مسؤول برامج التوعية البيئية في دول الإقليمية حبيب عبدي لـ«الأيام»:التلوث البحري وتدهور الموارد البحرية تهديدات عابرة للحدود السياسية وتتطلب تعاوناً إقليمياً

> حاوره/ علاء مولى الدويلة

> تمتاز بيئة البحر الأحمر وخليج عدن بكونها واحدة من أهم البيئات البحرية والساحلية في العالم، بالإضافة إلى الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية التي تمثله بالنسبة لسكان الإقليم.
ومن منطلق تلكم الأهمية جرى توقيع اتفاقية "جدة" المبرمة عام 1982م وضمت فيها مجموعة من دول الإقليم، حيث تمخض عنها ما عُرف بالهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، بمسمى (PERSGA).
وللاطلاع على الدور الذي تقوم به تلكم الأقاليم، يتحدث الأستاذ حبيب عبدي حسين، منسق برنامج التوعية البيئية للهيئة، ومسؤول عن تنسيق برامج التوعية البيئية في الدول الأعضاء بالهيئة الإقليمية وهو (جيبوتي) الجنسية، موضحاً عددا من التساؤلات التي طرحناها عليه، وتتعلق حول ما يدور في السواحل اليمنية، وعن التحديات التي تواجهها البيئة البحرية العامة.
- بداية نرحب بكم ونود تقديم لنا لمحة عن الهيئة الإقليمية للحفاظ على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن؟
الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن (برسجا) هي هيئة حكومية إقليمية تهتم بالمحافظة على البيئات البحرية والساحلية في إقليم البحر الأحمر وخليج عدن، وتستمد صفتها القانونية من اتفاقية جدة 1982م، ويشرف على أنشطتها مجلس مكون من وزراء البيئة في الدول الأعضاء، وهي: الجمهورية اليمنية، المملكة الأردنية الهاشمية، جمهورية جيبوتي، المملكة العربية السعودية، جمهورية السودان، جمهورية الصومال، جمهورية مصر العربية.
- ضمن خطة العمل لـ (PERSGA) الاهتمام بالترتيبات التنظيمية والمالية والنواحي القانونية، كيف تم تنفيذها على خليج عدن، وما هي النتائج التي توصلتم إليها ؟.
تقوم الأمانة العامة بإدارة الأعمال اليومية، وتنفيذ البرامج بالتنسيق مع نقاط الاتصال الوطنية، كما تضم الأمانة العامة مجموعة من المهنيين والخبراء البيئيين من جميع دول الأعضاء ومقرها مدينة (جدة) بالمملكة العربية السعودية، كما تستضيف جمهورية مصر العربية مركز المساعدات المتبادلة للطوارئ البحرية (إيمارسجا) ومقره مدينة (الغردقة)، ويجتمع المجلس الوزاري للهيئة مرة في كل عامين في إحدى الدول الأعضاء بالتوالي لمتابعة تنفيذ البرامج ولإقرار السياسات واعتماد الأنشطة والبرامج، كما تجتمع نقاط الاتصال الوطنية مرة في كل عام في المقر الرئيسي لسكرتارية الهيئة.
- ماذا عن التحديات القائمة على البيئة البحرية في سواحل الخليج العربي والبحر الأحمر؟، وإلى أي مدى يمكن أن تشكل خطرا على البيئة البحرية؟.
الهيئة الإقليمية تغطي البحر الأحمر وخليج عدن فقط، ويعتبر البحر الأحمر وخليج عدن ممراً هاماً للتبادل التجاري والتنمية الصناعية، ومصدراً رئيسياً لغذاء دول الإقليم.
كما أن له أهمية اجتماعية وثقافية كبيرة لشعوب المنطقة، لهذا التنمية الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة في المناطق الساحلية للإقليم ضغوطاً كبيرة على البيئات البحرية والساحلية، كما أنها تهدد الاتزان البيئي للأنظمة الإيكولوجية المختلفة على المدى الطويل.
ومن هنا تأتي أهمية التعامل مع هذه التهديدات البيئية المتنوعة مثل التلوث البحري، وتدهور الموارد البحرية، والصيد الجائر بشكل فعّال، وجميعها تهديدات بيئية عابرة للحدود السياسية، وتتطلب تعاوناً إقليمياً لتحديد أسبابها والإجراءات اللازمة لإدارتها والتغلب على آثارها السلبية.
- في أحد الاستطلاعات التي أجرتها "الأيام" وتحدث عن "المخاطر والتحديات التي تواجهها محميات عدن الطبيعية"، وكشف فيه إلى تقلص الطيور والسلاحف في العقدين الأخيرين، أنتم كيف تقرأون أسباب هذا التقلص؟، وما دوركم تجاه هذه المشكلة التي تخل بالنظام البيئي لمحيمات عدن الطبيعية ؟.
* سؤالك وطني محلي، والأفضل أن يوجه للمسؤولين في الداخل.
ففي العام الماضي رست على بحر مدينة المكلّا بحضرموت، سفينة غير مزودة بادوات السلامة وكانت محملة بمادة الديزل (المازوت)، قيل أنها تتبع لأحد المشايخ والمتنفذين في اليمن، حيث ارتطمت بقاع الساحل وتسرب منها المازوت ليختلط بماء البحر، مسبباً كارثة بيئية بحرية خطيرة، أدت إلى نفوق الكثير من الأسماك والحيونات البحرية.
- برأيكم مثل هذه الكوارث البيئية من يتحمل مسؤليتها ؟، وهل بإمكان (persga) أن تتدخل لحل مشكلة الأخطار البيئية المتعلقة بالسواحل والأحياء البحرية ؟.
* ليس من اختصاص الهيئة الاقليمية تحديد المسبب للمشاكل البيئية، بل دورها ينحصر بالتعاون مع السلطات الرسمية في الدولة في معالجة المشكلة البيئية.
وفيما يتعلق بموضوع حادثة المكلّا ساهمت الهيئة في الحل، وقامت بانتدب خبيرا بيئيا لتقييم الأخطار التي قد تترتب من الحادثة، وقام الخبير الإقليمي بتسليم توصياته الفنية للجهات الرسمية في الدولة.
- ما هي الأنشطة والتدريب التي تقوم بها الهيئة؟، هل من دور تقوم به الهيئة في تدريب الكوادر اليمنية لحماية البيئة؟، وكيف تبدو الشراكات بين الهيئة والقطاع الخاص بالدول التابعة للهيئة ؟.
* الجمهورية اليمينة عضو فعال في الهيئة الاقليمية وتشارك بجميع أنشطة وبرامج الهيئة، وطبقا لسياسة الهيئة الاقليمية للتدريب المستمر الذي يهدف إلى رفع وتقوية القدرات المهنية للمختصين الوطنيين في مجال البيئة البحرية يشارك المختصون اليمنيون في التدريب خلال العام التدريبي، حسب خطة البرنامج التدريبي.
- وماذا عن الحقيبة التدريبية التي أنتجتها الهيئة قبل خمس سنوات تقريباً والمختصة بالتوعية البيئية ؟.
* سبق للهيئة الإقليمية أن أصدرت حقيبة تربية خاصة تعني ببيئة البحر الأحمر وخليج عدن، وكانت تستخدم كمنهج في الأندية البيئية المدرسية (أندية أنصار البيئة).
ثم توقف البرنامج لسنوات بسبب نهاية المشروع الإقليمي آنذاك، ولكن تم تفعيل الأندية البيئية المدرسية من جديد منذ عامين، ولهذا نحن الآن بصدد إدخال بعض التعديلات للحقيبة قبل تدريب المعلمين عليها ليتم استخدامها في الأندية البيئية المدرسية.
- مؤخرا أقمتم في صنعاء ورشة حول دور الإعلام في نشر الوعي البيئي، برأيكم إلى أي حد يسهم الإعلام في نشر الوعي البيئي في ظل غياب الدولة، وأن يسهم بخلق وعياً بيئياً في ظل هذه الظروف القاهرة ؟.
* الجمهورية اليمنية ليست غائبة عن تناول القضايا البيئية، لا على المستوى الوطني ولا على المستوى الاقليمي، بل لديها حضور داخل الهيئة الاقليمية، ولكن نلاحظ ان حل القضايا البيئة معقد ومكلف جداً، ويأخذ وقتاً طويلاً لارتباطه بسلوكيات الإنسان الذي لم يستطع حتى اللحظة أن يهذب تصرفاته مع البيئة.
ومن هنا تأتي أهمية رجال الاعلام في تبني قضايا البيئة ونشر المعلومات الصحيحة وحث المواطنين في تعديل سلوكياتهم الخاطئة وتبني التصرفات السليمة تجاه البيئة.
وجاءت أيضاً فكرة إقامة الدورة التدريبية للإعلاميين ليعرفوا أساسيات القضايا البيئية وليتعرفوا أيضاً على المتخصصين للتواصل معهم، وليكونوا عونا للدولة وللمواطن، وذلك لنشر جهود الحكومة من جهة وتنبيه المسؤولين وتوصيل معاناة الشعب إلى متخذي القرار.
- في الختام ما الذي تودن قوله ؟.
* اتوجه بالشكر لكم ولقرائكم، وشكرا خاص لك أخي علاء على هذا الاهتمام، وأكرر أن هنالك حاجة ماسة لتناول هذه القضايا الخاصة بالبيئة في وسائل الاعلام المختلفة حتى تصل الفكرة إلى الجميع، حينها يمكن مناقشة المشاكل البيئية والبحث عن حلول لها بشكل أفضل.
حاوره/ علاء مولى الدويلة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى