اليمنيون في ماليزيا يتفننون بعرض مأكولاتهم في البازارات الرمضانية ويغالبون الحنين للوطن بالإفطار الجماعي والعمل الخيري

> كوالالمبور «الأيام» جمال محمد الدوبحي:

> الإعلان عن دخول شهر رمضان بالنسبة للذين يمضونه بعيداً عن الأهل والوطن يجعلهم في حالة من الحنين، ليبدأ شريط الذكريات بالعرض بطريقة موجعة يستعرض تفاصيل تتسارع في الذاكرة عن اللحظات العائلية وسفرة الوالدة التي يجتمع حولها جميع أفراد الأسرة في مشهد حميم.
«الأيام» التقت عددا من المقيمين والطلاب اليمنيين في ماليزيا الذين تحدثوا إليها بشوق وحرقة لفراقهم الأجواء الأسرية في أرض الوطن، سائلين المولى عز وجل أن تجمعهم طاولة الإفطار الرمضاني بأحبابهم في الأعوام القادمة.
تحدث المغتربون عن أجواء رمضان في ماليزيا وكيف يقضون شهر الصيام بعيدا عن الأهل، حيث يقول مدير مطعم (وادي حضرموت) ياسر فيصل نعمان : “إن شهر رمضان في ماليزيا برغم التعدد الثقافي والعرقي إلا أن له نكهة خاصة،فعادات وتقاليد الماليزيين في هذا الشهر فريدة وتعبق الأجواء الاحتفالية أرجاء البلاد، حيث تتزين الشوارع والمحلات التجارية ابتهاجاً وترحيباً بهذا الشهر، وتنطلق الدروس والمحاضرات وتقام الندوات وتلقى المواعظ بوسطية واعتدال”.
** بازارات ماليزية بنكهة يمنية **
في شارع العرب أو كما يطلق عليه الماليزيين (بوكيت بينتانج) في العاصمة الماليزية (كوالالمبور) ترى دخانا متصاعدا، ورائحة الشواء تعانق أكشاكا خشبية وخياما تعرف بـ(البازارات) تباع فيها الأكلات الماليزية الموسمية التي لا يوفرها المطبخ الماليزي إلا في هذا الشهر، وتجد فيها مالذ وطاب من الحلويات الغريبة في أسمائها وألوانها وأشكالها، إضافة إلى المقتنيات المنزلية والملابس والهدايا والتحف، لكن الذي ميزها هذا العام هو ماقام به عدد من اليمنيين من منافسة للماليزيين فيها،حيث تفنن أحمد الحيساني بعرض المأكولات الشعبية اليمنية المختلفة التي جذبت بمذاقها وطعمها اللذيذ العديد من الماليزيين وغيرهم من الزائرين.
ويقول الطالب بدر باسعد: “اعتدنا نحن في رمضان على الأكلات اليمنية، التي نتناولها مع العائلة على المائدة الرمضانية، فتجد الطالب يعيش في شوق دائم للسمبوسة والشربة وغيرها من المأكولات، فتتسابق العائلات اليمنية إلى استضافة الطلاب اليمنيين من أجل تخفيف أجواء الغربة، كما تقوم عدد من الأسر بتخصيص أيام في الأسبوع بوضع جدول لأماكن الإفطار الجماعي في المجمعات السكنية التي تشهد حضورا طلابيا كثيفا فتقوم كل عائلة بإحضار طبق تتشارك فيه مع غيرها، فتكتمل مائدة رمضانية متنوعة ومميزة بالعديد من المأكولات الشعبية من مختلف المناطق اليمنية”.
ويرى الطالب قايد حسين عوفان:“أن الغربة التي غيبت ملامح رمضان والحنين إلى الأهل يمكن تخفيفه عندما ترى حولك عدد كبير من أبناء الوطن والجاليات العربية والمسلمة، ووجود المساجد وارتفاع أصوات الأذان منها”.
وأضاف: “إن التقنيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي تنقل لنا كثير من المشاهد صوت وصورة برغم الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي تشهده المدن اليمنية”.
ويحرص عبدالله محمد بن سميط هو وعدد من أصدقائه لصلاة العشاء والتراويح في أحد المساجد الموجودة في العاصمة الماليزية (كوالالمبور) التي تصدح بأصوات أئمة من سوريا ومصر.
** مواقف وطرائف **
ويستعرض الطالب محمد الحداد تجربته مع كتب الطبخ العربية التي اشتراها قبل شهر رمضان، حيث يقول: “دعوت أصدقائي لنتناول الإفطار متباهيا بإنني أصبحت (شيف) ماهر يجيد فنون الطبخ، معتمدا على المقادير التي يتم ذكرها ومن ثقتي الزائدة بنفسي قمت بإعداد الإفطار قبيل أذان المغرب حتى لايبرد الطعام، فما أن بدأت في الطبخ حتى حدثت الكارثة في القدر واحترق الأخضر واليابس فيه فاضطررت أن أطلّ على ضيوفي بابتسامة عرفوا بعدها أنه يجب عليهم أن يفطروا لدى أقرب مطعم”.
ويحكي مصطفى العزاني معاناته مع غسل الأطباق والصحون ولملمة ماتبقى على السفرة كعقاب يفرضه عليه أصدقاؤه لتقصيره وأخطائه في تحضير وإعداد الوجبات، قائلا: “كل ذلك يحدث في أجواء أخوية تنسينا هم الغربة”.
** رمضان والعمل التطوعي **
وبفضل العمل والتنظيم والتخطيط الفاعل يقوم الأخوة اليمنيين بالمشاركة في حملات إنسانية من أجل مساعدة بعض الأسر المحتاجة من مختلف الجاليات لإحضار احتياجاتهم الرمضانية، مجسدين القيم والمثل العليا التي تميز بها المجتمع اليمني، ويعكسون صورةً طيبةً عنهم في فعل الخير والتفكير في الآخرين.
حيث يقول الطالب مهند عبدالمجيد فيصل: “لا تقتصر مشاركتنا في خدمة الجاليات العربية في ماليزيا، بل يمتد تطوعنا إلى المشاركة في الحملات الخيرية التي تضم مختلف الفئات في المجتمع الماليزي، فقدمنا العديد من السلل الغذائية لعدد من إدارات المجمعات السكنية والعاملين فيها من حراس الأمن، وعمال النظافة، وعمال الصيانة، وعمال التموينات وعمال المرافق الخدمية في المجمعات وغيرها، وجمع الألعاب وإهدائها إلى الأطفال الأيتام الماليزيين فندخل عليهم الفرح والسرور”، مؤكدا أن “ثقافة التطوع هي التي تصنع شخصية الإنسان".
كوالالمبور «الأيام» جمال محمد الدوبحي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى