ومضات رمضانية

> إعداد:ماجد علي

> * التعاون على البر في رمضان
ما أجمل شهر رمضان، وهو يقوي صلة المؤمن بربه، ويرقق قلوب المسلمين، ويؤلف بينها، ويزيد أواصر المودة والمحبة، ويقوي روابط الأخوة بين المؤمنين، فترى تعاطفهم وتراحمهم فيما بينهم، بصور عديدة، وأشكال فريدة.
ومن ذلك التناصح والتذكير الذي يقوم به المسلمون فيما بينهم، ويذكر بعضهم بعضا، ويعين كل واحد منهم أخاه على نفسه، فتراه يوجهه حين يراه على مخافة ما، ويدعوه بأسلوب سهل، وطريقة متقبلة، أخذا من قوله تعالى: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة” [سورة النحل آية (125) ].
كما يحث إخواته على فعل الخيرات، وعمل الصالحات، والاستزادة منها في هذا الشهر الكريم، ابتغاء للأجر والثواب، فهو يعرف أن فعله هذا ينال به مثل ثواب أخيه الذي دعاه وذكره لقوله صلى الله عليه وسلم: “من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا” رواه مسلم. ويدخل في ذلك كله دعوة أخيك إلى حضور صلاة الجماعة، والمواظبة على صلاة التراويح، والتصدق على المساكين المحتاجين، وأعمال المعروف والبر، ودعوته إلى قراءة القرآن، والإكثار من ذكر الله تعالى، وسائر خصال الخير التي تتأكد في مثل هذا الشهر الكريم.
كذلك فإن الصائم قد يعرض له في نهاره ما ينسيه أنه متلبس بعبادة الصيام، فيأكل أو يشرب نسيانا، ففي مثل هذه الحالة يجب عليك أيها المسلم أن تذكر أخاك بأنه صائم، فإن المؤمن مرآة أخيه، وتبين له ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإما أطعمه الله وسقاه” متفق عليه.
قال العلماء رحمهم الله: “من رأى مسلما يشرب في نهار رمضان، أو يأكل أو يتعاطى شيئا من المفطرات الأخرى وجب إنكاره عليه؛ لأن إظهار ذلك في نهار الصوم منكر، ولو كان صاحبه معذورا في نفس الأمر، حتى لا يجترئ الناس على إظهار محارم الله من المفطرات في نهار الصيام بدعوى النسيان، وكذا المسافر ليس له أن يظهر تعاطى المفطرات بين المقيمين الذين لا يعرفون حاله، وهكذا فإن المؤمن في رمضان ينبغي أن يكون داعية يوجه إخوانه، ويذكرهم ويرغبهم في أعمال الخير والبر، ويقوي صلتهم بخالقهم: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى