لسانك حصانك

> الكل هنا يعلم أن كل كائن موجود يمتلك هذا العضو (اللسان)، ولكن يختلف من كائن إلى آخر، فقد قال لقمان لابنه وهو يعظه : "يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك"، فهذه العبارة تدل على أن اللسان من أعصى الأعضاء على صاحبها، كما لا يخفى على شريف علمكم بأنها طفل رضيع إن أحسنت تربيتها نفعتك، وإن أسئت تربيته جنى عليك، فليمسك كل واحد منا لسانه، ثم يلجمها بلجام الشرع، وعلينا صيانة ألسنتنا عن أمور كثيرة قد تكون للنفس والهوى مشيرة، فهي آفة من آفاته قد يغفل أحدنا عن صون لسانه من هذه الآفات.
فهناك آفات عديدة يبتلى بها بعض الناس ولا يبالون، كالحلف بغير الله، واليمين الكاذب لترويج السلعة، والكذب في الإخبار عن أمر وقع، وقول الزور والغيبة والنميمة واللعن وغيرها من آفات اللسان، فنحن نعلم ماذا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ -رضي الله عنه- بمعنى الحديث (أو يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)، هناك أيضاً، آفتان عظيمتان للسان إن خلص من إحداهما لم يخلص من الأخرى إلا من رحم الله، وهما آفة الكلام وآفة السكوت - فالساكت عن الحق شيطان أخرس، والناطق بالباطل شيطان ناطق، إلا أن هناك خلاف ذلك فإن اللسان ميداناً رحباً فسيحاً في طاعه الله وذكره يمكن للمرء بدلاً من أن يستعمله في المعاصي يستعمله في ذكر الله ليكسب الحسنات ويرتقي به أعلى الدرجات ، فيقرأ القرآن، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويقول الصدق وغيرها من الخصال الحسنة وقال لقمان (فلسان العاقل من وراء قلبه، فاذا أراد الكلام تفكر، فإذا كان له قال، وإذا كان عليه سكت لأنه عبادة من غير عناء، وزينه من غير حلي، وهيبة من غير سلطان، وحصن من غير حائط، واستغناء عن الاعتذار إلى أحد، وراحة للكرام الكاتبين، وستر لعيوب المتكلمين، فلنحصن ألسنتنا لنرضي ربنا ولتصلح دنيانا ونفوز بآخرتنا.
أياد محمد ناشر النقيب /قرية الكبار - الضالع

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى