القمندان وأغنية «يارسولي»

> «الأيام» فؤاد باخرابة:

> في الخامس والعشرين من شهر رمضان لسنة 1346هـ- 1927م رمت الطائرات البريطانية منشورا أنذرت فيه الأمير يحيى أمير جيش قعطبة، يقول المنشور: عليكم برفع النساء والأطفال في ظرف 24 ساعة، لذلك أجبرنا برمي القنابل على حامية الإمام في الضالع بسبب انتهاكها حرمة المحمية البريطانية.

ثم جرت بعد ذلك وساطات من السيد علي بن الوزير أمير جيش تعز والسلطان عبدالكريم فضل العبدلي سلطان لحج، وعقدت هدنة على شرط أن يخلي سعادة الإمام مدينة الضالع في الثاني من محرم سنة 1347هـ- 1928م أي أن حامية الإمام أبلغت حكومة عدن أنهم غير مستعدين للخروج إذا عاودت الطائرات إلقاء القنابل عليهم، وفي الثاني من محرم انتهى الأجل المضروب فحلقت الطائرات وضربت مدن اليمن وابلاً من القنابل ورمت على الضالع وقعطبة والنادرة وذمار ويريم وتعز وماوية وإب ثم رمت أيضا على الشعيب ومحكم العوابل، وأخرجت منها حامية الإمام. وبهذه المناسبة نظم الأمير أحمد فضل القمندان قصيدته المشهورة «يارسولي» وهذه بعض الأبيات المختارة منها:

يارسولي تسلم لي على الأمر محسن

واسأله في الدريجا ليه صايح ونادي

فين قوم الرفض باتهد أو باتهدن

قل لصالح عباده اسأل بن أحمد عبادي

كيف حال المدن ماعاد فيها مؤذن

خاوية قنبلت فيها الطيور والحدادي

لا متى الكذب ذا يحشد وهذا يطحن

والرعية شتات فروا في كل وادي

وين ذي قال بايقرأ وبايأسر الجن

في السماء تحطم الطيار تنزل أرادي

والقطيبي فعل كلمه وشوفه تشنشن

بت يحيى أمير الجيش بت من بلادي

مامعك نفع في الضالع وصنعاء مطنن

تعتجن يومها مقبل في زفة وحادي

أنت مسؤول ذا صاب اليمن جرح مزمن

من يدك خاف بانلبس ثياب الحداد

كل رقاص يعزف فين يرقص ويزفن

فارقصوا خارج النقشة وسط جو هادي

اتقوا الله يا السادة نبا الأرض تهدن

يا أذية بني آدم وضيف العبادي

هامش

الأمر محسن: الأمير محسن.

الدريجا:منطقة في أرض الحواشب وهو الحد الفاصل بين الجنوب والشمال سابقا.

القطيبي: آل قطيب قبيلة من سكان جبال ردفان المحاذية للضالع.

تشنشن: بدأ بالاستعداد.

يحيى: أمير جيش قعطبة.

مطنن: مذهول.

تعتجن: اختل توازنها ونظامها وسادتها الفوضى.

يزفن: الزفنة إحدى الرقصات اللحجية، بمعنى يرقص ببطء.

السادة: يقصد بهم آل حميد الدين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى