حاضنة عدن تحتضن أبناءها .. المحتوى الرقمي وعقول شابة

> «الأيام» فردوس العلمي:

> لكل مجتهد نصيب.. هكذا عرفنا وتعلمنا، كما تعلمنا أيضا أن لا نولع شمعة في غرفة مضاءة، فضوؤها لا يؤثر ولا يلفت النظر، فلهب الشمعة ينعكس ليأتي الضوء تحت الشمعة، ولكن حين نولع شمعة في غرفة مظلمة ينتشر الضوء ويلفت الانتباه.

وكما قيل معظم النيران من مستصغر الشرر.. كثيرا ما نسمع عن شباب استسلموا للظروف وضاع منهم الحلم، وكما نسمع أيضا عن كثير يجاهدون في سبيل تحقيق حلم ويثابرون لكي ينالوا فرصة لعمل شيء يفيدهم ويفيد مجتمعهم.

مجموعة من الشباب اجتمعوا ونحتوا في الصخر، وكان سلاحهم الإرادة والتصميم حين أغلقت عليهم جميعا الأبواب، ورأوا زملاءهم السابقين في حالة صعبة، حاولوا هم فتح باب لدخول معترك الحياة، ليقدموا أنفسهم بصورة مشرفة لهم ولوطن ينتمون له (اليمن)، ولمدينة أنجبتهم و يعشقونها إلى حد الثمالة (عدن).. حاولوا رسم فرحة لمدينة عدن تسكن قلوبهم وتزرع الفرح في أرجاء المدينة وتجعلها في مصاف الدول الفائزة في الجوائز الدولية، وكانوا كشمعة أضيئت في غرفة مظلمة لتنشر ضوؤها في أرجاء المدينة كاملة.

نلتقي اليوم بمجموعة من الشخصيات اجتمعوا ليكونوا عقولا للتحدي يخوضون بها المسابقات ليقال في عدن المزيد من العقول الجبارة تصنع المعجزات في الزمن الصعب، وكذا من احتضن هؤلاء الشباب.. وأفردت «الأيام» صفحاتها لتعلم الجميع من هم هؤلاء الشباب ومن يقف خلف الحاضنة «حاضنة عدن».

مشروع بوابة عدن السياحية

الطالبة أمل علي عيدروس السقاف - سنة خامسة كلية الهندسة قسم علوم وهندسة حاسوب تقول: «مشروعنا أطلقنا عليه اسم (بوابة عدن السياحية) وهو عبارة عن موقع إلكتروني، بدأنا العمل فيه في شهر أكتوبر، يقدم إحصائيات و معلومات عن المشاريع والمنشآت الخدمية والسياحية الموجودة داخل محافظة عدن وتهم الزائر لعدن وكذا المواطنين لتعرف على الخدمات التي تقدمها هذا المنشآت وعناوينها وكذا إمكانية التواصل والحجز المباشرة معهم، ومن خلال خدمة (الكنترول بنل) والتي ستضاف للموقع يستطيع صاحب كل منشأة إدخال وتجديد المعلومات الخاصة بالمنشأة».

بسعادة تتحدث أمل قائلة :«تقدمنا بمشروعنا إلى مسابقة الأسكوا وفزنا بالمركز الأول»، وعن هدف مشروعهن تقول: «نرمي إلى التعريف بمحافظة عدن، فكثير من المواطنين والزائرين إليها لا يعلمون عنها شيئا، بالإضافة إلى إيجاد دليل سياحي معرفي، لمن هم خارج اليمن بالإضافة إلى إيجاد قاعدة سياحية خدمية، والفكرة الأساسية التي تسعى إليها المسابقة دعم التواجد العربي في الإنترنت».

وأضافت «وتم جمع كافة المعلومات من خلال النزول الميداني الذي شمل العديد من المواقع المعروفة، والمشروع في محافظة عدن وفي المستقبل سيشمل باقي المحافظات».

عن الصعوبات تقول: «من الصعوبات التي نواجهها ضيق الوقت ونقص الدعم المادي».

مشروع التعليم الالكتروني

الطالبة أمل ثابت العنتري/ سنة خامسة كلية الهندسة قسم تكنولوجيا المعلومات تقول: «مع انطلاق مسابقة الاسكوا، حاولنا بقدر الإمكان أن نختار مشروعا لا يكون فقط مشروع تخرج، وبل مشروع يؤهلنا للنجاح في مسابقة الاسكوا ، المشروع التعليم الالكتروني يغطي ما يفتقر المحتوى العربي في الانترنت، وهدف المشروع تعليمي تربوي أكثر من أن يكون ربحي باعتباره أحد أنواع التعليم وسهل الوصول إليه ومرن لا يتطلب حضور الطالب، فعن طريق الموقع يستطيع الطالب أن يتعلم الطالب ما يريده من دورات ويمتحن وبإمكانه أيضا أن ينزل شهادته ولكي يتحصل الطالب على كل هذا لا بد من توفر شيئين فقط جهاز كمبيوتر وانترنت».

وتضيف: «لا نجد صعوبات حاليا، ولكن ما نخشاه هو كيف سوف يتقبل الشارع اليمني لمثل هذه المواقع، لأننا وكما نعلم أن المتواجدين على الشبكة العنكبوتية (خصوصا باليمن ) هم قلة قليلة، لذا نحن نطمح بأن تكون هناك توعية شاملة لاستخدام الكمبيوتر والانترنت فهو كنز كبير لا غنى عنه».

وقالت: «الكلية لم تقدم لنا سوى المباركة كونه مشروع تخرج وطبعا مشروعنا في نظر الآخرين يتعبر ضخما، لأن فيه شغلا كبيرا، ومسألة أن يحاكي التعليم التقليدي بتعليم افتراضي أظنه مشروعا لن أقول عنه صعبا ولكن فيه عمل كثير».

الطالبة فاطمة غلام تكنولوجي معلومات سنه خامسة تقول: «التعليم الالكتروني جديد في اليمن وإذا طبقنا هذا المشروع في اليمن ستحدث نهضة جديدة في اليمن كونه مشروع خارج عن إطار التعليم التقليدي فهو يتيح للطالبة فرصة التعلم عن بعد بشكل مباشر وأسعارها مناسبة».

وتضيف: «فاز مشروعنا بالمركز الثالث والحمدلله أنجزنا بعض المرحلة ما يساعد الطالب في التسجيل واختيار الدورات المطلوبة والنظام المتعامل به، و المشروع لاقى رواجا كبيرا في عدن، ورغبة بشرائه وإن شاء الله يلاقي رواجا في صنعاء والدول المجاورة، كما نفكر بعمل تسوق للمشروع خارج اليمن»، موكدة أن «الشهادات ستكون معتمدة من المركز أو المعهد الذي يتم فتح المشروع فيها».

الوسيط الالكتروني

الطالب محمد إقبال حسن راشد عضو مشروع الوسيط الالكتروني يقول: «فكرنا بمشروع يفيدنا ويفيد الكلية وأول انخراطنا في الدراسة بمعهد آب سنتر وطرحنا عليه فكرة المشروع وجدنا فرصة للمشاركة في المسابقة والحمد لله فزنا، وحاليا بدأنا العمل والجميل في هذا المشروع أنه فكرة جديدة، وسوف يستفيد منها الكثير»، مؤكدا أن «الصعوبات الحقيقة ستكون في كيفية دمج العمل مع الحياة الواقعية» متمنيا أن يتوفر لهم الدعم الكافي لإنجاز المشروع.

الطالبة رنا محمد أنور تقول: «مشروعنا يقدم خدمات كثيرة يستفيد منها الناس، ومن هذه الخدمات تسويق المشاريع والبرامج ،التوظيف الالكتروني، بيع وتأجير عقارات وكذا تمويل، ويرمي المشروع إلى تقليل نسبة البطالة بين أوساط الشباب فهذا المشروع سوف يكون فرصة للشباب للحصول على وظيفة سواء داخل اليمن أو خارجه، كما سيعمل مشروعنا على تبني أفكارهم ومشاريعهم لتسويقها وإيجاد التمويل لهم، وذلك من خلال التسويق والإعلان من خلال الموقع مقابل رسوم رمزية فهدفنا المساعدة الشباب».

م. وليد صالح الحميري بكالوريوس كمبيوتر جامعة عدن ومدير مركز آب سنتر وأحد أعضاء فريق التعليم الالكتروني أعطى نبدة مختصرة عن المركز وأهدافه وقال: «نحن مجموعة شباب عملنا في عدة مراكز وكانت الفكرة أولا إنشاء مركز آب سنتر بغرض إيجاد تغير في الواقع، لكوننا شباب وأدرى بظروف الشباب سواء في مجال الدراسة أو غيرها، وبعد التواصل مع المنظمة اقترح علينا إنشاء حاضن في اليمن وكان هناك تخوف من عدم نجاح الحاضنة لهذا دخلنا كتحد وبمجهود ذاتي في هذا المجال، وتم انضمامنا في نهاية مايو، حيث كانت اليمن آخر دولة تسجل في هذه المسابقة وأكثر دولة من حيث المشاريع المقدمة، وفازت اليمن وكان حفل التدشين في 19 يوليو 2008 برعاية جامعة عدن وكان مركز آب سنتر هو الحاضن لها».

ويضيف: «قبل وصول الاسكوا عملنا مشاريع شبابية وعمل محاضرات كخدمة يقدمها المركز», مؤكدا أن «هناك كوادر وعقولا شبابية بحاجة إلى دعم وتأهيل لدعم مشاريعهم، حاليا المركز يحتضن 8 مشاريع كلها في مجال كلية الهندسة وحاليا نحاول أن نتجه إلى التخصصات الأخرى، ولدينا الكثير من الدورات التأهيلية ونعطي اهتماما غير عادي لهؤلاء الشباب ولمشاريعهم».

د. محسن محمد الريوي مدير عام حاضنة عدن للتقنية والمعلومات والاتصالات يقول: «حاضنة عدن تجربة نفتخر بها تم تأسيسها في شهر مايو 2008م ويستضيفها مشكورا مركز آب سنتر،وصنعتها العقول والكفاءات الوطنية البشرية المؤهلة والتي تعتبر رأسمال وثروة ،عملوا بشكل فريق متناسق من أساتذة من جامعة عدن هم خبراء في مجالاتهم وشباب مبدعين من الخريجين أو من هم على وشك التخرج في مجال الحاسوب وتقنية المعلومات والاتصالات وبمساعدة مشرفيهم في كلياتهم والذين أتيحت لهم فرصة توظيف جهودهم ومعارفهم ضمن إطار إبداعي ومعرفي للعقول والأفكار المبتكرة متمثلة في حاضنة عدن لتقنية المعلومات والاتصالات الحديثة».

ويضيف: «بعد شهرين من تأسيسها شاركة حاضنة عدن في الاجتماع السادس للشبكة الإقليمية لحاضنات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في دمشق وقبول عضويتها كأحدث حاضنة في المنطقة».

ويوضح «بعد ذلك تأهلت الحاضنة ضمن خمس حاضنات تكنولوجية من لبنان، وفلسطين ، وسوريا ، والأردن ، واليمن لمسابقة ترمي لتطوير المحتوى الرقمي العربي في إطار مشروع أطلقته لجنة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لغربي أسيا (الاسكوا) التابعة للأمم المتحدة يحمل نفس الاسم وتم تدشين هذا التأهيل في شهر يوليو 2008 م برعاية مشكورة من أ. د.رئيس جامعة عدن».

ويؤكد د. الريوي «المشاركة في هذه المسابقة تعتبر قصة تحد ونجاح حقيقة، صنعها شبابنا المبدعون في الحاضنة، وبعد ثلاثة أشهر و بعد خوض تصفيات المراحل المتعددة للمسابقة التي كانت تُجرى في نفس الوقت في الخمس الحاضنات العربية بمشاركة 55 مشروعا تقدم به شباب الخمس الحاضنات وبإشراف لجان مختصة في هذه الدول وبإشراف أعلى إدارة من الاسكوا ببيروت شارك فيها خبراء وطنيون .

حققت حاضنة عدن لتقنية المعلومات والاتصالات المشاركة الأكبر فيها بعدد المشاريع المقدمة، حيث نصيب حاضنة عدن 18 مشروعا تقدم بها 70من الشباب أحرز شبابنا 3 جوائز وهو العدد الأكبر».

ويطالب د. الريوي بضرورة تكريم هؤلاء الشباب وتحفيزهم لحصولهم على هذه المرتبة المتقدمة والمشرفة كما يشكر صحيفة «الأيام» على اهتمامهم بهذه التجربة المشرفة.

المهندس عبدالرحمن البصري رئيس نقابة المهندسين اليمنيين عدن يقول: «شارك في هذه المسابقة عدد كبير من المهندسين من دول عربية وشاركت اليمن وكان حوالي 90 % من المشاركات من العنصر النسائي.

وفوز هؤلاء الشباب يعد مفخرة لليمن عامة وعدن خاصة»، وطالب البصري بضرورة توفير الإمكانيات الضرورية والدعم لهؤلاء الشباب».

وأضاف «تكريمنا لهم جاء لأنهم استحقوا التكريم فرغم إمكانياتهم الشحيحية استطاعوا أن يقدموا مشاريع ممتازة استطاعوا من خلالها منافسة دول لها إمكانيات أكبر، كما نحرص على جذب هؤلاء الشباب إلى صفوف النقابة».

ودعا الجميع إلى تقديم الدعم الكافي ليستطيعوا استكمال مشاريعهم، ناصحا الشباب بالأستمرار

في ختام حديثهم لم ينس هؤلاء الشباب العباقرة الذين استطاعوا أن يقفوا على أرض صلبة أن يشكروا كل من قدم لهم الدعم وكل من فرح بهم وكتب عنهم وعلى رأسهم معهد آب سنتر الحاضن لمشاريعهم وكذا د. الريوي ومشرفيهم وكذا نقابة المهندسين التي عملت على تكريمهم وصحفية «الأيام» التي تهتم بقضايا الشباب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى