حينما يختل ميزان العدل

> «الأيام» محمد علي الجنيدي /المعلا - عدن

> قد نجد لفظ كلمة عدل و عدالة كلمة بسيطة وسهلة من ناحية النطق والتلفظ بها إلا أن هذه الكلمة بالرغم من بساطتها تغدو ذا شأن عظيم.

حين تتعرف على أصولها ومرجعها ومدى ارتباطها بكل من القيم الانسانية النبيلة والأعراف والعقائد والديانات السماوية وتجسدها للديقراطية و الحقوق والحريات للتفريق بين الحق والباطل واتصالها بالمساواة والرحمة والتسامح والرأفة والعطف وكل مامن شأنه أحلال الأمان والسكينة والعيش بسلام.

فالعدل له مردودات على جميع مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية فلا نستطيع أن ننعم بحياة آمنة ومستقرة إن لم يكن هنالك أمن ونظام عادل يسير أمور البلاد يكون حاسما في محاسبة ومجازاة المفسدين والمتسلطين والمتسيبين في الأرض، كما لانستطيع أن نعبر عن أفكارنا ورؤانا بكل حرية ان لم يكن هنالك عدل يحميك من جبروت ضعفاء النفوس و ضيقي الصدور، كما لانستطيع القضاء على الفقر والحاجة والعوز إذا لم يكن هنالك عدل يقضي عى بؤر الفساد وناهبي وسالبي ثروات البلاد وخيراتها، كما لانستطيع أن نرتقي بدولتنا ونجعلها دولة منتجة إذا لم يكن هناك للعدل كلمة تكفل لكل مستثمر الحماية والأمان وإعطاء المزايا للجميع بالتساوي دون تفريق أوتمييز وعنصرية كي لاتكون الأسواق التجارية مجالا للاحتكار و التلاعب بالأسعار.

كما لاتستطيع أن تكون متعلما ومثقفا إن لم يكن هناك عدالة لاتفرق بين أبناء الوطن الواحد و لاتقبل على نفسها الرشاوي وإطاعة أصحاب النفوذ لجعلهم يطغون على عامة الناس في قبولهم الالتحاق بركب التعليم، كما لايمكننا القضاء على الفتن والثارات إن لم يكن هنالك قضاء بين الناس بالعدل والمساواة فلا يضطرون للجوء للاحتكام للأعراف القبلية الضيقة التي لاتستطيع الإمساك بزمام الأمور والسيطرة عليها، وهنا يتضح لنا جليا أن العدالة والقضاء العادل معيار و مقياس جوهري لمدى صلاح الوطن واستقراره ونموه.

إننا اليوم ومن على هذه الأرض الحبيبة نأسف ونعزي أنفسنا إلى ماوصل إليه حال القضاء الذي كان ليكون هو البلسم لجراح الظلم والجور والاضطهاد، فالعدل مطلوب بعد الله عز وجل في أن يكون نصيرا للمظلومين والمقهورين والضعفاء فليس لنا من صلاح ما دامت كفتا ميزان العدل تطفوا الواحدة على الأخرى.

هذا هو القضاء في وطننا الغالي المدانون أبرياء والأبرياء مدانون، والأبرياء يقبعون في زنازين السجون والجناة أحرار طلقاء، كما فيه أحكام بالخيانة والعمالة والعنصرية و التخريب وجهت لمن هم حريصون على الوطن و ينتمون إليه ويحافظون عليه. إنه القضاء إذا صلح حاله صلح حال البلد بأكمله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى