الأمانة في ميزان الدين

> هناك أمور كثيرة في الحياة، والدين يأخذنا للحديث عنها مرارا وتكرارا لما فيها من أجر وخير كثير في عملها والحث عليها، وأثم عظيم في تركها، ولست هنا بصدد كتابة تقييم لكل شيء، وإنما نظرت إلى حياة مجتمعنا الذي يعيش في متاهة خلفها ضباب كثيف مليئ بالغش والخداع.
فلقد ضاعت منا المصداقية والأمانة، لأننا منشغلون ليل نهار في توفير الأمور المادية وكسبها وإن كانت على حساب الجوانب الأخلاقية والدينية والتربوية، فطغت أشكال الفساد وكثر الغش في العمل سواء كان في القطاع الخاص أو العام، وانتشرت الرشوة، وتفشى الاختلاس في المال العام، وسادت الأنانية بدلا من التعاون، فهذا كله يحدث لأننا نعيش في زمن اندثرت أوغابت قيمنا المستمدة من قيم ديننا الإسلامي وهي الأمانة، والتي قلما نجدها إلا فيمن رحم الله من الناس الذين لم تمت عنده.
فقد جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية آيات وأحاديث كثيرة وصريحة وقوية التوجيه والتحذير من التفريط بالأمانة مهما كانت الظروف والأحوال، ولذلك فأن الأمانة لعظمتها جاءت مرتبطة بالإيمان، فإذا تحققت في فرد كان ذلك دليلا على وجود الإيمان فيه كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له" وأيضا حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما عرفنا قوله آية المنافق ثلاث... الخ"
فالأمانة شاملة في كل الأمور، فالصدق أمانة، والشهادة أمانة والنصيحة أمانة، وعملك أمانة وغيرها.
وخلاصة كل هذا هو إن الإسلام جاء داعيا إلى القيم التي من شأنها أن ترفع البشرية أفرادا ومجتمعات إلى آفاق عليا من الرقي والتقدم والازدهار. فلقد ضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- أروع الأمثلة في الصدق والأمانة حتى لقب بـ (الصادق الأمين).
لذا وجب علينا كمسلمين الدعوة إليها والتمسك بها لأنها من قيم الإسلام الكبرى التي أعطاها الإسلام آفاقا وأبعادا واسعة وشاملة لكل ما يقوم به المسلم من عمل يكلف به، فيؤديه بعفة وصدق ونزاهة واتقان، مستشعرا مسؤوليته أمام الناس وأمام رب الناس، قال تعالى : " إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها... الخ" صدق الله العظيم.
وأخيرا فإن هذه الرسالة أمانة يجب أن تصل إلى كل قارئ وفرد في مجتمعنا.
أياد محمد ناشر النقيب / قرية الكبار – الضالع

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى