في الحجرية.. عيد العمال خرج ولم يعد!!.. انفلونزا الفساد قتلت كل جميل وكل عيد

> «الأيام» محمد العزعزي

>
نيام على الأرصفة من يوقظهم؟
نيام على الأرصفة من يوقظهم؟
مع إطلالة الأول من مايو من كل عام يحتفي عمال العالم بعيدهم السعيد.. وهنا كانت تقام بهذه المناسبة الاحتفالات والمهرجانات الخطابية والفنية وتهادي الكلمات المعسولة بين الناس.

وفي حاضرة الحجرية التربة بتعز كانت تقوم الهيئات الرسمية والشعبية بتكريم العمال المبرزين وتمنحهم شهادات التقدير والمكافآت اعترافا بفضلهم ورد الجميل لسواعدهم السمراء في البناء والتشييد والإنتاج ودعم الاقتصاد، إلا أن العمال هذا العام مر عليهم يومهم منكودا ولم تلامس الفرحة شفاهم.

أما سواعدهم القوية بدت مترهلة والحزن ظهر على محياهم، فغالبية الشريحة العمالية تعاني الأمرين البطالة والفاقة وضيق ذات اليد.

حسرة على عيد العمال في الزمن السابق
حسرة على عيد العمال في الزمن السابق
«الأيام» سألت بعض عمال الشمايتين عن شعورهم بهذه المناسبة، فتباينت الآراء بين الحزن والحرمان واليأس والخوف من المجهول، واستياء عدد كبير من هذا الواقع الاجتماعي شديد الإيلام، فالأعمال تراجعت، والأجور تدنت، والأسوأ أن البعض مازال يحلم بدرجة وظيفية على الرغم من مرور 16 عاما على تخرجه وتسجيل اسمه في كشوف الخدمة المدنية من دون جدوى وحسب.

وقال أحدهم: «الوظيفة مستحيلة كعشم إبليس في الجنة، فلا حصلنا على عمل حر ولا وظيفة حكومية».

وأكد الحاج أحمد مهيوب (85) عاما بقوله: «كان يوم عيد العمال فرحة كبرى، وفي عهد الرئيس إبراهيم الحمدي نشرت الطائرات أنواع الحلوى على الناس وملئت الحقول وأسقف المنازل بالحلويات».

العودة إلى البيت
العودة إلى البيت
وقال طلال يعقوب: «في الأول من مايو كانت تستقبل مدينة التربة العمال وتقام الاحتفالات الكرنفالية بحضورهم والمسؤولين والهيئات النقابية».

ورأى البعض أن «هذا العيد أممي عالمي لا يتناسب مع البيئة المحلية، فالعالم يولي العامل أهمية وحقوق، ونحن لم توفر لنا فرصة عمل».

وتساءل آخر: «لا سكن!.. لا عمل!.. لا مستقبل!. ولا زوجة!. فمن وأين ستأتي الفرحة؟! نحن جبلنا على الصبر حتى مل الصبر منا لدرجة أن البعض يمشي وهو يكلم نفسه من ضيق الحال وكأنه على أبواب جهنم؟!!».

بائع لا يرى في عيد العمال شيء جديد
بائع لا يرى في عيد العمال شيء جديد
وقال ثاقب محمد عبدالله: «بعد وفاة والدي أصبحت الدنيا تعب وهم، وأتمنى أن أحصل على وظيفة».

وقال عيسى محمد سيف (جامعي عاطل): «ضاع الحلم والأمل ونمضي نحو مستقبل مجهول وحرمنا حتى فرحة الحاضر».

وقال إبراهيم محمد: «انفلونزا الفساد قتلت كل جميل في البلد ودمرت كل شيء، فلم يبق سوى الويل والثبور وعظائم الأمور».

العديد من العمال عبروا لـ «الأيام» عن آمالهم وآلامهم وهمومهم وأبدى هؤلاء خوفا من كثرة البطالة بشتى أنواعها.

بطالة شبابية مكشوفة
بطالة شبابية مكشوفة
ويخشى الناس أن يتحول طوابير العاطلين عن العمل إلى خابور صدى في جسم الوطن، وناشدوا كل الجهات الرسمية والأهلية فتح آفاق جديدة تستوعب هؤلاء في المجالات المختلفة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى