الجامعة الرمضانية

> إعداد:ماجد علي

> لا يخفى عليكم أن رمضان المدرسة الأولى بل الجامعة الأولى للتعليم في شتى التخصصات، وها نحن سنحل ضيوفا على الجامعة الرمضانية، وسنطوف في كلياتها لنستزيد من نورها وننهل من ينبوعها، ومن هذه الكليات: كلية الطب.
* كلية الطب
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبه الأمة إلى السبب الرئيسي للأمراض التي يعاني منها البشر فيؤكد أنها في المعدة التي هي منفذ عظيم لدخول الأشياء إليها ووصولها إلى باقي البدن فيقول: “ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسِه” صحيح الجامع (5674)، وبذلك يحصل الترشيد في الطعام الذي يمتنع الإنسان عنه في نهار رمضان ليقوم الجسم بالتخلص من الفضلات الزائدة عنه، والسموم التي تخرجها خلايا الجسم لتصبح نشيطة فتنتقل من عمل التنظيف إلى البناء والإنتاج، وهذا في حقيقة الأمر بحاجة إلى إنسان مرتاح نفسيا لأن الأمراض النفسية لها تأثير على الأجهزة والأعضاء وتصيبها بخلل فلا تستطيع تنظيم عملها حتى ولو كان أصحاب هذه الأجهزة والأعضاء لا يأكلون من الطعام إلا القليل.
ومع طول السنة والانشغال الفكري والعضلي وتجمع هموم الحياة اليومية والمستقبلية تتفرق الهموم على الإنسان حتى يشعر بأنه لا يخرج من هم إلا إلى غيره إلى أن يأتي شهر رمضان فيتذكر أنه لا بد له من الدخول في هذه العبادة وغيرها من العبادات ليكون من عتقاء هذا الشهر، ومن أهل الجنة، فيركن تحت تلك المظلة المكتوب فيها “من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له” صحيح الجامع (6510).
فيجتهد في العبادة وخاصة أن من حوله من الناس يكون همهم هو همه من العبادة والذكر فيجد في ذلك الفرصة ليتخلص من أوهامه كلها ويعود إلى الأصل الذي خلق من أجله “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى