الوهـــــــم

> يحكى أن شاباً كان يعمل في ثلاجة الأسماك وفي ذات يوم قال كبير العمال:
اليوم سوف تبيت بجانب الثلاجة لأنه في الساعات القادمة ستأتي شحنة أسماك.
رد الشاب بكل أدب وهو يقول:
أنا تحت أمرك يا زعيم
صرخ كبير العمال في وجه الشاب بكل غضب الدنيا:
ألم أقل لك مليون مرة لاتنادني زعيم، أنا المعلم (صادق) كبير العمال
رد الشاب بخوف:
نعم نعم مفهوم
ذهب كبيرالعمال إلى بيته وترك الشاب للمرة الأولى في مكان مخيف لا أحد معه، لا ضوء، لاشىء.
ظل الشاب متسمر في مكانه لعدة دقائق ثم ذهب إلى فراش النوم، لكن لم يقدرعلى النوم وفجأة سمع صرخه تنبعت من الثلاجة (وائل) وتكرر الصوت مرة أخرى ومراراً (وائل) ..وائل.. وائل.. وائل، قفز الشاب من مكانه وقلبه يدق180 دقه في الدقيقة وهويقول في خوف:
من..من.. من يناديني، من هناك
ظل الشاب يصرخ لمدة من الوقت دون أن يلقى رد
خيم صمت رهيب على المكان وفجأة سمع الصوت من جديد (وائل)
غضب الشاب من هذا الصوت وقد جن جنونه وأخد يرمي كل شىء في المكان ومرة أخرى سمع صوت قوي من داخل الثلاجه (وائل)
تسمر الشاب وسرت قشعريرة في جسمه وبدأ الخوف والقلق يسيطران عليه وأخذ يغمغم في صدره :
المكان مسكون ..المكان مسكون
ومره أخرى يسمع الصوت من داخل الثلاجة يقول (وائل)
استجمع الشاب قوته وثقته بنفسه وقرر الدخول إلى الثلاجة، فتح الثلاجة ودخل إليها وفي النظرة الأولى له رأى مجموعة من الأسماك أحياء ينظرون له بغضب ويقولون له:
وائل.. وائل.. وائل
أراد الشاب الهروب من الثلاجة، لكن الباب أغلق بوجهه، أخذ الشاب يمشي في الثلاجة والأسماك تنظر إليه وهو يحاول الهروب، لكن دون جدوى وأخد الشاب يدافىء يديه وقدميه من شدة البرد لكن دون جدوى، فالمكان شديد البرودة صقيع. يحاول الشاب البقاء على قيد الحياة لكن دون جدوى، وفي اللحظة الأخيرة أخد ينظر إلى الأسماك وهي تضحك.. تضحك.. وتضحك
وصل كبير العمال(صادق) إلى الثلاجة وأخذ يصرخ بصوت عال:
وائل.. وائل.. أين أنت
لا أحد يرد
أين ذلك الشاب الغبي؟ أين ذهب؟ سوف أخصم من راتبه أربعة أيام
وفجأة سمع أحد العاملين يصرخ فزعاً:
إنه وائل.. لقد مات وائل.. لقد مات
هرع الجميع إلى الثلاجة وهم ينظرون إلى وائل الذي أصبح جثة هامدة
قال أحد العاملين: وائل مات من شدة الخوف
قاطعه كبير العمال (صادق) في حسم:
اتصلوا حالاً بالشرطة لا أحد يلمس الجثة
جاءت الشرطة على الفور وفحصت الجثة وتبين أن وائل مات من شدة الخوف، وقال أحد المحققين أن وائل عندما تُرك وحيدا في هذا المكان كان (الوهم) رفيقه، ولم يكن هناك صوت ينبعت من الثلاجة، الثلاجة فارغة من الأسماك ، الكابل لم يكن موصول بالتيار الكهربائي وائل مات من شدة الخوف و(الوهم).
القصة إلى هنا انتهت، ما المستفاد من القصة؟
المستفاد من القصة هو أن لانعيش في وهم وخوف وإنما نعيش الواقع لأن الخوف والوهم سوف يجعلنا موتى في الحياة ونحن أحياء.
الفكرة أخذت من موقع (حكايات عربية)
هند محمد فيصل/ عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى