سيئون.. من غزوة البنوك إلى غزوة التمور!

> عبدان دهيس:

> ليس هناك من تفسير في (كيمياء السياسة)، لما جرى ويجري في مدينة سيئون، بل وحضرموت بشكل عام، من عمليات قتل وتدمير وغزوات مسلحة - إن صح التعبير- وتفجيرات وتعديات على المرافق والمؤسسات والممتلكات العامة والخاصة، ونهبها وإحراقها، وترويع المواطنين الآمنين المسالمين، وإقلاق سكينتهم، وهي عمليات تبدو أنها ممنهجة بالنظر إلى تكرارها، وحجم مخلفاتها ونتائجها، وتفوق إلى حدٍ كبير العمليات الأخرى المشابهة التي تتم في بقية محافظات الجنوب، فالأمور حتى الآن مبهمة وفاعلوها مجهولون، عدا ما نسمع من إعلام الدولة الرسمي، عقب كل فعل.. إن هذه الأعمال هي من (بصمات القاعدة) فأي قاعدة هذه التي (تسرق البنوك) وتستهدف (مصنع التمور) وفي شهر رمضان الكريم.
وبعيداً عن التفسيرات والتأويلات، نسأل.. لمصلحة من ما حدث ويحدث في سيئون وفي حضرموت بشكل عام؟ هذه المحافظة الغنية بالنفط والثروة السمكية،والفقيرة في طاقة الكهرباء ومياه الشرب والخدمات الأساسية.. يالها من مفارقات عجيبة وحسابات غريبة، يشفط النفط ويتقاسمه متنفذون ومراكز قوى معروفة،وأهل حضرموت محرومون من أبسط الخدمات الضرورية ومقومات الحياة الكريمة، ومن الوظائف أيضاً.
أهل حضرموت معروفون بحبهم للسلم وجنوحهم للسلام، فهم يرفضون مثل هذه الأعمال الدموية البشعة أن تتم على تراب بلدتهم، ولايقبلون بأي حالٍ من الأحوال، بقتل النفوس البريئة وسيلان الدم في وسط الأحياء والحارات والشوارع، وما شابه ذلك من الأفعال التي لا يقبلها دين ولا ملة، والعياذ بالله من أفعال شياطين الإنس والجن معاً.
للأسف هناك من يريد أن يجر حضرموت وأهلها إلى أعمال العنف ومربع الفتنة التي لا تنتهي، وتدمير أمنها واستقرارها وسلامها الاجتماعي، في لحظات من الطيش السياسي والنزعات الانتقامية غير محسوبة العواقب،فاختيار حضرموت بساحلها وواديها لمثل هذه الأفعال المأساوية التي تجري على ترابها وتسارعها، يحمل أبعاداً خطرة، ليس على حضرموت فحسب، ولكن على محافظات الجنوب دون استثناء، وهذا ما تؤكده الأحداث التي جرت وتجري في شبوه والضالع ولحج، وقبلها في أبين وعدن أيضاً،فإلى أين يريدون جر حضرموت؟!.
إنها سياسة (تصفية الحسابات) بشماعة (القاعدة)، هي التي تتم الآن على تراب حضرموت بين الأطراف المتصارعة،من ذات رموز ومكونات النظام السابق، التي مازالت تفعل فعلها، وتتواجد في مختلف مكونات جهاز الدولة العسكري والأمني والمدني، والتوجهات معروفة، والأوراق باتت مكشوفة، لكن حضرموت ستظل (رقماً صعباً) وعصية على أن ينال منها أحد كما كانت في كل التآمرات والغزوات، وأهلها يدركون حقيقة اللعبة، التي تدور وتنفذ على ساحتها، ولكنهم يحتاجون إلى التضامن والمؤازرة من كل أبناء الجنوب. “وأنتي افهمي يا جارة”!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى