مصارحات رمضانية

> إعداد:ماجد علي

> ** (مهازل تسويقية) **
أخي الصائم ..
من أبرز الظواهر التي تصاحب شهر رمضان المبارك حتى نهايته ظاهرة التسوق الشره التي تبدأ قبيل مطلع الشهر بالمواد الغذائية وتنتهي بملابس العيد، أو الأعراس التي تعقبه مباشرة ولا شك أنها حالات تستدعي التسوق لا محالة ، ولكن المشكلة تكمن في قضية كبرى وقع فيها كثير من الناس اليوم وهي وهم التساوي بينهم في قدر الدخل الذي يجعل متوسط الحال ينفق ويشتري بقدر الثري في جميع مظاهر الحياة اليومية ويظل بعد ذلك يعاني من سداد ديونه التي لا ترحم حاله، فلا يهنأ بنوم ولا يسعد بلقاء أحد فكل من حوله قد أصبح مدينا لهم، يده هي السفلى وأيديهم هي العليا والهدف من وراء ذلك ترف يمكنه أن يستغني عنه حتى يغنيه الله من فضله.
وقد ساعد في تفاقم ذلك ما تقوم به المحلات التجارية من عمليات تسويقية قادرة على إقناع المستهلك بأن إقدامه على الشراء منها سيوفر له كثيرا من أمواله، فالتخفيض يصل إلى ستين في المائة والتقسيط مريح جدا لا يتعدى ثلاث تسعات متجاورة، ولا يحتاج إلى كفيل ومثل هذه التصفية لن تتكرر مرة أخرى، وإذا اشتريت ثلاث قطع فالرابعة مجانا، ولنا في كل يوم متسوق لا يدفع ثمن مشترواته والمسابقات تستعر والسيارات قد شمرت عن عجلاتها أمام المحل في زهو تدغدغ مشاعر المساكين الذين يجذبهم الإغراء ويخدعهم البريق ويظل أحدهم يجري وراء كل نور من أشعة الليزر التي تشق عنان السماء لعله يحظى بصفقة العمر فيشتري أضعاف ما كان ينوي شراءه فتصبح التخفيضات ترفيعات وتعود أغنية التوفير رجع نواح.
أما النساء فيا لها من رحلة يومية مريرة تقضي فيها المرأة ساعات طوالا ركضا وراء الموديلات الجديدة لا يقر لها قرار حتى تذرع السوق كله كي لا تصف إحدى الصديقات محلا فتخجل أنها لم تقم بزيارته أما محرمها إذا كان معها فهو مجرد حمال جاء معها ليخفف عنها عبء الأثقال ليس له رأي ذو بال , بل إن المرأة هي التي تقوم بمفاصلة البائع وهو أخرس ينتظر الأمر بدفع النقود !!
ولفتة أخيرة في قضية التسوق تسألك - أخي الصائم - هذا السؤال : لماذا لا يحمي وطيس تسوقنا إلا في العشر الأواخر التي كان ينبغي فيها أن نتفرغ للعبادة , ألم نكن نعلم بقدوم العيد من أول الشهر بل قبل هلاله؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى