معهد الفنون .. واغتيال الإبداع!

> «الأيام» أحمد المهندس:

> لم أصدق بأن من كتب هذه النداء المعنون بـ:(معهد الفنون وغياب المدير العام المزمن) في صيغة مقال فني ينبض بالألم والحزن.. ويصرخ من خلاله مطالبا جهة الاختصاص أن تلتفت لندائه.

واحتجاجه بالكلمة بعد أن جف حلقه ويبس من الصوت الحياني.. يشغل وظيفة نائب للمدير العام الذي يشكو من جوره وظلمه ووجع الرأس والعطل.. وإن لم يجهر باسمه الصريح لأسباب قد تكون إدارية أو فنية أو حتى رقابية.. إلا أنني ومن يعرفه وموقعه.. نعرف بأنه يقصد المسؤول الأول عن معهد الموسيقار الراحل المقيم الفنان جميل غانم الفنان الغائب الحاضر أحمد بن غودل، الذي أصبح شبه مقيم في العاصمة اليمنية (صنعاء)، حيث مراكز القوى والقرارات ومربط الفرس.

فلماذا قام بالسكوت عنه كل هذه الفترة.. وتجاهل غيابه عن المسؤولية وقيامه بأعمال وظيفته ومهامها على أكمل وجه.. طالما يتقاضى عنها راتباً شهرياً.. وإن لم يتبق على سنوات خدمته وتقاعده من عمر الوظيفة الكثير(؟!).

ومعهد في ريادة معهد الفنون الجميلة يحتاج إلى تكاتف الجهود باعتباره من معالم عدن الثقافية والفنية الرائدة.. من حيث الموقع التاريخي في مدينة كريتر والعقبة الشهيرة قبل الجنية(؟!).

وكأول المعاهد المتخصصة في الجزيرة العربية.. من الممكن أن يقدم للشباب العربي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول المجاورة العربية والإفريقية خدمات راقية في مجال الموسيقى لمعرفة مقدار الشعوب.. ومقدار مابلغ من الرقي والرفعة كما يقول الفيلسوف الصيني العظيم (كونفشيوس).

وتطعيمه بالكوادر الفنية العربية والأجنبية المؤهلة للتدريس.. وتزويده بمعدات موسيقية حديثة للمزيد من العمل.. متى ماتم تغيير الرأس المدبر سبب الوجع والدوخة.. والذي لن تشفيه عشرات المسكنات والروشتات.

خاصة وأن في عدن العديد من شباب الفن والموسيقى الذين يملكون قدرات الإبداع ولا تعصى عليهم.. ويمكن لهم العطاء الجاد.. والمعهد كما نعرف بعيد عن السياسة وأمورها وهمومها، أتمنى أن يبقى بأهدافه.. معهدا ثقافيا وفنيا أهلي الأهداف والمصالح.. ليستقطب كل النماذج اليمنية والإنسانية العربية لعالم الموسيقى البعيد عن السياسية ومتاعبها.

وإلى متى يستمر السكوت على مثل هذه المخالفات والسقطات الإدارية المفضوحة التي من الواجب أن لا تغيب عن المسؤولين.. وأن لاتصل آثارها إلى حدود الفن وأهله وطبقته المميزة بأعمالها.

إن «معهد غانم للفنون الجملية» ليس بمثابة تكية أو استراحة للباحثين عن التقاعد أو مطية لمرحلة مؤقتة.. أو لتصفية حاسبات الماضي بسبب الغيرة الفنية وعقدها لدى بعض الصغار!

فمن السهل إيجاد قنوات دعم مختلفة لهذا الصرح الثقافي الفني العدني اليمني الأصيل لو صدقت النيات.. ومتى ما أبعد حاجز الخوف والتردد عن الصادقين والجادين في العمل.. وتشجيع الباحثين عن الفن الحقيقي والغيورين عليه الذين تزخر بهم خارطة البلاد، ولكنهم يحتاجون إلى الدعم والثقافة.. امنحوا الفرصة كاملة لشباب الفن الذين يتطلعون إلى المستقبل بقلوبهم وعقولهم.. ولا يفكرون بمصالحهم الشخصية وملء جيوبهم قبل التقاعد واجترار الذكريات مع كركرة المداعة.. وسلامتكم!

أديب وصحفي سعودي - جدة

عضو هيئة الصحفيين السعوديين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى