وفاة الدكتور سالم عبدالخالق في المهجر بلندن

> لندن «الأيام» خاص:

> توفي بالعاصمة البريطانية لندن فجر الثلاثاء المنصرم ابن عدن الدكتور سالم عبد الخالق عن عمر ناهز 84 عاما، وهو أول طبيب متخصص بالطب النفسي في شبه الجزيرة العربية.
عرف عن الدكتور سالم تفوقه العلمي عندما كان طالباً في كلية عدن، وحصل على شهادة الثانوية العامة (السينير كمبردج) بدرجة الشرف الأولى، وقد اتسم ذلك الامتحان بالصعوبة حتى على طلبته (الأنجليز). فعند حصولة على شهادة الثانوية العامة عمل سالم كممرض تحت التدريب في المستشفى الأهلي في كريتر ليؤهل نفسه للحصول على منحة لدراسة الطب في بريطانيا.
ابتعث الفقيد مع زملائه من المتفوقين وهم محمد عبدالقادر محيرز وجعفر علي عزيز، حيث درسوا الطب في بريطانيا وإيرلندا، درس سالم في أعتق كلية للطب بمدينة سانت اندروس في سكوتلندا، وزميلاه درسا الطب في دبلن في إيرلندا.
عاد سالم بعد تخرجه عام 1960 ليمارس مهنته كطبيب عام واستشاري باطني في مستشفى الملكة اليزابث الثانية (الجمهورية حاليا) في خور مكسر بعدن، حيث اشتهر بمهارته الطبية وعمله الأمين، وكثيراً ماعرف عنه رفضه قبول رسوم العلاج في عيادته الخاصة من مرضاه الفقراء، كما وفر للكثير منهم العلاج المقرر لهم من ماله الخاص.
كما كانت له آنذاك اهتمامات سياسية وفكرية، حيث كان مع رفيق عمره الدكتور محيرز من رعاة الحركة الوطنية والعمالية، حيث ساعدا الأمين العام للمؤتمر العمالي الأخ عبدالله الأصنج - أطال الله من عمره - بأفكار ساهمت في إرساء علاقات وطيدة بالبرلمان البريطاني والمنظمات النقابية البريطانية والأوروبية والأفريقية".
من خلال عمله الإنساني تفهم المشاكل النفسانية والعقلية في عدن وقرر التخصص، وقد عاد إلى بريطانيا ليصبح أول عدني يتخصص في هذا المجال، وكان أول من تخصص كطبيب للأمراض العقلية في شبه الجزيرة العربية.
وعاد الفقيد إلى عدن ليساهم في بناء ذلك المجال، وجأت حرب التحرير وصعبت الحياة فهاجر بعد الاستقلال ليزاول عمله في بريطانيا بعد تركه عدن، وعمل كاستشاري في الأمراض النفسانية والعقلية في سجون لندن التي احتوت على أصعب وأعتى المساجين والحالات.
ويقول صديقه الدكتور عادل العولقي: "قابلته في عز أيامه في لندن قبل أكثر من عشرين سنة، وعرفت عن قرب كرمه وإخلاصه للصديق، كما كان موسوعة كاملة عن الحياة في عدن التاريخية لما بعد أواخر الثلاثينات حتى أواخر الستينات من القرن الماضي، بقي وفياً لأصدقائه وكريماً سخياً لكل من حوله، وبالذات لأبناء أصدقائه من عدن ممن هاجروا إلى بريطانيا".
قبل وفاته بأيام تجمع هو واصدقاؤة، ويقول الدكتور عادل عولقي: "استمعنا معاً لشريط غنائي للسيدة أم كلثوم، وكم فرحنا حين شاركنا في غناء وايقاعات (فكروني) وبابتسامته المعهودة سمح لي التقاط صورة له أرفقها هنا كذكرى لإنسان أدى رسالته حتى اخر لحظة من حياته الحافلة، ولن ننسى روحه المحبة للنكتة والسيل الجارف من القصص التي كان يرويها لنا من واقع تخصصه في الطب النفسي.. إلى روح الدكتور سالم إبتهل للعلي القدير أن "يتقبله برحمته ومغفرته، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولاقوة إلا بالله".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى