مصرع 3 وإصابة 20 من أبناء ردفان في مسيرة «الغضب»

> ردفان «الأيام» خاص

>
المصاب حيدره بن حسين الداعري بمستشفى النقيب
المصاب حيدره بن حسين الداعري بمستشفى النقيب
أفاقت مدينة الحبيلين بردفان محافظة لحج صباح أمس على هدير المجنزرات والعربات والأطقم العسكرية التي انتشرت قبل بزوغ الشمس على كافة المداخل والمنافذ والأحياء السكنية وأمام المباني والمرافق الحكومية، وفرضت حصارا على مدينة الحبيلين.

وأقامت نقاط تفتيش على كافة المداخل والمنافذ المؤدية إلى المدينة، وشوهدت الأطقم العسكرية ودوريات الجند الراجلة لقوات مكافحة الشغب المدججة بالأسلحة والقنابل والهراوات تجوب شوارع المدينة للحيلولة دون وصول المواطنين إلى مدينة الحبيلين للمشاركة في التظاهرة الكبرى التي أطلق عليها (مسيرة الغضب واستعادة الكرامة) التي دعا إليها أبناء ردفان للتعبير عن رفضهم واستنكارهم الاستحداثات العسكرية.

صورة من تظاهرة الحبيلين أمس
صورة من تظاهرة الحبيلين أمس
التي أقامتها قوات الجيش بالقرب من منازل المواطنين وعلى الجبال المطلة على منطقتي الربوة وسليك المحاذيتين للطريق العام الحبيلين - حبيل جبر- يافع شرقي مدينة الحبيلين، وللتنديد بحملة الاعتقالات الواسعة التي بدأت الأجهزة الأمنية بتنفيذها منذ أمس الأول والتي على أثرها علق المجلس المحلي بردفان عمله.

وتمكن الآلاف من أبناء ردفان ويافع والضالع من اختراق الحواجز الأمنية بصدور عارية غير عابئين بفوهات الأسلحة الموجهة إلى صدورهم.

واخرى ايضا
واخرى ايضا
تظاهرة الغضب واستعادة الكرامة التي رفع المتظاهرون فيها اللافتات المنددة بعسكرة المدن والممارسات القمعية والتعسفية التي تمارسها قوات الجيش بحق المواطنين العزل والمطالبة أيضا بإيقاف الاستحداثات العسكرية ورفع النقاط العسكرية المستحدثة منذ ما بعد أبريل 2008، من كافة المدن والمحافظات الجنوبية، انطلقت من جولة الحبيلين العليا (مفرق يافع) وسلك المتظاهرون خط الطريق العام وتوقفت حركة سير المركبات على الطريق.

وبلغت التظاهرة ذروتها أمام بوابة كلية التربية ردفان حينما خرج جميع طلاب الكلية من القاعات الدراسية وانضموا إلى موكب المتظاهرين الذي لم يسجل أي أعمال شغب أو فوضى أو أي إطلاق نار منذ انطلاقه حتى وصوله أمام الشارع المتفرع من الطريق العام باتجاه مستشفى ردفان العام، رغم وجود أعداد كبيرة من الجنود والأطقم العسكرية التابعة للأمن العام بالقرب من المتظاهرين.

نقل أحد المصابين إلى المستشفى
نقل أحد المصابين إلى المستشفى
وقال شهود عيان: «بينما كان المتظاهرون في طريق سيرهم فوجئوا بقوات الأمن المركزي والنجدة المتمركزة عند جولة المستشفى وعلى امتداد الشارع العام وبالتحديد المتمترسة أمام سوق القات تقوم بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع عليهم بشكل مكثف وبطريقة عشوائية، فاندلعت على أثرها مواجهات ساخنة، قام المتظاهرون خلالها برشق الجنود بالحجارة.

صورة من من التظاهرة
صورة من من التظاهرة
وامتدت المواجهات إلى الشوارع الداخلية والأحياء السكنية ومحيط مستشفى ردفان العام، وأثارت الخوف والهلع والفزع في نفوس النساء والأطفال، وأغلقت المدراس أبوابها وتعطل عمل كافة المرافق الحكومية، كما شوهدت المحال التجارية مغلقة منذ الصباح، وطال الرصاص عددا من المنازل، خاصة الواقعة في محيط مستشفى ردفان العام الذي لم يسلم هو الآخر من رصاص قوات الجيش، فقد سقط خلال تلك المواجهات عدد من القتلى والجرحى بين صفوف المتظاهرين، إضافة إلى تعرض ثلاثة من جنود الأمن المركزي لإصابات مختلفة، بينهم جندي إصابته خطيرة، تبين فيما بعد أنه توفي، خاصة أن الجنود الذين أصيبوا برصاص (لم يعرف مصدره) قد تم نقلهم مباشرة إلى مستشفى ابن خلدون بلحج، ولم يتم إسعافهم إلى مستشفى ردفان العام.

جانب من المتظاهرين
جانب من المتظاهرين
باستثناء جندي واحد قام المواطنون بإسعافه بعد هروب زملائه الذين تركوه ينزف على الرصيف، ولم يتسع قسم الطورائ بمستشفى ردفان العام لاستقبال الجرحى، فاضطر الأطباء والعاملون الذين بذلوا جهودا مضنية يستحقون عليها الشكر والتقدير إلى فتح المكاتب والأقسام الأخرى لاستيعاب المصابين وإجراء الإسعافات الأولية لهم، وشوهد عدد كبير من المواطنين في طوابير للتبرع بالدم لإخوانهم المصابين ما جعل مبنى المستشفى وساحاته الأمامية هدفا لرصاص وقنابل قوات الأمن المركزي الذين طالت رصاصاتهم أحد العاملين الصحيين أثناء خروجه إلى بوابة المستشفى لاستقبال إحدى الحالات المصابة هو المساعد الصحي عمار محمد عبدالله الذي أصيب بطلق ناري سكن أعلى مؤخرته».

عدد من القيادات الأمنية والعسكرية من أبناء ردفان سارعوا إلى الوصول للمستشفى لتفقد الجرحى وللتعبير عن رفضهم هذه الأعمال، بينما كانت الاشتباكات مستمرة وقنابل الغاز والرصاص الحي ينهمر على مبنى المستشفى حين وصل إلى المستشفى العميد ثابت جواس والأخ عمر ناصر مثنى مدير الأمن السياسي بردفان والعقيد ركن محمد عثمان مدير الاستخبارات العسكرية بردفان وحسين صالح راشد مدير عام مديرية حبيل جبر ومحمد مقبل مدير مكتب الصحة بردفان والشيخ توفيق صالح بن صالح العلوي شيخ مشايخ قبائل العلوي بردفان وعدد من الشخصيات.

طفلة تسعف بعد اصابتها باختناق قنابل مسيلة للدموع
طفلة تسعف بعد اصابتها باختناق قنابل مسيلة للدموع
وبحسب آخر الإحصائيات التي حصلت عليها «الأيام» حتى مساء أمس فقد بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الأمن المركزي والنجدة ثلاثة شهداء هم ماجد حسين ثابت (25 عاما) أصيب برصاصة في القلب، وحيدر بن حيدر نصر (52 عاما) أصيب برصاصة في البطن، وامراة تدعى لول أحمد بن أحمد (27 عاما) توفيت متأثرة بالاختناق جراء استنشاقها غازات القنابل المسيلة للدموع بينما كانت واقفة أمام بوابة مستشفى ردفان العام، فيما بلغ عدد المصابين 20 مصابا، جميعهم أصيبوا بالرصاص الحي، ووصفت إصابات بعضهم بالمتوسطة، وقد حصلت «الأيام» على أسماء المصابين الذين تم إسعاف بعضهم إلى مستشفيات لحج وعدن.

والمصابون هم: طلال ناجي ردمان، حمود عسكر جابر، راجح سلام مقبل، عادل سعيد ثابت، مهدي علي محمد، عبدالله مثنى صالح، قاسم أحمد الطلبي، رامي زين ثابت، محمد سعيد بن سعيد، جابر صالح جابر، عبدالفتاح حسين صايل، عمار محمد عبدالله، فضل صالح الزريبي، بكيل سعيد يوسف، خطاب فيصل عبدالحميد، أيمن صالح محسن، مروان هادي حسن، إضافة إلى طفل يدعى محمد فضل كرامة (عام واحد) أصيب بشظية فوق العين، كما أصيب ثلاثة من جنود الأمن المركزي بإصابات مختلفة، وصفت إصابات اثنين منهم بالخطيرة، جراء إصاباتهم بوابل من الرصاص، أحدهما أصيب بنحو 4 طلقات.

ولم يتم الكشف عن حالته الصحية بعد أن تم التوجه به وزميله الذي أصيب بطلقتين إلى جهة غير معلومة على متن أحد الأطقم العسكرية، بينما تم إسعاف الجندي الثالث، ويدعى أنور أحمد محمد صلاح إلى مستشفى ردفان العام.

وعلى أثر سقوط ذلك العدد الكبير من الجرحى تداعى عدد كبير من المواطنين من أبناء ردفان إضافة إلى جموع غفيرة من أبناء الضالع، في مقدمتهم المحامي يحيى غالب الشعيبي، إلى مدينة الحبيلين، وقامت تلك الجموع الغاضبة بملاحقة قوات الأمن المركزي والنجدة التي سرعان ماولت هاربة إلى جهات غير معلومة.

وقد اتجهت الجموع الغاضبة بعد تصفية الشوارع من القوات العسكرية صوب منصة الشهداء التي يرابط فيها عدد من جنود الأمن العام، وتمكنت تلك الجموع من اقتحام المنصة، واقاموا فيها مهرجانا جماهيريا حاشدا ألقيت فيه العديد من الكلمات والقصائد الشعرية.

واكتظت منصة الشهداء بالآلاف من المواطنين الذين توافدوا منذ ما بعد الظهر من العديد من المحافظات الجنوبية للتعبير عن إدانتهم واستنكارهم وعن تضامنهم مع إخوانهم من أبناء ردفان، كما شوهد عصر أمس المئات من المسلحين من أبناء ردفان ينتشرون في شوارع مدينة الحبيلين، ويقيمون عددا من نقاط التفتيش على بعض المداخل المؤدية إلى المدينة.

مصاب يقبض على يده لوقف نزيف الدم
مصاب يقبض على يده لوقف نزيف الدم
كما شهد نقيل الربوة لقاء موسعا حضره عدد كبير من قيادات ونشطاء الحراك السلمي وعدد من المشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية والسياسية والحزبية، كرس للوقوف أمام هذه التداعيات، وعبرت كافة الأوساط السياسية والحزبية والقبلية وكافة مكونات الحراك السلمي بمديريات ردفان عن إدانتها واستنكارها هذه المجزرة المرتكبة بحق المواطنين العزل، وطالبوا بسرعة القبض على من أمر ونفذ إطلاق النار، وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم، كما طالبوا بسرعة رفع كافة النقاط العسكرية المستحدثة.

على صعيد متصل عقد بمبنى الأمن العام عصر أمس لقاء موسع حضره الأخوة علي حيدرة ماطر أمين عام محلي المحافظة والعميد محمد عبدالله حيدر والعميد ثابت جواس والمديرون العامون لمديريات ردفان الأربع ومديرو الأمن وعدد من أعضاء محلي المحافظة وأعضاء محلي ردفان كرس للوقوف أمام هذه التداعيات.

وعلمت «الأيام» أنه تم التطرق في اللقاء إلى التوجيهات الرئاسية برفع كافة الاستحداثات العسكرية واعتماد الذين قتلوا شهداء، ومعالجة الجرحى على نفقة الحكومة وتشكيل لجنة للتحقيق في القضية، وضرورة رفع كافة المظاهر المسلحة.

وأفادت «الأيام» مصادر مطلعة بأنه لم يتم حتى ساعة كتابة الخبر تنفيذ أي بند من بنود التوجيهات الرئاسية التي تم مناقشتها في الاجتماع، وعلى أثر ذلك فقد أقر مشايخ وأعيان وأبناء ردفان إقامة مسيرة كبرى صباح اليوم الخميس بمدينة الحبيلين تنديدا بالمجزرة، ودعا أبناء ردفان كافة أبناء المحافظات الجنوبية للمشاركة في هذه المسيرة.

مصاب بطلق ناري اخترق جهة القلب
مصاب بطلق ناري اخترق جهة القلب
وأبلغ الزميل وضاح عبدالكريم بأنه تعرض للإيقاف والتفتيش من قبل قوات مكافحة الشغب أثناء تغطيته كباقي الصحفيين الأحداث التي شهدتها ردفان ظهر أمس .

وأوضح أن أفراد قوات مكافحة الشغب الذين قاموا بتفتيشه صادروا هاتفه الجوال وكالوا له التهديدات والشتائم ما دفعه إلى التوجه إلى إدارة أمن ردفان للإبلاغ عن الواقعة لكنه فوجئ هناك برفضهم تقييد البلاغ، محملا الأجهزة الأمنية مسئولية ما قد يترتب على ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى