مصارحة حرة.. شعيل سقراط

>
محمد العولقي
محمد العولقي
ما إن تلاشت زوبعة الأخطبوط " بول " الذي مات وشبع موتاً على خلفية إصابته بتخمة " التوقعات " في بطولة كأس العالم السابقة بجنوب أفريقيا حتى ظهر لنا البعير " شعيل " من مضارب " بني عبس " ليوزع علينا " توقعاته " المونديالية بطريقة أبعدت " الجمال " عن تهمة توزيع فيروس " كورونا " إلى العالم
.. ولا أدري من هو " جحا " الظريف اللطيف الذي أدخل " البعير " ساحة " التخمينات " .. ولا أدري عن نوايا صاحبنا " الجمال " وهو يعيد للجمال قليلاً من الهدوء النسبي بعد عاصفة الاتهامات التي عصفت بقطيع " شعيل " الذي نجح حتى الآن في فرض نفسه خليفة محتمل للأخطبوط بول.
* يقولون أن " بول " المسكين لم يستحمل الوجبات ذات الأطباق المختلفة وأن معدته انفجرت جراء التخمة وهو ما دفع " بول " الغلبان إلى الانتحار في بحيراته لكن بعد أن خلده " الإسبان " ووضعوا له مجسماً في متحف مدريد إلى جوار الماتادور الإسباني.
* أما " بعيرنا " خفيف الظل فيبدو شرهاً وهو يتلذذ ببرسيمه ويبدو واثق الخطوة وهو يلتهم أعلام المنتخبات الفائزة .. وإذا كان " شعيل " قد انحاز للطليان فربما غرته " البيتزا " وبرجها المائل " بيزا " .. وأظنه تعمد " التحلية " بالعلم البرازيلي لأنه مغرم صبابه بالبن البرازيلي وربما ليؤكد أن " بنهم " نقله بحار برتغالي من الحبشه واليمن إلى موطن راقصي السامبا .. والقهوة تعدل المزاج فما بالكم بمزاج " شعيل " المتهم الأول بنشر الفوضى غير الخلاقة عبر فيروس " كورونا " المميت.
* ولا تسألوا شعيل عن تفضيله العلم الهولندي على حساب العلم الاسباني فالتفسير يتشبع باحتمالين الأول أن شعيل أخرج لسانه ساخراً من الراحل " بول " بحيب الاسبان .. والثاني أنه من عشاق الورود الهولندية .. كما أن طعمها لذيذ ومن حلاوتها غنى لها " العربان " عبر بساط الرياح شوف الزهور واتعلم.
* كأس العالم تظاهرة أيضاً بين الحيوانات ما خف حجمها وثقل وزنها .. وللغرب بالذات عادات وتقليعات تنحصر في التوقعات وهم يؤمنون بها ويستبشرون خيراً .. لكن لماذا لا تدخل هذه الحيوانات حلبة التوقعات في المباريات المضمونة؟! .. سؤال تفجر في رأسي المفلطح بعد أن تعمد " السايس إبعاد البعير شعيل عن محطة توقع الفائز من مباراة فرنسا والهندوراس .. أكيد صاحبنا حلف أمام أقرب جامع بأن فرنسا ستفوز .. وأن فوزهندرواس أشبه بعشم إبليس في الجنة .. ومن هذا المنطق البسيط والواضح بحسب فلسفة الألماني "هيجل" يجب إبعاد شعيل عن هذه اللعبة فلو اختار برسيم هندرواس فستكون فضيحته بجلاجل وسيهلل بول في قبره فرحاً بفشل الجمل شعيل.
* لكن توقعات شعيل كوم وتنبؤآت الفيلسوف البرازيلي وليس الإغريقي " سقراط " كوم آخر فاللاعب الراقص الأنيق الذي كان يلعب بعقله قبل قدمه رحل عن هذه الدنيا قبل ثلاث سنوات .. رحل بعد أن فجر في البرازيل " مخاوف " لا حصر لها والحكاية أن سقراط قاده خياله إلى كتابة سيناريو عن بطولة كأس العالم الحالية .. والبداية كانت مفروشة بورود السعادة أمام البرازيل ونجمها " نيمار " .. والنهاية حملت طابعاً تراجيدياً يفوق ما حدث للبرازيل أمام أوروجواي قبل 54 عاماً.
* سقراط كتب سيناريو محبوك عن المونديال توقع فيه وصول البرازيل للنهائي ببساطة ووضوح لكن ملعب ماركانا الشهير سيكتسي بالسواد والعويل وحالات من الانتحار حين يرى الشعب البرازيلي الفتى الأرجنتيني ليونيل ميسي وهو يجهز على راقصي السامبا بهدفين على مدار الشوطين .. بعدها يصول سقراط الفاجعة في جنازة مهيبة تحضرها رئيسة البرازيل التي تقرر مساندة شعبها وتتلقى التعازي بنفسها في هذا المصاب الجلل .. العجيب أن بعض البرازيليين صدقوا حكاية " طاهش الحوبان ".. ووصل الأمر إلى حد أن المدرب " فاندرلي لوكسمبورغو " رفض عرضاً من الاتحاد البرازيلي لتدريب المنتخب قبل أن يتدخل "سكولاري" برباطة جأش ليتحمل المسؤولية كاملة وهو الذي قال : إذا لم نفز بالمونديال سأطلب اللجوء السياسي من دولة الكويت.
* وستمضي رحلة المونديال بين توقعات " شعيل " البعير العربي الذي يعرف الشنفرى وشقيق عنترة وبين هاجس سيناريو سقراط .. وسيظل الشعب البرازيلي بتوتر أعصابه في انتظار خروج مبكر لرفاق ميسي .. عندها قد تهدأ الجراح وترتاح آخر المشوار .. وسؤالي لكم : من تتوقعون سيكسب الرهان ؟ .. لاعب يعرف أسرار الكرة من ألفها إلى يائها .. أم " بعير" كل همه إشباع سنامه ومعدته بما لذ وطاب؟ .. فكروا وتذكروا حقيقة " كذب المتوقعون ولو صدقوا "..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى