المتصدران لتاريخ وتراث عدن

> نعمان الحكيم:

> حقيقة يتجلى المخلصون بخلق أشياء تفيد المدينة والمدنية، وتؤسس لمعالم وعوالم إما أنها قد اندثرت، أو أن بعضها على وشك الاندثار، لكن يبقى الحماس والحس والحرص الوطنيين لدى من يحبون عدن وأعلامها وآثارها ومآثرها، وهو الديدن الذي يراود الكثيرين، لكنه يتحقق لدى البعض وهو ما سنوضحه هنا في السطور القادمة، بتواضع،وحب يتجلى بحب دفين لهذه المدينة التي منحت الناس ما يرفع هاماتهم ويجعلهم يعتزون بانتمائهم إليها، بفخر واعتزاز.
من هؤلاء الذين سردنا السطور السالفة عن بعضهم، مؤسس مركز الرشيد للتنوير والدراسة والتدريب، المؤرخ السياسي، الأكاديمي، الوزير الإنسان د. صالح علي باصرة الذي عرفته شخصيا عام 1976 م عندما كان نائبا لمدير الدائرة السياسية بوزارة التربية والتعليم في عدن عاصمة (ج ي د ش) وكان من زملاء المهنة الأساتذة أحمد علي سكيرة،وعوض بامدهف وآخرون، واليوم وبعد التقاعد نلتقي مع هذا العلم حقيقة والذي فضّل أن يتفرغ بعد خوضه نضالات عدة في الوطن، جنوبه وشماله، شرقه وغربه، حتى استقر به المقام ليجعل ما تبقى من العمر وقفا للتنوير والدراسة والأبحاث وتدريب الشباب والطلاب بما يفيدهم، وقد أحسن صنعا بتأسيس هذا المركز و(المنتدى الثقافي) الذي يعقد جلساته كل يوم إثنين، وقد أسعدني أن وجه لي الدكتور باصرة دعوة للعمل معه ومع دكاترة أكاديميين هم قامات شامخة ومراجع يعتز بهم طالب المعرفة والاستزادة من مناهلم، وهو أمر أعتز به، كما أنها لفتة لماض جميل عشناه بنقاء وصفاء ومحبة ومازلنا.
من حسنات هذا المركز تعريفنا بأشخاص، كنا نسمع عنهم ونقرأ لهم، وسنحت الفرصة لأن يكون بعضهم محاضرًا فاعلاً في برنامج المركز حول أعلام ومعالم عدن،وأخص من هؤلاء (أولاً) الدكتور الجهبذ الساحر علميا وثقافيا وأدبياً، الدكتور أحمد صالح رابعة، الأستاذ والباحث والكاتب الذي ما أن تستمع إليه حتى تجد نفسك أمام إنسان بسيط في شكله، رقيق في طبعه، مؤدب في طرحه، علمي في تأديته لمحاضرات أو ندوات عدنية أو عربية، زاخر المعلومات، مؤرشف متمكن،يقنعك بسرد معزز بالمعلومة التي لا تمتلكها طيلة حياتك،مرتب بكل حركاته وإيماءاته.
سبحان الخالق جل جلاله، وصحيح أن من البيان لسحرا،فكيف لو كان صاحب البيان هذا رجل منا، وإلينا، يعيش معنا،وليس هو ممن يقرأهم الناس عبر كتب التراث، بل هو قارئ مجيد للتراث، مترجم له ومبين تفاصيله بأسلوب سهل وجميل، يدخلك إلى دهاليز المعرفة وخزائنها التي لا تنضب، وحقيقة يعتبر الدكتور رابعة، أسد معرفة رابض على خزائن أعلام ومعالم عدن، وحاميها، ومحييها بعد هذا الإهمال الذي كاد يفتك بها، ولا وجود لدولة أو لحكومة.. ولا هم يحزنون.
الدكتور أحمد رابضة رجل ستيني، ربما، لكنه شاب في معارفه وأطروحاته ويمتاز بأسلوب إلقاء محبب، وسرد مبسط، علمي، وهو لا يحب أن تكون المعلومة مشكوكا فيها، فالنصوص والمعلومات، ما لم تكن بسند تاريخي بحثي محقق، فلا يعطيها الموافقة العلمية، وهذا هو أحد أسانيد العلم الذي نبحث عنه في وقتنا الراهن.
لن نفي الرابضة حقه في التخصص والتفرد، فهو موسوعة ضخمة وبحر زاخر بالمعلومات، وهو صاحب ابتسامة محببة وأنيقة رغم زحف الزمن على محياه بعوامله العمرية، وهي سنّة ربانية، لكن الرابضة يزداد ألقًا ووسامة بشكله وجوهره وفكره، ولقد أطلقت عليه (الساحر الجميل).
فرد علي: (أنت الأسحر) ويالروعة الرد المهذب بلغة رصينة!.
ونسيت أن أشير كخاتمة إلى لغته القويمة التي لا تجد فيها القاموسيات الثقيلة، لكنها لغة فصحى محببة، وهذا سر سحر الرجل كما أسلفت.
الشكر لمن قدم لنا هذا العالم الهمام والذي ما كنا لنراه لولا صاحب الفضل د.صالح باصرة، الذي نكن له كل حب وتقدير.. بمثل ما هو للرابضة.
ولا ننسى أن نختم بمسك فواح يعطر المدينة كلها، ذلكم هو جهد الكبيرة الدكتورة أسمهان العلس وجمعية التاريخ والآثار العدنية/ اليمنية، التي تظل من الأهمية بمكان،ورمضان كريم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى