على طريق دعم مكتبة مسواط للأطفال

> علي محمد يحيى:

> في فترة ليست ببعيده كانت تدور لقاءات ونقاشات تكاد تكون منتظمة، وكتابات امتلأت بها الصحف من قبل مثقفين وأدباء ومعهم بعض من رجالات التربية ممن أولوا جل اهتمامهم لثقافة الطفل بعد أن التمسوا ما آل إليه حاله ومعاناته جرّاء عدم اعتناء الجهات غير الرسمية بأداء دورها الواجب عليها نحو حاجة أطفالنا الثقافية وإشباع حاجياتهم العقلية والروحية منذ نعومة أظفارهم، وحتى مرحلة اليفوعة ضمن الأهداف العامة للتربية، ولكن ربما يكون هناك خلط في الأمر أو اعتقاد محصور عند هؤلاء الدعاة المهتمين، يرتكز على المناداة بإصدار مجلات وطنية للأطفال تطبع (محلياً) وكأن هذه المجلات بإصداراتها تمثل كل الثقافة المرجوّة للطفل وأن زادوا على ذلك بمناداتهم على استحياء إلى تفعيل المؤسسات الرسمية ذات العلاقة .. ولم نستطع نحن المتابعين لهذه النداءات أن نتبين ما يريده أصحابها.
والواقع أن هذا ليس هو كل ما في الأمر .. فإلى جانب هذا وذاك هناك ماهو أهم رغم عدم اختلافنا على أن مجلات الأطفال (الوطنية) هي جزء مهم من ثقافة الطفل، لكن هناك أيضاً دور الأسرة والمدرسة ومسرح الطفل وبرامج الأطفال في الإذاعة والتلفزيون، وكتاب الطفل بتنوع مادته من علمية وأدبية والتنوعات في التسلية والمرح، ولنتحدث في هذا المقام عن الكتاب وهو الأهم -كما أزعم- من منطلق أن ثقافة الطفل تعتمد بشكل أساسي على القراءة، وقراءة الكتاب الثقافي تأتي في المقدمة.
وبدءاً لهذا الحديث أشير إلى إحصائية نشرت قبل سنوات قريبة، قد تثير الرعب فينا إذا ما عرفنا أن كل الدول العربية مجتمعه لا يزيد حجم ما تستهلكه من ورق الطباعة على حجم ما تستهلكه بلجيكا وحدها .. التي لا يزيد عدد سكانها على تسعة في المائة من سكان الوطن العربي ، فإذا ما تساءلنا ماذا سيكون نصيب مطبوعات الأطفال في الوطن العربي كله من هذا الورق؛ ليحصل على حاجته من الثقافة الخاصة به، مقروناً بتساؤل آخرعن حجم مطبوعات الطفل في بلادنا من هذا الورق، إذا ما أردنا أن نوفر له كتابه غير المدرسي ورواياته وقصصه ومجلاته أيضاً .. فماذا ستكون الإجابة؟ الله وحده يعلم .
إن فضول الطفل وترقبه وأصوات الأسئلة الكثيرة التي بداخله بحثاً عن إجابه لكل ما تقع عليه عيناه، وتلمسه يداه وتستقبله أذناه .. من يجيب عليها؟ ومن يخاطب عقله؟ وأين هو الكتاب أو المجلة أو القصة التي تأخذ بهذا العقل البكر رويداً رويداً .. لكي يكتشف عالمه الحقيقي وكذلك طريقه الصحيح نحو المعرفة والثقافة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى