عادت «الأيام»

> كلمة المحرر

> الشمس لاتحجبها الغيوم مهما تراكمت وكثرت، فنورها يظل يسطع من خلالها... هكذا هي «الأيام»...عادت «الأيام» .. نعم عادت «الأيام».. وبها عادت ثقة الشارع بالكلمة الشريفة وبالأمانة الصحفية.. ومعهما القيم والمبادئ.
عادت «الأيام» بعد أن دفعت ضريبة قاسية ومؤلمة وباهضة .. كانت عبارة عن (جرعات) من التهديد والوعيد والقتل والسلب والنهب وتزييف الحقائق ومحاكمات عديدة غير عادلة ، بحقها وبحق ناشريها.. كانت ذروتها أن حكم على أحد عامليها حكماً جائراً وفقا لقراءة مغلوطة من القضاء .. رغم الحقائق التي تجلت وظهرت حينها.
ومازال العقلاء يسعون إلى إبطال ذلك الحكم (الهوائي) لإعادة الحق والإنصاف إلى نصابها بعد أن انحرف الميزان .. سائلين الله أن يفرج همنا جميعاً بإطلاق سراح البطل الأمين - العبادي المرقشي- المحكوم ظلماً.
أما الأكثر إيلاماً هو أن رحل عنا (أبوباشا) شهيدا وهو يدافع بشرف وجسارة دون أن تأخذه وسائل الترغيب والترهيب ليحيد عن مبادئه وقيمه التي جبل وتربى عليها منذ عهد العميد الوالد طيب الله ثراهما..
رحل (أبو الباشا) شهيدا وهو يدافع عن الحق العام والخاص والوطن .. من خلال «الأيام» دون نفاق أو تدليس أو محاباة أو ترضية لأهل السلطة وديكتاتورية حكامها فسعوا إلى المكر به وإلحاق كافة صنوف الأذى ، من حروب نفسية إلى منع «الأيام» من توزيعها.. إلى السجن القسري تحت مسمى "الحجز الاحتياطي" شاركه في هذا أنجاله .. حتى وصل به الأذى إلى منع الدواء عنه لقهره، فتحدى كل هذا شامخاً، رافعاً هامته يؤازره تمام شقيقه، و أبناؤه كافة ويناصره كل المحبين الذي بلغ تعدادهم الآلاف .. حتى أسلم روحه لله تعالى شهيداً.
عادت «الأيام» بعد سنوات عجاف خمس ، دون أن تلين لناشيرها وأصحابها عزيمة أوهمة، بل قاوموا اليأس وصمدوا بعد أن حصحص الحق، وتوارى أهل غير الحق عن الأنظار ..
ومما يستحق الذكر أن ليست هذه هي المرة الأولى التى تجبر «الأيام» على التوقف...فقد سبقتها تجربة مريرة قبلها، وكان ذلك قبل أشهر معدودات من إعلان الاستقلال الوطني حين صمد العميد محمد علي باشراحيل ـ يرحمه الله ويعطر ثراه ـ أمام التهديد والوعيد في ظل البنادق من قبل إحدى الفصائل المسلحة دونما وجه حق إلا لأنه كان يدعم ويؤازر الكفاح المسلح وينشر كافة بيانات العمليات الفدائية لتحرير الوطن ... فتوقفت «الأيام» وقتها عن الصدور..
اليوم ومنذ اللحظات الأولى التى بدئت فيها الاستعدادت والتهئية لعودتها الثالثة.. كان أن شرفني ناشروها بتولي تحرير صفحتي "الأدب الجديد" و"الفن والفنانون" وإني لأعتبر ذلك أنني قد ولجت إلى مدرسة الصحافة التى لطالما حلمت أن أكون يوما من محرريها.
ومن المهم الإشارة إلى أنني من خلال هذه المهمة الجسيمة أدعو محبي «الأيام» كافة والمساهمين فيها ممن تعودنا على ماكانوا ينشرون في شتى مناحي الكتابة من مقالة و أدب وفن أن لا يبخلوا على معشوقتهم «الأيام» بسخائهم وعطائهم بما تجود بها قرائحهم.. و«الأيام» تفتح لهم ذراعيها لاستقبال كل ما يصلح للنشر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى