إلى المتحمّسين لمخرجات حوار لم يشاركوا فيه

> عبدالله أحمد الحوتري:

>
عبدالله الحوتري
عبدالله الحوتري
لا أفهم موقف بعض الزملاء الذين دارت بوصلة توجههم السياسي180 درجة عن ما كانت عليه، ولاأشكك في وطنية أي من أبناء وطني ( الجنوب العربي )، لكنني أحاول أن أفهم أسباب هذا التغيير ، وأنا بطئ الفهم، ولكن لو ابتعدت عن التحليل السياسي وعدت للقيم والأعراف النبيلة التي يتّصف بها الإنسان العربي بصورة عامة والجنوبي بصورة خاصه ، نجد أن هناك مواقف تفرض على الرجل التمسك بها، خاصة عندما يعلن رأيه للملأ في أي أمر فإن التراجع عنه بصورة مفاجئه ودون أسباب مقنعة تعرّض منزلته بين قومه للانتقاص ، وتجعله عرضة للتهكّم والسخريه وإطلاق الإشاعات التي تحط من قدر الرجل بين جماعته وهو مالا نرضاه لكل من عرفناه في ساحات الجنوب.
(أسقط أنا وتحيا الثورة) مقوله منسوبه لقيادات (جبهة تحرير عمان) عندما قرروا التصالح مع السلطان قابوس وقتها، وعدم الاستمرار في المقاومة، رغم أن الزمن أثبت صواب قرارهم ، أما أصحابنا الجنوبيين الذين نراهم يتصالحون مع نظام صنعاء في الوقت الضائع، فلم يستطيعوا إعلان تخليهم عن أهداف ثورة الجنوب التي كانوا يرددونها في خطبهم الحماسية ، بل إنهم باسم ثورة الجنوب ومواقعهم السابقة في مكوناتهم نراهم يعلنون تمسّكهم بالهوية اليمنية، ودعوتهم إلى تشكيل جبهة موحدة مع اليمن مهمتها الوقوف بقوة لتنفيذ مخرجات الحوار اليمني الذي أعلنوا -في فترة سابقة- رفضهم قبول المشاركه فيه باعتباره يهدف لدفن القضية الجنوبية التي يحملونها. ونسألهم هل هذه المواقف الجديدة هي مناورة سياسية تعتقدون أنكم تستطيعون بواسطتها استعادة سيادة شعب الجنوب على وطنه؟ أم أن الإحباط والظروف المحيطة قد دفعتكم إلى موقف لم تحسب نتائجه؟ قد نعتب عليكم لأنكم لم تستوعبوا وزنكم المفقود في النظام السياسي اليمني القائم، ونأخذ على سبيل المثال :
-عدم الاستجابة لكم بإطلاق سراح السجين البرئ المرقشي الذي قمتم بزيارته إلى سجنه وأخذتوا صورا معه ووعدتموه بإخراجه من السجن، ظنا منكم أن طلبكم لن يرد.
-عدم حلكم مشكلة المسرحين الجنوبيين والاكتفاء بإصدار القرارات الجمهورية غير القابلة للتنفيذ ماليا وعمليا.
-عدم الإيفاء بدفع تعويضات متتضرري حرب تدمير أبين رغم أن تغطية الاعتماد جاء من الدول المانحة.
-عدم مساواة شهداء وجرحى الحراك الجنوبي مع نضرائهم في ثورة التغيير اليمنية.
ومع هذا لن نخوّنكم، لأن الجنوب القادم لن يتحقق إلا بمغادرة ثقافة التخوين والإقصاء والتفرّد ، وإرساء بديلا لها يتمثل في ثقافة الشراكة وقبول الآخر الضامنة للأمن والاستقرار والتنمية، وقراءتنا لما هو قادم قد تصيب وقد تخطئ ، لكننا متمسكون برفض قبول صفة (الشعب الملحق بهوية غيره) أي ( فرع من أصل)، لن نتخلى عن هويتنا الجنوبيه الضاربة في أعماق التاريخ، ونتمسك وبإصرار على تحرير واستقلال وطننا بالنضال السلمي وبناء دولتنا الجنوبية المستقلة على كامل تراب الجنوب العربي (......) حاليا، وعندها لن نقول لكم أنتم (عملاء وبيّاعون وخونة)، بل سنقول لكم أنتم أبناء هذه الأرض الطيبة، ونحن عازمون على إغلاق الماضي بكل مآسيه وأخطائه ، والاتجاه لبناء المستقبل ، ومشاركتكم مطلوبه في بناء الوطن وإسعاد أحفادنا من الأجيال القادمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى