نحن وحكامنا

> محمد فارع الشيباني:

>
محمد الشيباني
محمد الشيباني
يعتبر العالم الهند من أكبر الديمقراطيات في العالم وأعتبرها أنا الديمقراطية الأولى في العالم، وهذا لم يأت جزافا، ولكن أتى من فعل عام وتصرفات أعضاء مسؤوليها وحكامها التى تعتبر الإنسان أغلى وأثمن شيء في الوجود يجب على الحكام العمل على إسعاده، ويعتبرون ذلك واجبا دينيا نابعا من الفلسفة الهندية والتراث الثقافي للهند - وأضرب مثلاً بسيطاً - فمثلاً إذا حصل حادث وخرج قطار ركاب عن طريقه لأي سبب كان ومات في هذا الحادث أناس لا يهم عددهم وحصل هذا الحادث على بعد آلاف الكيلو مترات من العاصمه (نيودلهي) فإن وزير النقل يقدم استقالته ويعتذر للشعب لأنه قصر في عمله مع أن الحادث كما قلنا حصل على بعد آلاف الكيلومترات - هذا ما يحصل في الهند.
ولكن تعالوا لنرى ما يحدث عندنا. عندما يختار شخص منا مسؤولاً أو وزيراً فإن أول شيء يفعله هو أن يقطع علاقته بأصدقائه ورفاق طفولته ويحيط نفسه بأسوار مرتفعة من الموظفين وسكرتيرات ومدير مكتب، يجعلون من المستحيل الوصول إليه ليتمكن مواطن مسكين من تبليغه شكواه، ثم ثاني شيء يعمله هو استبدال رقم تليفونه السيار برقم سري حتى لا يتصل أحد به وخاصة الذين شاف معهم المر، ثم يبدأ بإطلاق تصريحات كبيرة بأنه سيفعل كذا وكذا وأنه سينهى الأشرار في وزارته، وأنه سيخدم الشعب وأنه سيخفف آلام الشعب.. ورابعاً يسعى للحصول على سيارات فخمة وفيلا كبيرة يسكن فيها وليذهب الشعب للجحيم؛ لأنه يعتقد أنه ما اختير مسؤولاً أو وزيراً إلا لأنه فلتة زمانه وأنه عبقري ويبدأ بالتصرف حسب المثل المعروف الشهير الذي يستعمله بلاطجة مصر والذي يقول (نحنا اللي دهنا البحر دوكو)، فمثلاً نحن من سنين نعاني من الحر بسبب عدم وجود الكهرباء وكتبت مقالات وشكاوى تطالب بالكهرباء ومات أناس في غرف العمليات أو المستشفيات ولم يحصلوا على العلاج لعدم وجود كهرباء، فهل رأيتم مسؤولاً أو وزيرا استقال من منصبه واعتبر نفسه مقصرا؟ لا طبعاً! بل سمعنا اتهام أفراد الشعب عن سوء استعمالهم.
وفي كل صيف من سنوات يخرج علينا مسؤول ليقول إنهم اتخذوا جميع الإجراءات للصيف القادم، ولن يكون هناك انقطاع في الكهرباء وأنهم اتفقوا مع الدولة أو الشركة الفلانية بإقامة محطات لتوليد الكهرباء بكذا ميجاوات تكفي لاحتياجات البلد، ويأتي الصيف ويزداد الألم وتزداد حالات الانقطاعات أكثر من الصيف الذي مضى وتتكرر التصريحات من المسؤولين والوزراء كأنهم لم يعدونا الصيف الماضي.
أخيراً.. يا حكامنا.. ويا مسؤولينا.. يا وزراءنا لقد تعبنا وتعبت عائلاتنا لأن انقطاعات الكهرباء أصبحت كل ساعتين أحياناً أو 3 ساعات وأحياناً تنقطع ليوم كامل.. التفتوا إلينا فنحن أخوانكم وأهلكم، وقبل كل شيء نحن الشعب الذي تحكمونه. واللهم احفظ عدن، آمين يا رب العالمين!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى