بعد أكثر من خمسين عاما جاء من ينصفهم.. فمن لابنتي شيماء ينصفها

> بلال غلام حسين

> بالأمس الأول ودون سابق إنذار أو معرفة استلمت رسالة خاصة على بريدي الإلكتروني من إحدى كبرى شركات المحاماة التي تعنى بحقوق الإنسان في بريطانيا يطلبون مني مساعدتهم في البحث عن أشخاص تم اعتقالهم من قبل الجيش البريطاني في فترة الستينات وأُسيئت معاملتهم في معتقل رأس مربط وغيرها من السجون، وستقوم شركة المحاماة برفع قضية ضد الحكومة البريطانية لتعويض هؤلاء الأشخاص أو ذويهم لما حصل لهم من سوء معاملة في المعتقل. بالله عليكم تصورا معي هذا الشئ...!! يأتي أُناس بعد أكثر من خمسين عاماً ليدافعوا عن حقوق بشر فقط لأنه تمت إساءة معاملاتهم ليس إلا، بل وفوق هذا وذاك سوف يقاضون حكومتهم لتدفع تعويضات مادية وتقديم اعتذار رسمي لهؤلاء البشر إذا كانوا أحياء أو تعويض ذويهم إذا لم يبق منهم أحد على قيد الحياة. ما أقول غير لا إله إلا الله محمد رسول الله .. هل يُعقل هذا الشئ في زمننا هذا؟! هل أنا في علم أو حلم؟.
ونأتي الآن للمشهد الآخر من المشاهد التي نراها ونسمع عنها في بلدنا كل يوم، من قتل وسفك للدماء وانتهاك لأعراض الناس وحقوقهم وإذلال للبشر -إن كانوا محسوبين علينا بشر- دون وجه حق، والحكومة في بلادي بكامل أجهزتها المدنية والأمنية والاستخباراتية لم تستطيع أن تمنع أو تحد من هذه الجرائم التي تحدث في شوارعنا كل يوم، بينما يتجول القتلة والحُثالات الأنذال بكل حرية في طول البلاد وعرضها دون أن يكلمهم أحد.
بالأمس القريب أرتكب أحد هؤلاء الحثالات من القتلة جريمة نكراء شنعاء بحق ابنتي وابنة كل أب في هذه المدينة شيماء شهاب -رحمة الله عليها- وقام بقتلها بعد أن انتهك عرضها ولم يحرك المسؤولون في هذه المحافظة وأجهزتها الأمنية ساكنا حتى يومنا هذا لماذا؟! لأنهم متفرغون لأمسياتهم الرمضانية في دواوينهم الفاخرة وكيفية تدمير هذه المدينة وإذلال أهلها ونهب ثرواتها وخيراتها.
اليوم روح شيماء تصرخ عالياً تطلب منا أخذ حقها، والقصاص من قاتلها ومنتهك عرضها، فإذا كانت هُناك شركة محاماة بريطانية جاءت بعد خمسين عاماً لتأخذ بحق أُناس هم غرباء بالنسبة لها لمجرد أن تمت إساءة معاملتهم، وتقاضي حكومتها لتعوضهم، فمن لابنتي شيماء ينصفها ويأخذ بحقها...؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى