مجلس محلي قبلي يخدم مصالح شخصية..مديرية الحشاء الضالع.. عقدين من غياب مشاريع التنمية والصحة

> استطلاع/ عبدالعالم العتابي:

> تعد مديرية الحشاء واحدة من المديريات التي تم ضمها لمحافظة الضالع بعد أن كانت تتبع إدارياً لمحافظة تعز.
يبلغ عدد سكان المديرية نحو 60 ألف نسمة، وتتفرع عنها عدد من العزل منها: عزلة بني العتابي، وعزلة عمارة، وعزلة الأحذوف، وعزلة بني صبح، وعزلة بني عبدلله، وتحد المديرية من جميع الاتجاهات محافظات لحج جنوباً، والضالع شرقاً، وتعز غربا، وإب شمالا.
عانت مديرية الحشاء من سياسات التجاهل والتهميش من قبل الحكومة في شمال اليمن منذ حقبة ثمانينيات القرم المنصرم، وتحت ذرائع وأسباب سياسية بأن أبناء الحشاء يتبعون ما يسمى بالجبهه القومية القائمة أنذاك في الجنوب، لذا تم حرمانها وتغيبيها عن استحقاقاتها من المشاريع التنموية الخدمية، كخدمات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم وبناء السدود والحواجز.
بعد قيام الوحدة اليمنية في 1990م والتقسيم الإداري الذي جعل من الضالع محافظة، ظلت منطقة الحشاء حبيسة الماضي بسبب رفضها ومعارضتها لنظام صنعاء السابق ما جعلها منسية الأمس والحاضر.
** خط من العمر 23عام **
أحد مواطني المديرية ويدعى عبده محمد المحمودي، تحدث لـ«الأيام» عن معاناة المواطنيين في هذه المديرية التي تفتقر لأبسط مقومات التنمية منها الطرقات التي تعتبر وسيلة التنمية الأولى.
ويضيف بقوله: ."طريق ماوية الحشاء التي تربط بين محافظتي الضالع وتعز وإقليمي عدن والجند، لم يرى النور وقد مر من عمر هذا المشروع 22 عاما وكان يسمى مشروع الربط الحدودي".
وتساءل.. "من أين سيأتي حبك لوطن جعلك تمشي فية حافياً".
وأشار في حديثه "بإن المقاول الحالي لايمتلك رأس المال الكافي لشق وتعبيد الخط، ثم ينتظر مستحقاته كبقية المقاولين بعد إكمال المشروع، وكذلك معداته التشغيلية خردة لاتلبي لإنجاز الخط حيث إنها دائماً نراها متروكة بجانب الطريق".
ويقول المواطن أحمد قحطان فارع صاحب محل لبيع مواد غذائية بإن "التجار يعانون بشكل مستمر من الطريق الرئيسي حيث إننا لم نستطع إيصال المواد الغذائية إلى مناطقنا بسهولة نظرا لوعورة الطريق، وكذلك لصعوبة وسائل النقل للمديرية حيث إن السيارات بحاجة لدبتين (بترول) وتحتاج إلى إطارات ذو نوعية جيدة".
وأضاف: "بأن الإسفلت لو وجد لأحدث نهضة عمرانية في المديرية حيث إن المواطنيين يبذلون أموالهم كلها في المواصلات والمشتقات النفطية".
وقال بأن " السوق السوداء وبيع المشتقات النفطية بهذه الطريقة رفعت سعر (دبة الوقود) إلى 6000 ريال بخلاف السعر الذي أقرته الحكومة".
ووجه رسالة للدولة متسائلا "هل هذه الحكومة تحب هذا الشعب أم لا هم لها سوى تجريعه العذاب".
** دور المجلس المحلي **
يقول المواطن وازع أحمد محمد، "كان لنا أمل كبير بالمجالس المحلية،لكن منظمات المجتمع المدني في المديرية متواجدة أفضل من المجلس المحلي" وقال "لا يوجد في المديرية المعاهد تقنية وفنية لاستيعاب الطلاب من الفقراء الذي يعدون بالمئات والذين لايستطيعون الدراسة نظرا للفقر الكبير في المديرية".
وأشار بأن المجلس في المديرية "يخدم مصالح شخصية منتفعة موجودة في المديرية، ومنذ زمن هي من تكسب الوظائف والمشاريع بقوة أو بغير قوة فهم متفقون على ذلك كأنه لايستطيع أن يحكمإالا بتلك الشخصيات".
وقال مواطن آخر يدعى عبده محمد غالب المحمودي، "إن المجلس المحلي يتحمل جزء كبير من الأسباب الرئيسية لتعثر خط الحشاء كونه لا يتابع مستحقات المقاول من الوزارة ولم يعمل على البحث عن جهه خارجية لتمويل المشروع".
وأضاف في حديثه: "المجلس المحلي لم يضع المقاول تحت التقييم إطلاقاً وكلما تحدثنا إليهم عن مستقبل الطريق أخبرونا بأن المقاول طيب وأن الذنب ليس ذنبه".
وقال: "إلى متى ستظل حقوقنا المسلوبة ضحية (للقبيلة) والعلاقات والوجاهات" مشيرا إلى "أن وزير الخدمة المدنية السابق عبدالقادر هلال خلال زيارتة للضالع في عام 2008م هدد بسحب المشروع من المقاول وإدراج المقاول في القائمة السوداء للمقاولين، لكن لم يحدث ذلك، بسبب العلاقات الوطيدة التي تربط المقاول بمسئولي المديرية".
وعلق المواطن بالقول: "للأسف كل من تفاءلنا به خيراً نسي الجميل وكرس جهده ووقته لمصلحة نفسه وعائلته".
** الخدمات الصحية **
يتحدث مدير الصحة بمديرية الحشاء أمين مثنى المهتدي، لــ«الأيام» عن الخدمات الصحية التي يتم تقديمها للمواطنيين في إطار المديرية.
وقال: "إن إدارته تقدم الخدمات الصحية الأولوية بدرجة أساسية المرتكزة على الوقاية من الأمراض كخدمات التحصين والصحة الإنجابية ومكافحة بعض الأمراض الوبائية، كالملاريا والبلهارسيا وخدمات علاجية متواضعة نظراً لعدم وجود مستشفى في المديرية أكانت مستشفى حكومي أو خاص".
وأردف في حديثه: "بأنه يوجد في المديرية 3 مراكز صحية ومركز للأمومة والطفولةـ إلى جانب 16 وحدة صحية منها 4 وحدات مؤقتة في مباني أهلية، ويوجد في المديرية وحدات صحية جديدة غير عاملة لعدم وجود الأثاث وعددها 4 وحدات".
وأشار إلى أن "عدد موظفي الصحة في المديرية يبلغ 115موظفاً منهم 48 إناث"
وقال: "هناك صعوبات ومعوقات في المديرية متمثله بعدم وجود مستشفى في المديرية وكذلك وجود عدد من الوحدات الصحية بدون أثاث ومعدات طبية لمباشرة العمل وكذلك نفور الأطباء من المديرية بشكل كبير لتدني المرتبات وعدم وجود منشأت طبية خاصة للعمل فيها بعد الدوام" .
ويقول الطالب حميد أحمد محمد طالب من كلية الطب تعز، "من الغريب أن يكون 60000 مواطن يقطنون في مديرية الحشاء وليس لديهم مستشفى ريفي، تتوفر أدنى الخدمات الانسانية، حيث يتكبد المريض المشي نحو 50 كيلو إلى محافظة تعز للحصول على مستشفى إو مركز علاجي في ظل طرق جبلية وعرة تصل إلى المدينة بشق الأنفس كما أن الوحدات الصحية التي تم بناؤها من قبل السلطة المحلية خلال السنوات الست الماضية لم يتم تأثيثها بعد".
وأضاف بأن "سياسة التضليل والتنويم على المجتمعات قد كشفت فشلها وصارت مجرد وهم يعيش بين جدرانه بعض ممن لايتعظون بمن سبقهم وهؤلاء لن يطول بقاؤهم".
استطلاع/ عبدالعالم العتابي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى