نخبة العضلات المفتولة

> لعل المشكلة الأبرز التي عانى اليمن من تداعياتها السلبية تكمن في نقطة العضلات المفتولة والانتصار الأبرز للجماعات الفاسدة والعصابات القبلية التي جعلت من نفسها راعيا رسميا لهذا الشعب العظيم.. بعض نجوم العضلات المفتولة هؤلاء حققوا أرقاما خيالية في جيوبهم وفي خزائن البنوك التي يتعاملون معها (جمع الأرصدة)، متناسين أن رواية التلصص رواية ضعيفة، وأن أي جسم “مأكله حرام ومشربه حرام وملبسه من حرام فالنار أولى به”، والبعض الآخر من النخبة لازال إلى يومنا هذا وهو يحقق الانتصارات تلو الأخرى في نهب الأراضي وإرساء دعائم جديدة للفساد وبأسلوب حضاري يتواكب مع عصر التكنولوجيا، مستعرضا لأمة الإيمان والحكمة أنه من صنع اليمن الجديد،وقام بالثورات من أجل تربية جديدة لمجتمع مدني فعال خال من الفقر والفساد والرشوة، ليضع أصبعه على الجرح الذي ينزف.
نحن نرى فساد الحياة السياسية عندما يتسلط على السلطة أصحاب الثروة بإستيلائهم على المناصب العليا لتنحرف بعدها جميع أركان الدولة عن مسارها وتبتعد كثيرا عن الشعب الذي أيدها وأتى بها إلى سدة الحكم.
قد تبدو كل هذه الاستطرادات السابقة في وصف القارىء الذي يميل إلى النخبة مبالغا فيها، لكن شذرات الحاضر المرتبك تجعل الخوف من هجوم المستقبل المشوه مما لا يمكن استبعاده في زمن قل فيه الخير وأصحابه وأصبح من يتكلم بالحق منبوذا ومكروها، وأنه يريد جرجرة البلاد إلى مستنقع مظلم،أما من يتكلم بالشر فهو صاحب الوطنية والحس النزيه، حتى استشرى الفساد في جميع مناحي الحياة،فلا تكاد تخلو وزارة من أصحاب النخبة، حتى وصلت الفوضى إلى جميع مرافق الدولة من مدارس ومؤسسات حكومية ونيابات وبنوك ومستشفيات، الأمر الذي جعل من الشارع العام كله يعج بالفساد والانفلات. وفي الأخير هل من نخبة صالحة تدفع عنا نخب العضلات المفتولة هذه؟.

علي عبدالقادر علي / عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى