بعد أن كانت قبلة للزائرين..بساتين الحسيني بلحج .. أشجار يابسة وأراضٍ متصحرة والمسؤولية غائبة

> رصد/ هشام عطيري:

> ماذا حدث لبساتين الحسيني بلحج التي كانت قبلة للزائرين لتتحول خلال سنوات قليلة إلى أراضٍ متصحرة وأشجار يابسة؟!! .. وهي التي تغنى بها الأمير القمندان والعديد من الشعراء، بعد أن أحضر القمندان العديد من شتلات الأشجار والفواكه من الهند لزراعتها في منطقة الحسيني التي كانت تشكل رمزا من رموز تاريخ لحج الزراعي.
في الحسيني بساتين وأراضٍ لها تسميات غريبة، فهناك أرض تسمى (اسطنبول) وأخرى (البصرة) وهناك (مصر الشرقي والغربي) و(مراكش) تتبع العديد من الأسر العريقة في لحج وخاصة العبدلية، وأسرة الجفارية، إلى جانب العديد من الأسر من خارج لحج.. توجد في تلك الأراضي مختلف أشجار الفواكه التي جلبها القمندان من الهند، حيث كانت بساتين الحسيني تعتبر من أفضل المواقع السياحية خلال تلك الفترة الماضية.. ولكن ما يحدث الآن يعتبر جريمة بحق تاريخ زراعي عريق، فالعديد من تلك البساتين بدأت بالتصحر، فيما الأشجار المعمرة انتهت.
يقول المزارع حسن حداد: "إن أحد الأسباب الرئيسية لما يحدث لبستان الحسيني من جفاف في أراضيه الزراعية هو عدم ري تلك الأراضي في موسم السيول، وذلك بسبب مجرى مائي يسمى (السعدين) لم تقم الجهات المختصة بعمل مشروع يساعد ذلك المجرى على تدفق السيول إلى منطقة الحسيني، التي تقدر مساحة الأراضي الزراعية فيه بحوالي 550 فدانا، جميعها مشجرات، من خلال عمل قناة لتصريف مياه السيول".
سند البان
سند البان
ويضيف حسن حداد قائلا: "إن الدولة عملت على إنشاء مواقع لتصريف مياه السيول من الأودية لري أراضٍ زراعية في مختلف الدلتا إلا الموقع الذي يغذي منطقة الحسيني لم تعمل له شيء يذكر، مبررين ذلك بموسم السيول، وهذا عذر يتكرر مع كل موسم من قبل الجهات المسؤولة".
ويوضح المزارع حداد أنه عند متابعته للجهات المسؤولة حول وجود اعتماد لإنشاء قناة تصريف لمياه السيول في عِبَر (السعدين) لري الأراضي الزراعية في منطقة الحسيني تفاجأ بأن الاعتماد ـ حسب قوله ـ ذهب إلى مشروع آخر وهو بناء خزانين للمياه في منطقة أخرى.
وأكد الوالد حسن حداد أن ذلك الإهمال من قبل الجهات المختصة له تأثيرات عديدة منها ضرر كبير أصاب المزارعين، وتعرض الأشجار للجفاف.. وفي ختام حديثه تحسَّر المزارع حسن حداد على ما يحدث لأراضي الحسيني في لحج من إهمال من قبل الجهات المختصة.
رئيس جمعية عِبَر الإحسان الأخ فضل علي العمر يقول: "إن مشروع رأس الوادي أو قناة التصريف لعِبَر (السعدين) الذي يغذي أراضي الحسيني بمياه السيول تم الاتفاق من سابق مع مشروع تطوير الري على أساس عمل رأس للعبر في عام 2003م، وجاء المقاول وعمل ثلاث أحجار وأوقف العمل بعدها رغم قيام المواطنين بتقديم المساهمة المجتمعة في المشروع بعد أن تم توقيع الاتفاق مع السلطة المحلية بمبلغ يقدر بحوالي 68 ألف دولار".
حسن حداد
حسن حداد
وأكد الأخ فضل بالقول: "إن المشاكل لا تقتصر على ذلك، بل هناك مشاكل أخرى منها الآبار العشوائية، حيث وصل الحفر إلى ضفاف العِبَر".
وأضاف: "الحسيني المنطقة الزراعية التاريخية مهدد بالجفاف وانتهاء كل الأشجار الموجودة فيه، فقد أنهى الجفاف من سابق أشجار الموز والأشجار التي جلبها القمندان من الهند مثل أشجار "الجمرك" و"الجامبو" و"الفنص"، والأشجار المعمرة مثل "المانجو" انتهت أيضا نتيجة الجفاف وعدم قيام الجهات المختصة بالعمل على إنشاء قناة لتصريف مياه السيول في عِبَر (السعدين) من الوادي الذي يغذي أراضي الحسيني الزراعية، التي كانت عندما تدخل إلى حدودها تدخل في نفق مظلم، فيما الآن تحولت إلى صحراء قاحلة".
وأكد رئيس جمعية عِبَر الإحسان الأخ فضل علي العمر في ختام حديثه أنهم رفعوا بكل ما يحدث إلى الجهات المختصة فيما يخص بساتين الحسيني لكن ـ كما قال ـ دون أن تحرك السلطة المحلية ساكنا.. مطالبا النظر إلى هموم ومعاناة واحتياجات المزارعين في الحسيني.
فضل علي العمر
فضل علي العمر
فيما يؤكد سند عياش عوض ناصر البان أن الحسيني مرتبط بتاريخ لحج في الإنتاج الزراعي على مستوى شبه الجزيرة العربية.. مشيرا إلى أن هناك أشجار بلغ عمرها الـ 200 عام، جلبها السلطان العبدلي فضل بن علي من الهند.
وأرجع البان ما يحدث لمنطقة الحسيني إلى تدهور رأس العِبَر الذي تسبب في تدهور الزراعة في منطقة الحسيني.
وقال: "إن الملاك والمزارعين أصبحوا يعانون بسبب ما يحدث".. مطالبا الجهات المختصة في المحافظة بالتحرك السريع للحفاظ على أهم معلم زراعي في لحج، الذي كان قبلة للزائرين من داخل البلاد وخارجها.
وضع مؤلم لتاريخ عريق.. (الحسيني) منطقة زراعية يشار إليها بالبنان، ووصل صيتها للآفاق.. لكن ما يحدث لها الآن جريمة لا يمكن السكوت عنها، ويجب أن تتحرك كل الجهات في لحج لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن يصبح بستان الحسيني أثرا بعد عين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى