القرآن ومعجزاته

> محمد حسين دباء:

> ** الفاصلة القرآنية 2-2
تعرفنا من سابق على الفاصلة القرآنية، واليوم سنتعرف على نوعي الفاصلة القرآنية بحسب حروف الروي:
النوع الأول: الفواصل المتماثلة:
وهي التي تماثلت حروف رويتها سواء في الحرف الأخير كقوله تعالى: “مَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى * إِلا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى * تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى”.. أو في الحرفين الأخيرين كقوله تعالى: “أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِى أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ”.. أو في الأحرف الثلاثة الأخيرة كقوله تعالى: “مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ”.. أو في الأحرف الأربعة الأخيرة كقوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَآئِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مّبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدّونَهُمْ فِي الْغَىِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ”. وقد استقلت الفواصل المتماثلة بإحدى عشرة من سور المفصل ومعظمها مكي.
ويسمي البعض الفواصل المتماثلة بالمتجانسة أو ذات المناسبة التامة، والأصوب أن تسمى المتماثلة، لأن التجانس كما هو معلوم عند علماء التجويد يكون بين حرفين اتحدا مخرجًا واختلفا صفة، وكذا التماثل أولى من ذات المناسبة التامة لأن المصطلح يفضَّل أن يكون أقصر بشرط الدلالة على المعنى بتمامه.
النوع الثاني: الفواصل المقاربة:
والفواصل المتقاربة كالميم مع النون في قوله تعالى: “الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمَ الدِّينِ”.. والدال مع الباء في قوله تعالى: “ق وَالْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُواْ أَن جَآءَهُم مّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ”. والتقارب في الحروف يكون بين حرفين تقاربا مخرجًا وصفة أو تقاربا صفة لا مخرجًا. ويلاحظ أن الفاصلة القرآنية تأتي مكملة للمعنى الذي قبلها ومناسبة له بحيث لو تغيرت اختل المعنى، يدرك هذا كل من عنده ذوق أدبي.
فقد حَكَى الأصمعي قال: “كنت أقرأ: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَآءَ بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ والله غفور رحيم، وبجنبي أعرابي فقال: كلام من هذا؟!، فقلت: كلام الله. قال أعد فأعدت. فقال ليس هذا كلام الله. فانتبهت فقرأت “وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”، فقال: أصبت هذا كلام الله. فقلت أتقرأ القرآن. قال: لا. فقلت: من أين علمت ؟ فقال: يا هذا عز فحكم فقطع، ولو غفر فرحم لما قطع”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى