وداعا أيها الفارس النبيل

> محمد علي محسن:

> وداعا صديقي الرائع عادل الأعسم الشبواني الأصيل والعدني البسيط والعصري، آه ما أوجعني ما أحزنني برحيلك أيها الفارس النبيل والشجاع الذي امتطى صهوة الكلمة دون خوف ووجل غير الله.

وما يؤمن ويتيقن أنه الحق والصواب.. كم هي الحروف عصية متمردة مثلك في محراب مهنة الصحافة، وكم هي الدموع واقفة مستكينة بعد رحيلك اليوم وكأنها تأبى وداعك!!

إن الدموع هي مطافئ الحزن الكبير ومع ذلك أبت هذه الدموع إلا أن تهمد في المحجرين رافضة الفيض والطفح المريح للقلب، ربما الفؤاد لا يبكي في المصائب العظام دمعا سائحا من المقلتين، بل دما وأنينا وغصة وحرقة كابدة للأنفاس والكلام، فكيف إذا ماكانت الفاجعة برحيل إنسان بحجم ابن الأعسم الكاتب والمعلم والرياضي والإعلامي والقلم الرشيق والجريء؟! لا أدري أيهما نبكي وأيهما ننعي! أنفسنا المنكسرة الحائرة المكتئبة أم روح الفقيد المترجلة المتفائلة بمغادرتها دنيانا الفانية إلى دار الخلود!

وداعا أيها الصديق عادل فعزائي للموتى في الحياة، وليس برحيلك أيها الحي في قلوبنا وصحافتنا وحياتنا، فواحد بشهامتك وسماحتك وصراحتك وطموحك وكبريائك واعتزازك بنفسك وثقتك ووفائك سيظل في وجدان الناس وفكرهم وحديثهم ولن يموت أبدا.

آه كم هي مساكن العريش باكية مثل أناسها البسطاء الذين كانوا يقطنون روحك وعقلك أينما ذهبت وحللت وبقوا معك حيثما رحت وكتبت، آه يا صديقي كم هي عدن.. كم هي اليمن حزينة لفراقك ووداعك؟ ما أحزنني ما أوجعني اليوم فهذا عمودك يوم من «الأيام» لا يود الرحيل من ذاكرتي، وذاك «الملعب الرياضي» لكل نائح بفقدان قلمك، وهذه الصحيفة «الأيام» مطلية جدرانها ووجهها بالرهبة والألم، وذاك المكان الذي يذكرني بوجهك الأسمر المتعب يحمل الكلمة الصادقة الشريفة وفي وقت عصيب وزمن استثنائي.

قليل من البشر يخيل لك معرفتهم وصداقتهم وحبهم قبل لقائهم وجها لوجه، المغفور له واحد من هؤلاء الذين ما إن تراهم لأول مرة حتى تزول كل المسافة، عندما قدمت لـ«الأيام» ذات ظهيرة قائظة من العام 95م وجدته قريبا وشهما لكأنما فيه كل أصالة وكرم البدوي الشبواني وخفة وتواضع وصدق العدني الحداثي.

هكذا ومذ عرفته كسكرتير للصحيفة قبل عقد ونيف وحتى نبأ رحيله المباغت وعادل هو ذاك الرجل الجامع لأنبل قيم الريف والمدينة، القلم المشاكس المعبر عن قناعته وخياراته.. رحم الله فقيدنا وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان (وكل نفس ذائقة الموت) و(ماتدري نفس بأي أرض تموت).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى