الديزل والمياه والكهرباء.. ثلاثي الأزمات في مديريات لودر ومودية والوضيع بأبين

> استطلاع/ الخضر عبدالله:

> ما تزال أزمة الديزل والمياه بمديريات لودر ومودية والوضيع بمحافظة أبين مستمرة للشهر الثاني على التوالي، حيث أضحت هذه المديريات ترزح تحت وضع سيئ فاقمه زيادة انقطاع التيار الكهربائي.
عشرات السيارات نشاهدها تصطف أمام محطات التزود بالوقود نظراً للأزمة الحادة في مادة الديزل، الأمر الذي تسبب بتعطيل مصالح المواطنين وتضرر المزارع نتيجة توقف الآبار والحراثات عن العمل.
يقول أحد المواطنين: "إنه في ظل هذه الأزمات المتتالية التي تدخل شهرها الثاني، قد طفح الكيل بالناس في مقارعة أصحاب السوق السوداء واحتكار القائمين على محطات وقود الديزل وإخفائه وبيعه بأسعار خيالية".
حيث يناشد مواطنو أبين، بتوفير مادة الديزل ومحاسبة من يصنع الأزمات التي تضر بمصالحهم، كون المواطن البسيط هو المتضرر الأول والأخير من هذه الأزمات المصطنعة.
البوز اصبحت احد المتطلبات اليومية في ابين
البوز اصبحت احد المتطلبات اليومية في ابين
* الأزمات الثلاث
يصل معدل فصل التيار الكهربائي إلى أربعة انقطاعات متتالية في اليوم الواحد، بل إن غياب الخبرة الفنية لآلية إعادة التيار تسببت بإحراق الكثير من الأجهزة الكهربائية، لدرجة أنه لم يعد هناك بيت بغير جهاز كهربائي معطوب.
أما من جانب المياه فما تزال أزمة المياه في المديريات الثلاث مستمرة دون أن تتمكن السلطة المحلية بمحافظة أبين، من إيجاد حل ومعالجات سريعة للمشكلة المتفاقمة منذ مدة طويلة، حيث تحولت حياة المواطنين إلى جحيم لا يطاق، زد إلى ذلك ضراوة المعاناة خلال السنوات الماضية، إذ دفعت معظم السكان إلى جلب الماء من آبار المزارع القريبة، فيما استعانت بعض المساجد بـ (البوز) -صهاريج الماء لتغطية حاجة المصلين لماء الوضوء.
* المياه...المشكلة المستمرة
يعبرعدد كبير من مواطني المناطق في أبين، عن استيائهم البالغ من انقطاعات إمدادات المياه عن منازلهم والمتزامنة مع شدة حرارة الجو اللاهبة التي تستعر هذه الأيام، مطالبين: "السلطة المحلية في المحافظة وعلى رأسها المحافظ جمال العاقل بسرعة وضع المعالجات والنزول إلى أرض الواقع لمعايشة فصول المأساة التي يعانيها أبناء مديريات (لودر،الوضيع، ومودية) وعدم الاكتفاء بعقد الاجتماعات و الندوات التي تحاول من خلالها التهرب من واجباتها كجهة مسؤولة، وكذا محاسبة الذين يستخفون بعقول الناس تارة بالمعالجات الوهمية، وأخرى عبر نشر الأكاذيب والوعود غير الصادقة ".
ازمة الديزل تتسبب بتوقف الكثير من السيارات
ازمة الديزل تتسبب بتوقف الكثير من السيارات
* الكهرباء أزمة مضاعفة
للمرء أن يتصور في تلك المديريات ما مدى المعاناة التي يعيشها الأهالي في ظل الظلام الدامس بالتزامن مع حلول فصل الصيف الحار والمشمس ودخول شهر رمضان المبارك.
معاناة يتجرعها المواطن البسيط الذي ينام ويصحو على انقطاع دائم ومتواصل للتيار الكهربائي، ويجد نفسه ملزما بتسديد الفواتير والمتخلفات المتراكمة عليه وبأموال كثيرة تثقل كاهله فيما مؤسسة الكهرباء لا تريد تحمل جزء من هذه المعاناة المؤلمة.
على البوز وفوق العربات يحضرون المياه التي مازالت تتنقطع عن منازلهم باستمرار
على البوز وفوق العربات يحضرون المياه التي مازالت تتنقطع عن منازلهم باستمرار
* الفساد أساس الأزمات
يشكو أبناء مديريات لودر والوضيع ومودية، من مشكلة استمرار انقطاع المياه وما لحق بهم من أضرارعلى آبار مزارعهم وعلى مشاريع المياه العامة التي كان يستقي الناس منها ما يروي عطشهم.
لقد أمسى الناس يعيشون كابوساً اسمه أزمة الغاز والديزل والماء، والبعض منهم ذهب للقول بأن من يقف وراء هذه الأزمات هو الفساد الإداري الذي يشجع أصحاب المشاريع الصغيرة على السير فيما هم ماضون فيه، ويجعل الكثير من بسطاء الناس يصدقون أن أولئك المتنفذون (منقذون).
السوق الشعبي في ابين
السوق الشعبي في ابين
ومع كل تلك الظروف القاهرة، نجد أن أبناء مديريات أبين الشرقية استقبلوا شهر رمضان بنفس الحفاوة والابتهاج التي عرفت عنهم، ولم يسمحوا للمنغصات أن تسلبهم فرحتهم.
* فرحة لم تبددها معاناة
الغريب أن غلاء الأسعار لم يمنع الناس من الشراء، بل أن إصرارهم على عدم إفساد فرحتهم بشهر الصوم دفعهم للإقبال على الشراء في الأسواق والمحلات التجارية، على الرغم من الظروف المادية الصعبة التي يعيشها أبناء أبين بعد عدة حروب ومعارك خاضتها مع الجماعات المسلحة، إضافة إلى ما نتج عنها من أوضاع دمار مس العديد من مديرياتها ومناطقها، وها هي اليوم ترزح تحت معاناة اجتماعية واقتصادية جديدة تتمثل بأزمة الديزل والغاز والمياه والكهرباء. ويتساءل كثير من المواطنين: إذا كان هذا هو الحال في رمضان فكيف سيكون الحال بعدها؟ سؤال مايزال يطرحه الصغير والكبير، وإجابته بيد جهات الاختصاص ؟
استطلاع / الخضر عبدالله

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى