من ينتقم من عدن؟!

> تقرير/ ماجد الشعيبي

> أغلقت (زكو) أبوابها - وهي مقهاية مشهورة - أمام عشرات الزوار الذين تعودوا على شرب الشاي العدني ذات النكهة الخاصة في قلب مدينة كريتر، أكثر الأحياء الشعبية والتاريخية شهرة في المدينة.
كانت (زكو) مكان يرتاده الكثير من قادة الجنوب والسياسيين منذ عشرات السنيين حيث يعد اسمها ماركة مفضلة، ولا يفوت من يمر من جوارها تناول (فنجانا) من الشاي.
الآن وكما توضح صور التقطتها عدسة «الأيام»، طويت صفحة زكو إلى غير رجعة ،وحالياً أصبحت محلا تجاريا سمي (الإمبراطورة) وهو محل خاص لبيع الملابس، بعد أشهر من إغلاقها بسبب مشاكل مالية مع مالكها ، ومعلومات أخرى نشرت في وقت سابق تحدثت عن إحباط تفجير إرهابي كان يستهدف المقهى.
وفي مقهاية (سكران) أقدم متشددون خلال الفترة السابقة على الاعتداء على ناشطين وناشطات يتجمعون بشكل مستمر هناك، وذلك بتهمة الاختلاط ، حيث تتعرض أماكن التجمعات لحوادث متكررة يقدم عليها عناصر متشددة -غالباً- تقول أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر.
وشكلت هذه الاعتداءات المتكررة تخوفا لكثير من الأهالي والأسر في مدينة عدن ، مما جعل الكثيرون يعزفون عن ارتياد تلك التجمعات الثقافية والمجتمعية التي ضلت أماكن آمنة للاجتماعات المدنية، ومكان لتبادل الكثير من الخبرات والأفكار التي تخدم المجتمع.
مثل هذه المقاهي وأماكن التجمع التي كانت تحتضن الشباب غابت في المدينة، وليست زكو وحدها من أوصدت أبوابها أمام زبائنها، فهناك أكثر من مكان في عدن يشار إليه بالبنان بات مجرد أطلال.
* تلاشي رائحة الفل وحضور روائح المجاري
غابت رائحة الفل والبخور وأصبحت مياه المجاري الطافحة (البلاليع ) تعم شارع الزعفران، أكثر الأحياء شهرة برائحة الجميلة.
تفاصيل كثيرة فقدتها مدينة عدن وأحيائها ويستطيع الزائر أن يكتشف حجم الحزن والبؤس الكبير الذي يسكنها، فالنظام الذي عرف عنها في وقت سابق أصبح اليوم مجرد أمر كان.
كانت أحياء كرتير بمثابة وجه لمدينة عدن، ويقصد زيارة كريتر-فوهة البركان- كل من يزور عدن لما تتمتع به من جمال معماري، ونشاط تجاري وثقافي وحضاري ، بيد أنها اليوم تعجز عن حل مشكلة المجاري الطافحة التي أغرقت الشوارع، في ظل إهمال غير مسبوق من قبل الجهات المعنية.
اقدم المقاهي مقهى السكران في كريتر
اقدم المقاهي مقهى السكران في كريتر
طغت مؤخراً في كريتر -مثلها مثل باقي مديريات عدن- العشوائية التي تظهر بشكل جلي أمام المارة ، فالمحلات التجارية والأسواق المنظمة لم يعد لها أثرا ، وجل ما تشاهده وأنت تتجول في شوارعها الازدحام الكثيف نتيجة الفوضى الكبيرة التي انتشرت على غير العادة في واحدة من أهم مديريات عدن.
توضح صور التقطها المحرر منظر لمدخل الشارع الرئيسي في كريتر ويظهر فيه طفح في المجاري بشكل واضح أعاق حتى عملية سير المواطنين الذين وضعوا أحجارا ليتمكنوا من تجاوز المياه الملوثة التي طفحت في طريقهم.
* حكاية أخرى في سواحل عدن
نحن الآن في ساحل (جولدمور) أكثر الأماكن التي يزورها السياح القادمون من خارج المحافظة ومن داخلها، ومع غروب الشمس تلاحظ الناس يستعدون للملمة أشيائهم والعودة إلى منازلهم.
لم يعد يشعر الناس هنا بالأمان والطمأنينة بالبقاء في الشارع إلى وقت مبكر من الليل، خصوصاً بعد الانفلات الأمني المشهود في أحياء وشوارع المدنية بشكل مخيف.
عبدالله الحاج -وهو مواطن قدم من مدينة تعز في زيارة ترفيهية يقول أنه يقوم بها خلال أعوام متفاوتة قال خلال زيارته قبل أيام اثناء لقاء جمعه بمحرر الصحيفة صدفة : " لقد دُمّرت عدن بشكل مخيف، ففي السابق كانت متنفسا لجميع القادمين من المحافظات الأخرى، وحالياً يقول: " إن المواطنين وخاصة الشمالين لا يرون في زيارة عدن أهمية كبيره كتلك التي كانت بها من قبل " .
ويقول أيضاً: "عدن تغيرت كثيراً ومن زارها أيام خليجي عشرين لا يصدق أنها عدن اليوم " ، وبلغة يملؤها الكثير من التساؤلات يقول الحاج : " كانت عدن قبلة كل سائح وزائر، وكانت بالنسبة لنا مدينة الأمن والأمان واليوم لم نعد نشعر بالأمان حتى ونحن هنا في هذا الساحل وبوضح النهار، فربما يأتي من يقلب السكينة بأي لحظة ولا تدري بالأخير من تحاسب ".
يقول عبدالله إذا ما ساءت الأمور أكثر في عدن فربما ستكون هذه هي زيارته الأخيرة للمدينة" ، فعائلته تفضل حالياً الذهاب لزيارة الحديدة أكثر من عدن في وقت كانت عدن بالنسبة لهم خيار لا ثاني له حسب قوله.
لقد تغيرت ملامح المدينة، وتنتشر أكوام القمامة في الطرقات التي تقطع بين الحين والآخر وتشهد وأنت تمر في أحد الأحياء الشعبية كيف يقضي الفقر والجوع على الناس؟ وكيف يزدهر استقطاب الجماعات الدينية المتشددة للشباب الأكثر فقراً؟ .
في حين تجد المخدرات طريقها لكل بيت، حيث يقع الشباب ضحية الفراغ والفقر، وخلال الفترات السابقة تقول معلومات أن المواد المخدرة باتت في متناول شريحة واسعة من الشباب ، وآخرين يروجون لها، بل أصبحت مهنة تعود بالدخل عليهم ، ويقول دكتور متخصص فتح مركزا لمعالجة المدمنين في خور مكسر: " إن أكثر من عشر إلى تسع حالات تصل للمركز يومياً وإن المخدرات في طريقها للقضاء على شباب عدن " .
منظر عام لساحل جولد مور
منظر عام لساحل جولد مور
* ازدهار حالات الاغتصاب في عدن
في ظاهرة دخيله على عدن تعرضت خلال الفترة السابقة عدد من الفتيات إلى حوادث اغتصاب متفرقة ، آخر تلك الحوادث كانت اغتصاب طفلة تبلغ من العمر أحد عشر سنة تمكن مغتصبوها من اختطافها نهاراً ورميها بعد اغتصابها في أحد الشوارع أمام سيارة ليظهر الأمر لأول مرة وكأنها تعرضت لحادث مروري مؤسف .
بيد أن الدكتور الذي حضر للكشف عن الحالة في وقت متأخر قال كلام آخر وأفصح "عن تعرض الطفلة لاغتصاب قبل تعرضها للحادث"، وقد ظهر ذلك من خلال تمزق حدث لها في الرحم.
الاغتصاب البشع ظهر من خلال علامات في جسد الطفلة، وكشف عنه ذلك الدكتور المسؤول عن الحالة في منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي facebook وصف الحادثة بالبشعة، ولقيت الحادثة استنكارا واسعا ، وبسبب تستر أسرة الفتاة لأسباب خاصة دُفنت الطفلة، ودفنت حقيقة ما تعرضت له من جريمة ،وما ستتعرض له ربما العديد من الفتيات قادم الأيام إذا ما تم السكوت عن مثل هكذا حوادث.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الفتيات في عدن لاختطافات مشابهة فهناك أسر نشرت عنها بلاغات صحفية عن اختفاء فتياتها في الفترة السابقة ولم تتمكن الجهات الأمنية من كشف ملابسات تلك الحوادث أو العمل على رصد وتعقب من يقومون بمثل هذه الأعمال، وكل هذه الحوادث التي تحصل مؤخراً في عدن يكتفي الجميع بسماع تفاصيلها كما لو أنها حادث عارض ومتعود عليها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى