مصارحات رمضانية

> إعداد:ماجد علي

> (رمضان والجمعيات الخيرية)
أخي الصائم ..
من أبرز ما يميزنا مجتمعنا الطيب من سمات عليا خلق الإيثار هذه السمة الرفيعة التي تعز على صغار النفوس ومن تملكتهم الأنانية وعشق الذات، الذين يبيعون كل شيء حتى مبادئهم من أجل مصالح زهيدة لا تفطن إليها عيون الكبار .
الإيثار هو الذي جعل كل إنسان في هذا الوطن يرى أن من واجبه أن يقتسم رزقه مع أصناف من إخوانه المسلمين المحتاجين وأن يغرس له في كل بلد من بلدانهم نخلة من البر والإحسان تدر عليه من الدعاء والثواب ما لا يحصيه إلا الله جل في علاه.
ولذلك .. فقد وجدت أفكار الغيورين مرتعا خصيبا في أرضنا فانطلقت مشروعات النماء والعطاء تنبثق ثم تشب ثم تبلغ أشدها طاوية مرحلة الطفولة بين حنايا أيامها الأولى.
جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، جمعيات البر الخيرية، لجان تيسير الزواج، هيئة الإغاثة العالمية، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، مكاتب توعية الجاليات، مكاتب الدعوة التعاونية، مؤسسة الحرمين، الإدارة العامة للمساجد، وأمثالها تتضافر ولا تتنافر ويخدم كل منها جانبا من جوانب الخير لا يغني عنه الجانب الآخر.
وهي جميعا تعتمد في مواردها بتوفيق من الله على أمثالك - أخي الصائم - من أهل البر والإحسان وتعد موسمها الكبير شهر رمضان حيث الجود فيه أكثر من سواه فما دورك معها
إن مما يحز في الخاطر حقا - يا أخي العزيز - أن يتنصل أحدنا من القيام بأي دور كان ليخدم هذه المؤسسات والتي كثيرا ما تعتمد في أعمالها على محتسبين لا راتب لهم. ولا يكون حظها منه - بدل أن يكون أحد منابرها الإعلامية ورجالها المخلصين - إلا الإعراض بل وربما تعدى الأمر إلى إثارة الغبار حول المؤسسة ورجالاتها وأساليب عملها والحديث عنها في المجالس والأسواق وليس ذلك من ناصح محب يدخل البيوت من أبوابها فيقدم النصيحة بهدف الإصلاح ولكن من جاهل أو حاسد أو حاقد صار كالبعوض يمتص من دم المصابين أقذر الأمراض وينقلها إلى الأصحاء فيصد أهل البر عن بذل الإحسان بالتشكيك في هذه الجمعيات وإثارة الشبهات والشهوات حولها والاتهامات غير الموثقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى