> في موكب جنائزي مهيب، لم تشهد محافظة تعز مثله من قبل، شيع صباح أمس عشرات الآلاف من أبناء المحافظة جثمان مدير عام مديرية خدير أحمد منصور الشوافي إلى مثواه الأخير في مقبرة الشعيب بعزلة الشويفة محافظة تعز.

وتقدم جماهير المشيعين عدد من الوزراء والمسؤولين البارزين في الدولة ومحافظين ووكلاء محافظات وأعضاء من مجلس النواب وكذلك أعضاء اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق في القضية والمشايخ والشخصيات الاجتماعية.

وبدأ موكب التشييع من أمام مستشفى اليمن الدولي، الذي كان جثمان الفقيد مودعا فيها، بموكب قوامه يزيد عن ألفي سيارة، فيما اصطفت جموع المواطنين على جانبي الطريق في مناطق الحوبان ونقيل الإبل وخدير والراهدة وصولا إلى منطقة الشويفة التي أقيمت فيها صلاة الميت على روحه، ومن ثم قطع المشيعون مسافة تزيد عن الكيلومتر مشيا على الأقدام صوب مقبرة الشعيب.

حيث تم موراة جثته في إحدى مقابر المنطقة وسط التهليل والتكبير من قبل آلاف المشيعين والنداءات التي طالبت الدولة بسرعة القبض على الجناة الذين لا يزال بعضهم فارين من وجه العدالة.

وشهد الموكب أيضا وجود كثيف للمسلحين من المتضامنين مع الفقيد الشيخ محمد منصور الشوافي وكيل محافظة تعز وشقيق المجني عليه، كما توافدت بعد استكمال مراسيم التشييع جموع من المعزين إلى مكان العزاء الذي أقيم في إحدى المدارس.

والفقيد أحمد منصور الشوافي يبلغ من العمر 39 عاما، متزوج وأب لخمسة أبناء وأربع بنات أصغرهن عمرها ستة أشهر، وقد لقي حتفه في حادث جنائي وقع قبل أربعة أيام أثناء توجهه إلى مقر عمله بمديرية خدير.

حيث تعرض لكمين مسلح أسفر عن مصرعه على الفور وإصابة أربعة من مرافقيه، تحسنت حالاتهم خصوصا المصاب علي عبد المغني بعد أن كانت حالته ميؤوس منها نتيجة تعرضةه لعيار ناري أصابه في القفص الصدري.

وقد أصدر أبناء خدير بيانا نعوا فيه الشيخ أحمد منصور الشوافي.

وأدانوا في البيان - وتحصلت «الأيام» على نسخة منه - ماوصفوه بـ «الحادث الإجرامي القذر الذي استهدف سكينة محافظة تعز والوطن على يد عصابة آثمة نصبت كمين غادر للشهيد وأفراد حراسته أمام مبنى المجمع الإداري للمديرية».

وأضاف البيان: «إن الحادث الإجرامي شكل سابقة خطيرة في منطقة يسودها السلام وتتمسك بخيار دولة القانون، ونحذر من تداعياته الخطيرة على السلام الاجتماعي في المنطقة بعد أن فتحت عصابة الغدر بابا للفتنة واتبعت خطوات الشيطان غير آبهة بدولة أو دستور، مستهينة بكيان الدولة وحرمة مرافقها، مستبيحة دماء أبنائها ومسؤوليها وبتواطؤ فاضح من أجهزة أنيط بها حماية الأمن وصيانة القانون». وأكدوا في البيان: «التزامنا بالقانون والنظام، مؤكدين أن كل الخيارات مفتوحة أمامنا بما يكفل إقامة موازين العدل وإحقاق الحق وملاحقة الجناة والقصاص ممن تآمر وسطا وتواطأ ونفذ».

وختم البيان بالقول: «إن إبناء خدير ورغم مصابهم الجلل يدركون حجم المؤمراة الدنيئة التي تستهدف بالأصل جميع أبناء المديرية من قبل الجهات الحاقدة والمنبوذة، ونؤكد عهدنا للشهيد ابن الشهيد وأولياء الدم وجميع محبيه بأن دمه لن يذهب هدرا ولن يفلت المجرمون القتلة من يد العدالة والقصاص».

وقد التقى أمس الأخوان حمود الصوفي محافظ تعز، ومنصور العلوي رئيس النيابة العامة باللجنة البرلمانية الخاصة بتقصي الحقائق حول قضية مقتل مدير عام مديرية خدير أحمد منصور الشوافي، وكذا إجراءات الحجز المتخذة إزاء النائب أحمد عباس البرطي.

وكشف مصدر مطلع لـ «الأيام» أن رئيس النيابة العامة أكد في الاجتماع الخاص الذي عقد أمس بديوان المحافظة أنه ملتزم بالدستور والقانون، وأنه يتبع النائب العام ولا يمكن أن يدلي بأي تفاصيل حول القضية إلا عبر النائب العام.

وأكد المصدر نفسه أيضا أن اللجنة تقدمت باستفسار للمحافظ الصوفي حول الإجراءات المتمثلة في حجز النائب البرطي، فأوضح بأن «إجراءات النيابة لا تخضع لسلطاته القانونية». وكانت اللجنة البرلمانية وصلت مساء أمس الأول إلى محافظة تعز برئاسة محمد الشرفي وعضوية كل من زيد الشامي ومحمد عبدالإله القاضي وأحمد شائع وعبدالسلام حشول.

وعلمت «الأيام» أن رئيس اللجنة محمد الشرفي والعضو زيد الشامي قد عدلا عن الزيارة الخاصة بتعزية شقيق القتيل الشيخ محمد منصور الشوافي، وكيل محافظة تعز لشؤون خدير والصلو احتجاجا على جموع مسلحة تابعة للشوافي كانت قد تجمعت على الطريق العام لفندق سوفتيل، وعقب ذلك قررت اللجنة انتداب ثلاثة من أعضائها فقط لتقديم العزاء نيابة عنهم.