الانقسامات العربية باقية بعد قمة "المصالحة"

> الدوحة «الأيام» اندرو هاموند :

>
فشلت القمة العربية التي وصفت بأنها فرصة للمصالحة العربية في حل سلسلة من القضايا المرتبطة بالنفوذ المتزايد لإيران.

وتسعى دولة قطر الخليجية العربية الصغيرة الى مضاهاة ثروتها من الغاز الطبيعي بقوة وساطة إقليمية وكانت حريصة على تحييد الصراعات الكبرى مقدما.

وكان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد قد حضر اجتماع أزمة في الدوحة خلال الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة ودعته قطر لحضور قمة خليجية عربية في ديسمبر كانون الأول عام 2007. لكن لم تتم دعوته لهذه القمة.

وقال عادل درويش المحلل الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له والذي كان في الدوحة من أجل القمة "العرب لديهم عادة تنحية اي مشكلة كبيرة جانبا وهذا كان مجال الاتفاق الكبير هنا."

وسعت الحكومات العربية جاهدة للرد على النفوذ السياسي المتزايد لإيران منذ جاء غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003 بالشيعة الذين طالما قمعوا هناك الى الحكم.

ويرى قادة مصر والسعودية يد ايران وراء قوة حزب الله في لبنان وحماس في الأراضي الفلسطينية وهما الجماعتان اللتان ترفضان نبذ العمل المسلح في الصراع التاريخي بين العرب واسرائيل.

وينحون باللائمة على سوريا وقطر في تسهيل هذا من خلال خطاب شعبي يعتبرونه غير مسؤول.

وتوجه الرئيس السوري بشار الأسد الى العاصمة السعودية الرياض الشهر الماضي لإجراء محادثات لتحسين العلاقات مع الملك عبدالله قبل قمة الدوحة,وتقول تقارير إعلامية عربية إنهما اتفقا على إبقاء خلافاتهما بشأن حلفائهما في لبنان خارج قمة الدوحة.

وأمنت هذه الخطوات حضور العاهل السعودي لكن الرئيس المصري حسني مبارك لم يشارك في القمة لغضبه مما تعتبره القاهرة تدخلا من الدوحة في اختصاصاتها عبر تنظيم جهود للوساطة بين الفلسطينيين تزيد حماس جرأة.

وجاء في كلمة ألقيت بالنيابة عن الرئيس مبارك وانطوت على تهكم خلال القمة بقطر أن "مصر تحمل كل التقدير لكل الدول العربية الشقيقة كبيرها وصغيرها... صحيح أن مصر بدورها تترفع دوما عن الصغائر ... الا أنه لا ينبغي في المقابل أن يستعديها أحد من الأشقاء وأن يتقول عليها بالتصريح او الغمز او اللمز كما لا يجب أن يكون دور مصر مسوغا للهجوم عليها او للتجاوز في حقها."

والسعودية اكثر حرصا من معظم الدول العربية على تشكيل جبهة عربية موحدة في مواجهة ايران. وتخشى من أن تتوصل واشنطن الى اتفاق مع ايران يعترف بها بوصفها القوة الاقليمية بالخليج وبالتالي تمثل تهديدا محتملا لحكم أسرة آل سعود.

وفي الأسبوع الماضي عين وزير الداخلية الأمير نايف وهو من الصقور نائبا ثانيا لرئيس الوزراء في خطوة قال محللون إنها تقوي أحقيته بالعرش.

بل إن الملك عبدالله خلال القمة ابتلع إهانة من الزعيم الليبي معمر القذافي. ففي اثناء اعتذاره عن شجار كان قد نشب خلال قمة عام 2003 كرر القذافي اتهامه بأن المملكة "صنعتها بريطانيا" و"حاميتها امريكا."

لكن عبدالله جلس مع القذافي في وقت لاحق في ما قال أعضاء بالوفد السعودي إنه تقارب على مضض من أجل الوحدة.. كما توقفت وسائل الإعلام السعودية عن مهاجمة قطر وسوريا في الوقت الحالي.

واستخدمت القمة لغة قوية دفاعا عن الرئيس السوداني عمر حسن البشير بشأن توجيه اتهام له من المحكمة الجنائية الدولية بارتكابه جرائم حرب. وتحدثت عن "رفض" الاتهام وليس تعليقه وهو الأمر الذي كان يحبذه بعض المعتدلين.

وقال عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربي التي تتخذ من لندن مقرا لها والذي كان في الدوحة من أجل القمة إن الدول العربية التي تقدر العلاقات الوثيقة مع واشنطن ستكون أقل رغبة في استقبال البشير على الرغم من إظهار الدعم له في الدوحة,وأضاف ان القمة كانت "مظهرا زائفا" للوحدة.

وكانت اللغة المستخدمة بشأن مبادرة عربية للسلام مع اسرائيل هادئة على الرغم من اللهجة القوية التي استعملها الرئيس السوري الأسد تجاه اسرائيل في كلمته الافتتاحية.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس إن القمة تجنبت اتخاذ موقف حازم من اسرائيل وأضاف أن الحركة كانت تأمل أن يستخدم الزعماء العرب كل بطاقاتهم للضغط على الاحتلال الصهيوني للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن غزة.

واستغل القذافي الجلسة الختامية لمهاجمة المبادرة لتجنبها عبارة "عودة اللاجئين" مما يعيد فتح الجدل الذي ظن داعمو المبادرة السعوديون والمصريون أنه أغلق. ولا تنادي الخطة التي لا تزال مطروحة على الطاولة سوى "بحل" مسألة اللاجئين الفلسطينيين. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى