الشيخ صالح بن فريد لقيادات الجنوب..اتقوا الله في شعبكم الذي يذوق مرارة القهر كل يوم بسبب انقسامكم

> عدن «الأيام» متابعات:

> أصدر الشيخ صالح بن فريد العولقي،رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع، أمس السبت بيانا حول مستجدات الأحداث على الساحة الجنوبية.
وطالب الشيخ بن فريد في البيان القيادات الجنوبية بسرعة توحيد الصف والكلمة والعمل على إنهاء معاناة شعب الجنوب. وفيما يلي نص البيان: “في البدء أتقدم إلى أبناء شعبنا الجنوبي العظيم بأجمل آيات التهاني، والتبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك والذي أسأل الله أن يعيده على أبناء شعبنا بالخير والمسرة والبركات وأن يعيده على جنوبنا الحبيب باستقلال ناجز بعد قرابة خمسة وعشرين عاماً قاسى فيها شعبنا صنوف وأشكال الظلم والقتل والاستعباد والاضطهاد. يا شعب الجنوب العظيم يا من تسجل أروع وأكبر وأعظم صور النضال السلمي في التاريخ الحديث بتضحياتك الجسام وصمودك وعزيمتك وإرادتك التي لا تلين.. إن ثورة الجنوب اليوم تمر بأخطر المراحل، وتحيط بها الكثير من المخاطر والتهديدات في ظل رفض المجتمع الدولي التعاطي مع قضية الجنوب إلا وفق المبادرة الخليجية والتسوية السياسية ومخرجات الحوار اليمني وفي ظل الصراعات الدامية بين القوى القبلية والعسكرية والدينية في الشمال والمواجهات بين الجيش وتنظيم القاعدة في الجنوب وفي ظل الكثير من المتغيرات في السياسة الدولية التي ستنعكس حتماً على أكثر من جغرافيا بما في ذلك أرضنا الجنوب.
يا أهلي وأخوتي وأبنائي في كل الجنوب إن هذه التهديدات والمتغيرات التي ذكرناها قد جعلت كل القوى في صنعاء تعد العدة للمرحلة القادمة بهدف توسيع نفوذها وإحكام سيطرتها على الجنوب من خلال احتواء ثورته، وتنفيذ مشاريعهم وأجندتهم الخاصة على حساب المصلحة العامة لشعبنا الجنوبي والمؤسف أننا كقوى الثورة في الجنوب نعتبر الطرف الوحيد الذي لم يدرك خطورة المرحلة على ثورة شعبنا، وقضيته العادلة ويظهر هذا من خلال استمرار الانقسام الجنوبي واستمرار موجات التخوين ليمضي الوقت وثورة الجنوب في مربع المراوحة.. فاستمرار الأزمة على مستوى القيادة وغياب العمل المؤسسي والفعل السياسي سيبرر للعالم وقوفه مع أدوات ومشاريع أخرى في اليمن.
إنني من هنا أدعو قيادات الجنوب في الداخل والخارج ليتصالحوا مع بعض ويتقاربوا ويصطفوا من أجل الجنوب الحبيب ومن أجل دماء الشهداء ومعاناة الجرحى والمعتقلين.. يا قيادات الجنوب اتقوا الله في شعبكم الذي يذوق مرارة القهر كل يوم بسبب انقسامكم واختلافكم، فما الذي يمنعكم من التوحد والاصطفاف؟!.
ألا ترون الفرقاء في صنعاء قد اجتمعوا وتصالحوا ليعيدوا إنتاج تحالفاتهم من جديد بعدما تقاتلوا وتناحروا ولكنهم ادركوا أن الجنوب سيضيع عليهم وها هم قد بدؤوا الخطوات الأولى لتوحدهم من جديد من أجل بقائنا تحت الاحتلال والحفاظ على أطماعهم وثرواتهم التي ينهبونها من الجنوب، فلماذا يا قيادات الجنوب لم تتعلموا ذلك من قيادات صنعاء ونتعلم كيف نتوحد وكيف نحب بعضنا وكيف نختار من يقودنا للوصول إلى الهدف.
ولماذا ترفضون التصالح والوفاق السياسي رغم أن ما يربطكم أكثر بكثير مما يفرقكم؟ خصوصاً وأنتم ترون وتدركون خطورة المرحلة على قضية الجنوب، وثورة الجنوب ولهذا ادعوكم إلى تجسيد مبدأ التسامح والتصالح الجنوبي فيما بينكم وأن تضعوا مصلحة الجنوب وشعبه الصابر الصامد فوق كل الاعتبارات ويكفى صراعات وخلافات طوال قرابة نصف قرن فيما بيننا كما علينا أن نستفيد من ربع قرن تقريباً من عمر الاحتلال الذي أضر بنا جميعاً دون تمييز.
يجب أن تدرك قيادت الجنوب ومكونات الحراك الجنوبي وقوى الثورة الجنوبية الأخرى أن أهم متطلبات هذه المرحلة وكل المراحل هو تحقيق الوفاق السياسي الجنوبي لتسير قضية الجنوب بفعلين رئيسين: الفعل الثوري، وهذا ما يقوم به شعبنا منذ 7 يوليو 2007 م وسيقوم به دون ملل أو انكسار حتى تحقيق النصر بحول الله.. والفعل السياسي وهذا هو ضالتنا إلى حد الآن ونأمل أن يتحقق في القريب العاجل من خلال توحيد القيادة، والرؤية وممارسة عمل سياسي احترافي يجعل مطالب شعب الجنوب غير قابلة للتجاوز أو الإهمال على الإطلاق ولهذا أدعو القيادات ومكونات الحراك الجنوبي مرة أخرى لأن تكون بحجم الجنوب وأن تضع حدا للضياع والعبث الذي اوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم. إننا منذ ما يقارب العام تقريباً ندعو في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع إلى عقد المؤتمر للأسباب التي وضحناها أعلاه وما زلنا ندعو كل القيادات والقوى الجنوبية إلى حد اليوم ولكن للأسف الشديد هناك من يتهرب من هذا الاستحقاق ويحاول إفشاله بل وصل الأمر إلى حد محاربته ومحاولة النيل منه وتشويهه إعلامياً وميدانياً بل والإساءة للقائمين على هذا الجهد الوطني، وأستغرب هل كل هذا يخدم الجنوب؟ ومن المستفيد من إفشال جهد يهدف إلى تحقيق الوفاق السياسي الجنوبي؟!.
يشهد الله أن ما نقوم به في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع جهد وطني صادق ويشهد الله أننا لا نعمل الا من أجل الجنوب وحريته واستقلاله بعيداً عن أي أجندة داخلية أو خارجية وأنا شخصياً كرئيس للجنة التحضيرية تجاوزت السبعين عاماً من العمر وصحتي لم تعد جيدة ويشهد الله أنني لا أبحث عن مصلحة شخصية أو موقع مسؤول وسبق أن أكدت في أكثر من مناسبة أنه بمجرد عقد المؤتمر الجنوبي الجامع وإيجاد قيادته فإنني سأعود إلى مربع المواطنة كأي مواطن جنوبي وما تواجدي في رئاسة اللجنة التحضيرية إلا تكليف وأمانة تحملتها أعانني الله عليها حتى عقد المؤتمر والشكر لكل أعضاء اللجنة التحضيرية على كل الجهود التي بذلوها طيلة الفترة الماضية بكل مهنية واقتدار.
إن الزمان لم يعد زماننا والمرحلة لم تعد مرحلتنا بل مرحلة جيل شاب طموح تواق إلى مستقبل مشرق ووطن يضم الجميع على أساس التعدد والتنوع والقبول بالآخر والتعايش والود والحب وكل هذه قيم عظيمة خلا منها الجنوب في الماضي ليصبح أسيراً للكراهية والانتقام وما البؤس والضياع الذي يعاني منه شعبنا وتعاني منه أرضنا إلا نتيجة لماضي لا نريد منه أن يفسد الحاضر ويشوه المستقبل.
إننا ندرك جيداً أن عقد المؤتمر الجنوبي الجامع قد تأخر كثيراً وهذا التأخير بسبب حرصنا الشديد على التواصل مع كل الأطراف الجنوبية دون استثناء بمن فيها الأطراف التي ما زالت متحفظة على عقد المؤتمر، فنحن حريصون كل الحرص على جمع الشتات وتوحيد الصف ولا نريد أن نكون دعاة تفرقة وتمزيق، بالإضافة إلى وجود أسباب لوجستية وظروف صحية أمر بها.. كل هذه الأسباب قادت إلى هذا التأخير.
لقد لاقت الدعوة إلى عقد المؤتمر الجنوبي الجامع تأييدا كبيرا من الكثير من مكونات الحراك والتكوينات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني والمرأة وغيرها من شرائح المجتمع الجنوبي، وأدعو كل الأطراف إلى استحضار صدق النوايا وصدق العمل لنمضي معا إلى عقد المؤتمر الجنوبي الجامع خلال الفترة القادمة بإذن الله.
وفي الختام أوجه أعظم التحايا إلى أبناء الجنوب في المدن، والأرياف، والسهول، والجبال، والوديان.. بارك الله فيكم وبارك الله ثورتكم وتضحياتكم وصمودكم وعشتم أحراراً لا تعرفون الضيم ولا تقبلون الظلم والاستبداد وما النصر إلا صبر ساعة.
وأعظم التحايا للمغتربين الجنوبيين في كل أنحاء العالم الذين تشردوا لكسب العيش وإعالة أسرهم وأهلهم طوال العقود الماضية والذين نعتبرهم السند الأهم لأهلهم وشعبهم ولولاهم بعد الله لتضورنا جوعاً وانحنت الهامات من شدة الجوع والظلم والجور بعدما صادر الاحتلال عيشنا وثرواتنا وحقنا في العيش على أرضنا بعزة وكرامة، فلا فرق بينكم وبين من في الميادين من المناضلين الشرفاء، وربما أنتم أشد نضالا وأشد تحديا للمحتل.
وأصدق التحايا لكل القيادات الجنوبية في الداخل والخارج وكل قوى الثورة في الجنوب على أمل التصالح والتوافق من أجل الجنوب الذي نريد.
رحم الله شهداءنا الأبرار، وعافى جرحانا، وأطلق سراح معتقلينا، وتوج تضحيات شعبنا بنصر مبين.. وكل عام وأنتم بألف خير”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى