للباحثين عن وطن

> عدنان الجنيدي:

>
عدنان الجنيدي
عدنان الجنيدي
الصمت والخنوع والقبول والتسليم من الكل، أحزاب وقوى سياسية وقيادات الخارج قبل الداخل بنتائج حرب 1994م، لحظة كان فيها الانكسار والانهزام ثقافة لدى كثير، فلمعت بارقة الأمل من جمعية ردفان والتقطتها عقليات مستنيرة وتسلمتها إرادة شعب لا تعرف الخنوع والمستحيل، فتشابكت الأيدي لانتزاع الوطن من غياهب الظلام الذي أوصلته إليه قيادة غير مسؤولة عابثة بمقدرات وطن ومستقبل شعب في صراعاتها التي لا مبرر لها إلا جهل هذه القيادات المدمر، وهي ذاتها القيادات المنهزمة الهاربة بعد كل صراع عبثي تاركة الوطن في يد قيادة أخرى أكثر جهل وتخلف وتدمير، وكان الوطن يلفظها ليراها العالم مدانة بذلها وهزيمتها وهروبها.
تلك القيادات عادت اليوم لقتل الحلم وإطفاء جذوة ثورة الشعب محاولة نقل أمراضها إلى جيل اليوم في محاولات عبثية منها لخلق انقسامات وولاءات تبعية هدامة، لم تحقق شيئاً لأن الشارع السياسي الجنوبي اليوم أكثر وعي وإدراك لخطورة ذلك.
خلال الفترة من 1994م وحتى العام 2009م كان البحث عن الجنوب المسلوب لإخراجه من عباءة الواقع الأليم، وفعلاً تم انتزاعه حتى أن صنعاء عجزت في منع الشعب الجنوبي الحر من استرداد وطنه، إلا أن العقول الظلامية عندما أدركت ذلك أطلّت بجهلها وعادت لتعبث بمصير الشعب والوطن مرة أخرى وتغيبه مرة ثانية في ظلمة عبثيتها من خلال تطرفها وانقساماتها وتفريخها لمكوناتها العابثة بفعلها وتبعيتها الهزيلة بهزلية قياداتها وبنائها التنظيمي الهش.
إن الوطن الذي نريده قاب قوسين أو أدنى من إشراقة فجره الجديد بحلته الجديدة المقتبسة ألوانها من كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي والثقافي الجنوبي الأصيل؛ لذلك لا تتبعوا السراب وتجركم ظلمة العصبية والتعصب إلى المجهول.
إن الخطاب غير المسؤول، والعمل غير المنظم، والفكر المتطرف، والثقافة التي تفرق، ويمارسها كل منا هي العدو الحقيقي الذي يريدنا أن نتوه لنظل نركض خلف سؤاله الأكثر عبثية: أين الوطن؟!.
إن وطنكم ليس بعيد فلا تبحثوا عنه في غياهب الجب، ولكن ابحثوا عنه في قناعاتكم وفي وعيكم الوطني والثوري، في الفكر الذي يحمله كل منكم..في ثقافتكم..في منشوراتكم.. في كل نشاط تقومون به، حينها فقط يمكن إيجاد الإجابة ومعرفة أن وطننا تائه في ظلمة تفرقنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى