القعطبي : إشكاليات قيادتي (الشمال والجنوب) كان هدفها وإنهاء دولة الجنوب

> عدن «الأيام» خاص:

> في إطار نشاطه الثقافي الرمضاني نضم ملتقى الفقيد حسين النجاشي بالشيخ عثمان أمسية ثقافية مساء أمس الأول الجمعة، ألقى فيها الأخ الأستاذ أحمد محمد القعطبي الشخصية الاجتماعية رئيس التجمع المدني الجنوبي الديمقراطي (مجد) عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل وعضو فريق العدالة الانتقالية محاضرة بعنوان (عدن من منظور مخرجات الحوار الوطني الشامل) أوضح فيها أن مدينة عدن شهدت نهضة حضارية وفيها كل المؤسسات الحكومية والاجتماعية قبل الاستقلال، وكان القانون هو السائد في العلاقات بين المواطن ومؤسسات الدولة والشرطة والقضاء والادعاء العام، واستمرار العمل بهذه المؤسسات بعد الاستقلال.
وتطرق إلى الأوضاع المتردية التي تشهدها اليوم مدينة عدن كالقتل والسرقات وغيرها من الأعمال التي لا تقبلها هذه المدينة وسكانها.
وأفاد أن "الأمن والأمان كان يسود المدينة، وما ورثنا من أنظمة مالية وإدارية قبل الاستقلال إلا أن ما تم من دمج دولتين في إطار الوحدة دون مراعاة الاختلاف بين النظامين في الشمال والجنوب".
وأشار القعطبي إلى أن "الجنوب كان يولي اهتماماً كبيراً لمسائل التعليم والصحة المجانية لكل أبناء الجنوب سابقا، وكان الدفع بالوحدة دون الاعتبار للفوارق، حيث كان في الشمال السوق الحرة والقطاع الخاص مسيطرا على مقدرات الاقتصاد فيه ولم يتم الأخذ بالأفضل بين التجربتين، ولم يتم الالتزام والتطبيق له".. موضحاً أن "الوحدة دخلت بإشكاليات بين قيادتي الوحدة (الشمال والجنوب)، وكان الهدف السيطرة على الجنوب وإنهاء ما كان موجودا في الجنوب كدولة، وجاءت حرب 1994م فتحقق هذا الهدف، حيث تم تصفية المؤسسات الاقتصادية التابعة للقطاع العام المختلط وتدمير الجيش وتحويل المنتسبين لتلك المؤسسات بدون قانون إلى الشارع، بالإضافة إلى التعسف في التوظيف".
وأكد أن "نسبة التوظيف في الجنوب كانت 15% مقارنة 85% للشمال حسب التنفيذ الفعلي لخطة التوظيف منذ السنوات السابقة"، وذكر أن "التصرفات لن تخلق إلا أزمة وردود أفعال عن الآخر، ولم تستجب القيادة حينها لكافة الحلول والمطالب، وكانت نظرتها قاصرة كي توصل المحافظات الجنوبية وبالذات عدن التي كانت زهرة المدائن إلى هذا الوضع المزري والمشين".
وأوضح أن "المعاناة كانت واضحة في عدن أكثر من أي محافظة، الأمر الذي أدى إلى بروز الحركات والانتفاضات في الجنوب، وظهور جمعية المتقاعدين العسكريين للمطالبة بحقوقهم المشروعة، إلا أن السلطة زادت من سياستها الممنهجة لتدمير كل شيء في عدن المدينة وبقية المحافظات الجنوبية الشرقية".
وبين أن "الأوضاع في مدينة عدن ازدادت سوءاً أكثر فأكثر، فظهرت السلوكات والتصرفات التي كانت عدن لا تعرفها من السابق على الإطلاق، وأصبحت تشكل الخوف والرعب وردود أفعال سلبية أخرى، حيث أصبحت الاغتيالات والقتل والسرقات للبنوك والبريد، وانتشار السلاح، فتزداد أوضاع الكهرباء والمياه والمجاري سوءاً أكثر من أي وقت مضى، ولا يزال التهديد قائما بزيادة الانقطاعات لتلك الخدمات، بالإضافة إلى انتشار الحبوب المخدرة، وانتشار حالة الاغتصاب، بالإضافة إلى موضوع ميناء عدن (الحاويات) والجهات التي استلمته من سابق واليوم".
وقال: "لقد شاركنا في إطار مؤتمر الحوار الوطني وفي مختلف الفرق مع عدد من المكونات والشباب والمرأة، وتم الانتصار للقضية الجنوبية وعدن"، وأوضح أن "مؤتمر الحوار الوطني من خلال ممثلين الجنوب قد أسهموا بفعالية في كافة المناقشات والمخرجات فيما يخص القضية الجنوبية وحقوق الناس لأكثر من عشرين عاما، وفي كل فرق العمل الأخرى في الحوار بما يكفل حقوقهم واستعادتها".. منوهاً إلى "ما حصل من تراجع فيما يخص الوحدة الاندماجية الكاملة والتوجه نحو الدولة الاتحادية (دولة الجنوب ودولة الشمال)".
وأضاف: "حاولنا أن يكون الجنوب دولة اتحادية على الرغم من الضغوطات التي تعرض لها الحزب الاشتراكي اليمني.. ومكونات الحراك المشاركة في المؤتمر والشباب والمرأة كانت تدفع بأن يكون للجنوب إقليم واحد، وكان ممثلو الشمال يدفعون إلى إقامة خمسة أقاليم"، وأوضح أن "من ساهم في ضرب التوجه بإقامة إقليم للجنوب هم أبناؤنا فيما يسمى بالإقليم الشرقي (حضرموت، شبوة) وهم من تبنوا إقامة ذلك الإقليم، وذلك عندما عملوا اليافطات أمام الفندق لإقامة الإقليم الشرقي، حيث كان جزءا واسعا منهم يريد إقليما مستقلا به، للأسف الشديد توزع الجنوب إلى شرقي وإقليم عدن".
وأوضح أن "موضوع مدينة عدن وخصوصيتها كانت الهاجس لنا وكنا نبحث مع رئيس الجمهورية كيف سيكون وضع مدينة عدن في الدستور القادم، وأن تكون عدن عاصمة للإقليم".
وأشار إلى أن الأخ رئيس الجمهورية تفاعل مع هذا الموضوع وبرز في القرار الذي وضع عدن كمدينة بغض النظر كعاصمة للإقليم، وأصبح لها وضع خاص يرجعنا إلى وضع عدن قبل الاستقلال، عدن كمستعرمة أو مجلس تشريعي في إطار حكومة مستقلة، وكان هناك مجلسا تشريعيا لعدن (الميناء والمطار والنظافة والرسوم المختلفة، إضافة إلى حكومة للمحافظة)". مبيناً أن ميزة عدن أن تكون حكومة مستقلة ومجلسها التشريعي للمدينة، بعيداً عن إطار مجلس الإقليم وحكومة الإقليم".
وذكر أن هناك من يطالب بالاستقلال والتحرير والدول الراعية للمبادرة الخليجية ليست مع هذا الاتجاه، لا توجد دولة من الدول الراعية (الدول العشر والإقليم) يتجه للاستقلال والتحرير، وأن هذا الموضوع غير وارد الآن، وأن الأمور مرتبطة بمصالح تلك الدول".
وقال: "نحن أمام شيئين، الاستقلال والتحرير كما تنادي به عدد من مكونات الحراك الجنوبي السلمي أو الدولة الاتحادية، المهم أن تكون لهذه المدينة صلاحيات ومسؤوليات حسبما تم الإشارة إليها سلفاً".
وتساءل "عن الدور الذي يجب أن يلعبه أبناء المدينة في تحقيق ذلك؟". ودعا كافة أبناء عدن الذين يريدون دولة المؤسسات في عدن أن يسعوا في وضع تصوراتهم بكيفية استعادة مجد ودور مدينة عدن.
واختتم محاضرته بالقول: "إن عدن عاشت فيها كل الجنسيات، وكانت مزيج كل الثقافات، وعاشوا بسلام ووئام حتى قيام الاستقلال، ومفروض أن تبتعد عن التأثيرات المناطقية وأن لا تعود إلى الوراء، وأقول العدني من سكنت عدن في داخله وليس من سكن عدن".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى