> عبدالرحمن نعمان:

في مقاله الصادر صباح الخميس في «الأيام» الأخ والزميل.. اعتقد والأب محمد فارع الشيباني الموسوم بـ(ثوارنا أصبحوا وزراء) أراد أن يبعث برسالة إلى كثيرين في السلطة، وأراد أيضا أن ينتقد السلطة السابقة في الجنوب بعد 1967 م كما أراد أن يؤكد على أنه (ليس بالضرورة أن يكون الثائر اليوم وزيراً غداً بعد نجاح الثورة..)، وأما إذا لم يكن ذلك قصده فإن المباشر الذي قصده هم أولئك الذين وصلوا إلى كرسي في الحكومة (أية حكومة) وكانوا على دراية بالحال الذي يعيشه الوطن من تدهور وفاقة ومن فساد ومحسوبيات وخلل هنا وآخر هناك، وعندما وصلوا إلى موقع القرار استمر الحال وزادت الأمور تدهوراً وزاد على الفساد فساد وظهرت المحسوبيات واضحة في شخصه هو الذي كان ينتقدها.. فها هي زوجته وها هو أخوه وها هو صهيره وها هو ابنه قد عمل على ترتيب أوضاعهم، إما في وزارته وإما في وزارات أخرى مقابل ترتيب أوضاع آخرين لهم قرابة بمن استعان بهم من وزراء تلك الوزارات، حتى لا تبدو الأمور واضحة للمواطن ويظهر هذا الوزير بريئاً من المحسوبية التي انتقدها قبل أن يكون وزيراً واستغلها تماماً عندما وصل إلى كرسي الوزارة، معتبراً أن توزيره (ليلة قدر) نزلت عليه، وعليه استغلالها الاستغلال الأمثل.. ناهيك عن حصوله على امتيازات من الفيلات والقصور والسيارات.
وقد حدث خطأ في الجنوب عندما لم يفكر الثوار أن الثائر بعد خروج الستعمر البريطاني انتهى دوره، وأن فترة الحكم الوطني ليست بحاجة إلى ثائر كافح وناضل من أجل هدف واحد هو نيل الاستقلال وإجلاء المستعمر المحتل عن وطنه ليعيش الوطن حراً.. وإنما بحاجة إلى عقول إلى كوادر إلى خبرات إدارية.. من المهندسين من الاقتصاديين من الحقوقيين.. وأن كل وزارة يجب أن يكون وزيرها ذا مؤهل علمي وخبرة.. لا أن يكون مؤهله وشهادته الوحيدة أنه (ثائر).. مع ذلك حافظ الثوار الذين واصلوا ثورتهم بدرجة (وزير) هنا أو هناك بدلا عن كوادر تم إقصاؤهم لأنهم لا يحوزون على هذه الشهادة (في حينه).. ثائر من ثوار 14 اكتوبر.
والأخطر ليس من ذكرهم الشيباني وحسب إنما الأخطر من عاشوا كل أنواع الفساد قبل الثورات وعادوا إلى صدارة الحكم بواسطة حبل الثورة الذي تسلقوا عليه وكان الأجدر أن يقطع شباب الثورة ذلك السلم عليهم في حينه.
تمنياتي للأخ العزيز محمد فارع الشيباني دوام الصحة وطول العمر له ولقلمه الجريح.. وأنهي بتكملة: “مع ذلك حافظ الثوار على مكانتهم في قلوب الناس وما زال المواطن يحترم الكثيرين منهم،مترحمين على من قضى منهم ومحترمين لكل من لا يزال على قيد الحياة”، ولذلك لا يعتقد حراكي الجنوب أنه سيكون وزيراً غداً بمؤهل (حراكي) فليس بالضرورة أن يكون الحراكي اليوم وزيراً أو مسؤولاً غداً.