30 وسيلة لاستغلال رمضان

> إعداد:ماجد علي

> ** عدم الإسراف **
لقد شرع الله عز وجل للمسلمين عيدين مباركين بعد عبادتين جليلتين، ولم يأذن بغيرهما من الأعياد، أما الأول فعيد الفطر بعد عبادة الصوم، وأما الثاني فعيد الأضحى بعد عبادة الحج، وقد شرع الله سبحانه وتعالى فيهما الفرح والسرور والتوسعة على النفس وعلى الأهل بالمباح.
ونحن الآن على أعتاب عيد الفطر المبارك -الذي نسأل الله أن يهله علينا هذا العام بنصر الإسلام وعز المسلمين- وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ»، فيوم العيد موسم للفرح والسرور، ولا ينبغي أن يُضَيِّق العبد فيه على نفسه، ويتأكد عليه ألا يضيق على أحد من أهله، سواء في إظهار الفرح، أو إدخاله عليهم، أو في المأكل والمشرب، والملبس واللهو المباح، ولكن لا بد من التوازن في ذلك؛ فإن التوسع في المباحات ليس محموداً؛ لأنه يزيد من تعلق القلب بالدنيا الفانية، وهو ما يؤدي إلى قسوة القلب وغفلته عن الآخرة، ويوشك أن يوقع صاحبه في المحرمات، فخير الأمور الوسط وهو ما جاءت به الشريعة المحمدية، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ [الفرقان: 67] أي وسطاً، وقال صلى الله عليه وسلم: «كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ»، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: “كُلْ مَا شِئْتَ، وَالبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ، أَوْ مَخِيلَةٌ”.
والأمر لا يقتصر على الأمور المادية، إذ الإسراف هو مجاوزة الحد في كل شيء، وأنكر أنواع الإسراف إسراف المرء على نفسه بالمعاصي، قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ﴾ [الزمر: 53]، قال القاسمي: “أي جنوا عليها بالإسراف في المعاصي والكفر”.
فعلى الإنسان أن يجتنب ما حرم الله في كل حين، ويتأكد هذا في الأزمان والأماكن الفاضلة، ويوم العيد منها فلا ينبغي أن يقابِل العبد كرم الله ونعمته بالتوفيق للطاعة وبشرع الفرح والسرور، بمعصيته ومخالفة أمره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى