الجامعة الرمضانية

> إعداد:ماجد علي

> لا يخفى عليكم أن رمضان المدرسة الأولى بل الجامعة الأولى للتعليم في شتى التخصصات، وها نحن سنحل ضيوفا على الجامعة الرمضانية، وسنطوف في كلياتها لنستزيد من نورها وننهل من ينبوعها، ومن هذه الكليات: كلية القيام.
* كلية القيام
من هنا يبدأ مصنع الرجال ومفخرة الأجيال، إنها صلاة الليل، وهي من الأمور التي كانت واجبة في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنة في حق سائر أفراد الأمة، وقد تلهى الناس عن هذه الشرعة التي أخرجت لهذه الأمة أبطالها، ولذلك قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: “من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” صحيح الجامع (6440)..
لقد كان قيام الليل أول الدروس العلمية التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل تحمل أعباء الرسالة “يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا” [المزمل: 1-6] وبذلك كان القيام هو المؤهل لتحمل تلك الرسالة التي أخبر الله عز وجل عن تلك المخلوقات التي تساوي الإنسان بمرات بل الإنسان أمامها مثل الذرة، وهي عاجزة عن حملها “إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا” [الأحزاب: 72].
فإن قيام الليل يعين الإنسان على حمل هذه الأمانة بشكلها الصحيح، وكيف لا؟ والصلاة هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتأمر بالمعروف، وتوقظ داخله وضميره، فتكون بداخله مثل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتجعل منه عبدا لله وحده، يركع ويسجد له، ويبكي من خشيته متذكرا كثيرا من المعاصي التي كان يرتكبها، وغيره يقوم الليل ويصارع الوقت ليستفيد منه في آخرته، فجعل الله لمن دخل هذه الكلية في شهر رمضان وأواخره جائزة ليعوضه ما فاته من الطاعة ويعطيه الأمل في المستقبل للثبات قال تعالى: “إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربها من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى