عندهم خطة ولافهم ولا رؤية واضحة.. ولايجيدون شيئاً .. وكل الذي يفهمونه فقط .. أن يتسللوا من داخل الحزب ليقفزوا إلى السلطة .. ويصبحوا تابعين لمراكز القوى في الحكم .. وآخرون يعرفون طبيعة اللعبة المطلوبة منهم ... وهي أن يجربوا قدراتهم في ضرب مجموعة أخرى.. وخلق صراعات داخل الوزارة والحزب .

> وآخرون يتصورون أن الإمام موجود .. ولذلك عليهم أن يديروا حال الناس بالطريقة التي كان الإمام يريدها ويرضى عنها.. فالظلم يرونه عدلاً .. والفوضى نظاماً .. والفساد شطارة.. وغيرهم جعلوا من مناصبهم مراكز تجارية.. وعقدوا صفقات مع شركات أجنبية.. وتقاضوا عمولات بالعملة الصعبة.. وحققوا لهم مكاسب ومشاريع داخل وخارج الوطن .

> وعرفنا وزراء دخلوا الوزارة فقراء وخرجوا فقراء .. وآخرين غادروها أغنياء .. ولهم أسهم وأتاوات في شركات وطنية ومحلية .. وآخرين كانت أوراق اعتمادهم في السلك الدبلوماسي .. تلوين حياتهم بألوان زاهية من المحسوبية والنفاق .. وبعضهم لايفهم مايقوله البعض الآخر ... ولايفهم في اللغات الأخرى .

> وعرفنا رجالاً في السلطة حياتهم مثل البنوك لاتفرغ من العملات والتحويلات وأوراق البنكنوت .. ثم راحوا يشرحون لنا كيف نتقشف ونربط الأحزمة فوق البطون .. ووزراء تعلموا كثيراً.. وقرأوا أكثر .. وعاشوا يعلمون من أجل الآخرين ... وكانوا يتحاملون على أنفسهم ووقتهم وأعصابهم ليقدموا خدمات عظيمة للناس .

> أما أكبر غلطة كانت لبعض الوزراء... ليس أنهم تحدثوا كثيراً وقالوا كلاماً كبيراً .. وهم لايدرون ماذا يقولون .. فالناس كثيراً ما سعوا و ضحكوا .. ولم يصدقوا شيئاً من الذين سمعوه .. فقد تعودوا على هذا الكلام الذي يجعلهم يشعرون بأن الذي عندهم كثير .. والذي عند الوزير قليل .. وهو موقف يبعث على الضحك والبكاء .. فقد رأينا حكومات كثيرة ... وعرفنا كيف يتعامل رجال الحكومة مع الناس .. وكيف ينظرون إليهم ثم يتركونهم وحدهم مع العذاب وحده ... دون أن تمتد إليهم يد .. أو تراهم عين .. أو تسمعهم أذن .. ولست وحدك الذي تعذب .. ولكن الملايين قد تعذبوا ويتعذبون كل يوم .. ولا أحد يدري بهم.. ولايريد أن يشوفهم بنصف عين .

> وعرفنا (أيام زمان) ثلاثة من رؤساء الوزارة هم حسن علي بيومي وزين عبده باهارون وعبدالقوي مكاوي رحمهم الله.. وعرفنا أكثر الوزراء أيضاً منهم : عبدالرحمن جرجرة وعبدالله إبراهيم صعيدي وعلي لقمان وحسن وحسين خدابخش وحسين بيومي وعبدالله سالم باسندوة وخليفة عبدالله حسن وعبدالرحيم قاسم ومصطفى عبداللاه وأبوبكر كعدل وغيرهم رحمهم الله .. وكل هؤلاء الوزراء ورؤساء الوزراء.. دخلوا الوزارة فقراء وخرجوا منها فقراء.

(ملحوظة: زين باهارون وحسن وحسين خدابخش كانوا رجال أعمال وتجارة قبل أن يدخلوا الوزارة)..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى