مصارحات رمضانية

> إعداد:ماجد علي

> ** (ما هكذا تكون العمرة)
أخي الصائم ..
إن المسلمين في هذا الشهر الكريم يحرصون أن يكون لهم من كل عمل صالح نصيب، وإن قل، وإن من هذه الأعمال الصالحة المضاعفة الأجر زيارة بيت الله الحرام لأداء العمرة، أملا في الحصول على ثواب حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، كما ورد في حديث صحيح عنه وهو عمل جليل يتحمل المسلم في سبيله مشاق كثيرة فهو يبذل ماله ويتغرب عن دياره ويؤجل أعماله ويضحي بوقته واستقراره كل ذلك طمعا فيما عند الله تعالى. ولا شك أن من خلصت نيته، وصح اتباعه فقد ربح الصفقة.
ولكن - أخي الصائم - هل لي أن أتساءل - معتذرا لكل عباد الرحمن، ووفود الخير المتجهة إلى بيت الله الحرام - ماذا يريد بعض هؤلاء من سفرهم هذا ؟
سؤال قد يواجه بانتقاد شديد من كثير من الناس، ولكني أعتذر عن فضولي الواضح بما أرى من سلوكيات غير مرضية من بعض الزوار بدأت تأخذ حجم الظواهر التي تتطلب الحل السريع، والسريع جدا
فإن بعض الزوار- لو صدقوا مع أنفسهم - أصبح ذهابهم إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مجرد سياحة، وتغييرا للجو كما يقال وليس للعبادة المحضة ومنهم من تكون لديه أهداف سلوكية محرمة يستغل فيها مجامع النساء في الأسواق والمنتزهات فيسمح لطرفه بما حرم الله وربما جر النظر إلى الخطر.
وآخرون بخلوا بما يجب عليهم من زكاة شرعية أو أداء للديون التي عليهم للناس واستأثروا بالمال في صورة نساك يقصدون الأماكن المقدسة بحجة العبادة، وما دروا أنهم آثمون غير مأجورين حين حرموا الفقراء من حقهم وضيقوا على من وسعوا عليهم دون حق ولا إذن منهم.
وظاهرة أخرى تتبدى في أن الوالدين إذا ذهبا إلى مكة مع أولادهم بنين وبنات حرصا على اغتنام الأوقات كلها في الحرم لينهلوا من أصناف الأجر ما قسم الله لهم، ولكنهم يتشاغلون عن واجب كبير وهو مسؤوليتهم أولادهم، وأولادهم خلال ذلك يغطون نهارا في نوم وبيل، فتضيع الصلوات عن وقتها، وفي الليل يظلون يذرعون الأسواق ذهابا وإيابا، وكأنهم موكلون بالتفتيش فيها، فتهدر الأوقات الفاضلة، والأموال الطائلة في غير فائدة ويتعرضون للفتن والمغريات وربما كانوا هم من أسبابها ولا سيما الفتيات. والله المستعان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى