القيادة الإدارية في ظل المتغيرات العلمية والتكنولوجية المتسارعة

> يحظى موضوع القيادة باهتمام كبير من قبل الباحثين خاصة، وأصحاب الأعمال والمديرين عامة، نتيجة لما يتصف به هذا العصر من سرعة في التغيرات وتنوعها وبما تفرزه من ضغوط شديدة على منظمات الأعمال، الأمر الذي يتطلب المواجهة مع ما ينتج عن ذلك من آثار يمكن أن تكون بمثابة تهديدات كبيرة على استمرار وبقاء منظماتنا، وتحديداً في ظل تنامي عملية تحرير الأسواق والأنشطة فيها.
وتعد القيادة من الموضوعات الأكثر إثارة في علم الإدارة، وعليها يتحدد المعيار الذي يضمن نجاح أي منظمة من المنظمات، وتمثل القيادة جوهر العمل الإداري، لأنها تعد عاملاً مهما في نجاح أو فشل المنظمة عامة، لما فيها من تأثير مباشر على الأداء.
لقد ذهب كثير من علماء الإدارة إلى القول بأن القيادة هي جوهر العملية الإدارية، وقلبها النابض، وهي مفتاح الإدارة، وأن أهميتها ودورها نابع من كونها تقوم بدور أساسي يؤثر في عناصر العملية الإدارية فتجعل الإدارة أكثر ديناميكية وفاعلية، وتعمل كأداة محركة لتحقيق أهدافها.
فالقيادة هي وحدها التي تمتلك القدرة على التأثير في الآخرين، وحفزهم لإنجاز أهداف المنظمة بأولوياتها والسعي الدائم لتطويرها، في إطار المتغيرات العلمية والتكنولوجية المتسارعة، مع توافر قدرٍ كبيرٍ من المعلومات ضمن ما يسمى بعصر ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات، الذي يتطلب هندسة العلاقات إضافة إلى هندسة العمليات.
لذلك تعددت نظريات ومفاهيم القيادة، وتداخلت كثيراً في مضامين نظرياتها مع اختلاف التفضيلات لدى الباحثين ورجال الأعمال والمديرين، وجاء مفهوم القيادة التحويلية ليعزز من فكرة أهمية القيادة الإدارية، كما جاء الاهتمام المتزايد بالعنصر البشري لدوره الحاسم في التطوير والتحديث والإبداع والابتكار في مجال الأعمال، كون ذلك ضرورة تقتضيها حالة التغير والتسارع فيها، ليمثل إحدى أهم مقومات النجاح لأي منظمة من المنظمات.
ومن الأنماط القيادية التي أفرزها التقدم العلمي والتطور التقني نمط القيادة التحويلية، وهو من الأساليب التي ظهرت حديثا في مجال القيادة على يد عالم التاريخ والسياسة الأمريكي بيرنز، ويقوم هذا الأسلوب على أساس وجود علاقة مشتركة لكل من القادة والأتباع، ومن أهم ما يميز نمط القيادة التحويلية القدرة العالية على قيادة المنظمة في مواجهة التحديات والتطورات الحديثة من خلال التأثير في سلوكيات المرء وسينمو تنمية قدراتهم الإبداعية.
ولقناعتي بأن القيادة التحويلية هي الأسلوب الملائم، نظراً لما تشتمل عليه من عناصر وخصائص ومهام تمكن القائد إذا مارسها من إدارة التغيير بنجاح في منظمته، وتحويلها إلى وضع جديد ومختلف يلبي الطموحات والمتطلبات المستجدة، ويستجيب للتحديات المعاصرة والمستقبلية، من خلال دعم الإبداع الفردي والمنظمي المعزز لذلك، إذ لا توجد منظمة معاصرة إلاّ وكان الإبداع أحد أهم ركائزها في النمو والتطور والإستمرار ومواجهة التهديدات والمخاطر.
ريام ناصر بالليل الرهوي/ عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى