الشباب ذخيرة حية

> أحمد محمد عبده مقرمي:

> الشباب هم الجسم النابض في حياة الشعوب، وهم القوة الدافعة لعجلة التاريخ إلى قمة المجد وموجة الكرامة والحرية والعزة.

إن الشباب هم صانعو التاريخ المشرق في حياة شعوبهم، وعلى كواهلهم توضع الأسس البناءة للغد الزاهر المأمول، وعلى مقدار همهم الجبارة وإرادتهم القاهرة وخطواتهم الفعالة تشيد أسوار المعالي والتقدم، وتبنى الممالك والدول، وتنتج الوسائل المولدة للقوة الهائلة، وتنال قصب السبق في مضمار العلوم والفنون والصنائع، والشباب هم القوة الخلاقة لكل عمل من شأنه أن يسخر الطبيعة للإرادة البشرية والاستفادة مما بها من خيرات، والتحكم على ما في أجوائها من المواد الحية التي تعود بالنفع العظيم على البشرية بحلها إن صنعت للأغراض السلمية، أو الدمار الشامل إن سخرت للأغراض الانتهازية والتكالب على اتباع الميول الغرائزية، من حب السيطرة وإرادة التوسع والنفوذ، وسلب ما في يد الشعوب من مقومات الحياة الكريمة.. أجل، إن الشباب هم الذين يكتبون بالدماء الطاهرة مصائر الشعوب ووثائق الحريات المقدسة، وهم أيضاً قوة البلاد المنيعة وقلبها الخفاق ودماغها المفكر.

إنهم النور المشع في أجواء الأفق ليلقي الأضواء الكاشفة للطريق إلى الحياة الكريمة في ظلال الحرية ونعيم العدالة الاجتماعية، إنهم النار المتأججة والشهب المرصدة لتحرق كل من يتمرد على مقدسات الأوطان وينكرون جميل الشعوب ولايؤدون ما لها من حقوق وواجبات، ولا يتأثرون بما فيها من مآسي وآلام، ولا يحترمون ما لها من مشاعر وآمال.. فعلى شبابنا اليوم- وهم ذخيرة الوطن- أن يتدرعوا بالإقدام والجرأة، وأن يبرزوا ما لديهم من مجهودات ومقدرات في حقول الآداب النافعة، وعليهم أيضاً أن يقدروا المسؤولية الكبرى الملقاة على عواتقهم لوطنهم المقدس، عليهم أن يصححوا أخطاء الماضي البغيض، ويكتبوا صحيفة الغد المشرق.. عليهم أن يغلقوا دهاليز الماضي المظلم ويفتحوا أبواب الحياة الكريمة للمستقبل الزاهر.. عليهم أن يؤمنوا بحقهم في الحياة ويكافحوا لأجله، وما النصر إلا وليد الكفاح المر الطويل والعمل المثمر في حزم وثبات.

العدد 159 10فبراير 1959م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى