> ردفان «الأيام» خاص

المصاب حيدره بن حسين الداعري بمستشفى النقيب
وأقامت نقاط تفتيش على كافة المداخل والمنافذ المؤدية إلى المدينة، وشوهدت الأطقم العسكرية ودوريات الجند الراجلة لقوات مكافحة الشغب المدججة بالأسلحة والقنابل والهراوات تجوب شوارع المدينة للحيلولة دون وصول المواطنين إلى مدينة الحبيلين للمشاركة في التظاهرة الكبرى التي أطلق عليها (مسيرة الغضب واستعادة الكرامة) التي دعا إليها أبناء ردفان للتعبير عن رفضهم واستنكارهم الاستحداثات العسكرية.

صورة من تظاهرة الحبيلين أمس
وتمكن الآلاف من أبناء ردفان ويافع والضالع من اختراق الحواجز الأمنية بصدور عارية غير عابئين بفوهات الأسلحة الموجهة إلى صدورهم.

واخرى ايضا
وبلغت التظاهرة ذروتها أمام بوابة كلية التربية ردفان حينما خرج جميع طلاب الكلية من القاعات الدراسية وانضموا إلى موكب المتظاهرين الذي لم يسجل أي أعمال شغب أو فوضى أو أي إطلاق نار منذ انطلاقه حتى وصوله أمام الشارع المتفرع من الطريق العام باتجاه مستشفى ردفان العام، رغم وجود أعداد كبيرة من الجنود والأطقم العسكرية التابعة للأمن العام بالقرب من المتظاهرين.

نقل أحد المصابين إلى المستشفى

صورة من من التظاهرة

جانب من المتظاهرين
عدد من القيادات الأمنية والعسكرية من أبناء ردفان سارعوا إلى الوصول للمستشفى لتفقد الجرحى وللتعبير عن رفضهم هذه الأعمال، بينما كانت الاشتباكات مستمرة وقنابل الغاز والرصاص الحي ينهمر على مبنى المستشفى حين وصل إلى المستشفى العميد ثابت جواس والأخ عمر ناصر مثنى مدير الأمن السياسي بردفان والعقيد ركن محمد عثمان مدير الاستخبارات العسكرية بردفان وحسين صالح راشد مدير عام مديرية حبيل جبر ومحمد مقبل مدير مكتب الصحة بردفان والشيخ توفيق صالح بن صالح العلوي شيخ مشايخ قبائل العلوي بردفان وعدد من الشخصيات.

طفلة تسعف بعد اصابتها باختناق قنابل مسيلة للدموع
والمصابون هم: طلال ناجي ردمان، حمود عسكر جابر، راجح سلام مقبل، عادل سعيد ثابت، مهدي علي محمد، عبدالله مثنى صالح، قاسم أحمد الطلبي، رامي زين ثابت، محمد سعيد بن سعيد، جابر صالح جابر، عبدالفتاح حسين صايل، عمار محمد عبدالله، فضل صالح الزريبي، بكيل سعيد يوسف، خطاب فيصل عبدالحميد، أيمن صالح محسن، مروان هادي حسن، إضافة إلى طفل يدعى محمد فضل كرامة (عام واحد) أصيب بشظية فوق العين، كما أصيب ثلاثة من جنود الأمن المركزي بإصابات مختلفة، وصفت إصابات اثنين منهم بالخطيرة، جراء إصاباتهم بوابل من الرصاص، أحدهما أصيب بنحو 4 طلقات.
ولم يتم الكشف عن حالته الصحية بعد أن تم التوجه به وزميله الذي أصيب بطلقتين إلى جهة غير معلومة على متن أحد الأطقم العسكرية، بينما تم إسعاف الجندي الثالث، ويدعى أنور أحمد محمد صلاح إلى مستشفى ردفان العام.
وعلى أثر سقوط ذلك العدد الكبير من الجرحى تداعى عدد كبير من المواطنين من أبناء ردفان إضافة إلى جموع غفيرة من أبناء الضالع، في مقدمتهم المحامي يحيى غالب الشعيبي، إلى مدينة الحبيلين، وقامت تلك الجموع الغاضبة بملاحقة قوات الأمن المركزي والنجدة التي سرعان ماولت هاربة إلى جهات غير معلومة.
وقد اتجهت الجموع الغاضبة بعد تصفية الشوارع من القوات العسكرية صوب منصة الشهداء التي يرابط فيها عدد من جنود الأمن العام، وتمكنت تلك الجموع من اقتحام المنصة، واقاموا فيها مهرجانا جماهيريا حاشدا ألقيت فيه العديد من الكلمات والقصائد الشعرية.
واكتظت منصة الشهداء بالآلاف من المواطنين الذين توافدوا منذ ما بعد الظهر من العديد من المحافظات الجنوبية للتعبير عن إدانتهم واستنكارهم وعن تضامنهم مع إخوانهم من أبناء ردفان، كما شوهد عصر أمس المئات من المسلحين من أبناء ردفان ينتشرون في شوارع مدينة الحبيلين، ويقيمون عددا من نقاط التفتيش على بعض المداخل المؤدية إلى المدينة.

مصاب يقبض على يده لوقف نزيف الدم
على صعيد متصل عقد بمبنى الأمن العام عصر أمس لقاء موسع حضره الأخوة علي حيدرة ماطر أمين عام محلي المحافظة والعميد محمد عبدالله حيدر والعميد ثابت جواس والمديرون العامون لمديريات ردفان الأربع ومديرو الأمن وعدد من أعضاء محلي المحافظة وأعضاء محلي ردفان كرس للوقوف أمام هذه التداعيات.
وعلمت «الأيام» أنه تم التطرق في اللقاء إلى التوجيهات الرئاسية برفع كافة الاستحداثات العسكرية واعتماد الذين قتلوا شهداء، ومعالجة الجرحى على نفقة الحكومة وتشكيل لجنة للتحقيق في القضية، وضرورة رفع كافة المظاهر المسلحة.
وأفادت «الأيام» مصادر مطلعة بأنه لم يتم حتى ساعة كتابة الخبر تنفيذ أي بند من بنود التوجيهات الرئاسية التي تم مناقشتها في الاجتماع، وعلى أثر ذلك فقد أقر مشايخ وأعيان وأبناء ردفان إقامة مسيرة كبرى صباح اليوم الخميس بمدينة الحبيلين تنديدا بالمجزرة، ودعا أبناء ردفان كافة أبناء المحافظات الجنوبية للمشاركة في هذه المسيرة.

مصاب بطلق ناري اخترق جهة القلب
وأوضح أن أفراد قوات مكافحة الشغب الذين قاموا بتفتيشه صادروا هاتفه الجوال وكالوا له التهديدات والشتائم ما دفعه إلى التوجه إلى إدارة أمن ردفان للإبلاغ عن الواقعة لكنه فوجئ هناك برفضهم تقييد البلاغ، محملا الأجهزة الأمنية مسئولية ما قد يترتب على ذلك.