رجال في ذاكرة التاريخ..عميد ركن محمد أحمد عبد الغفور.. القائد العسكري الذي عاش مع الناس ومات بينهم

> نجيب محمد يابلي:

>
محمد عبد الغفور
محمد عبد الغفور
** الولادة والنشأة **
عميد ركن محمد أحمد عبد الغفور (الغفوري) من مواليد الفاتح من يناير 1951م في قسم (C) في الشيخ عثمان (عدن)، وقد عاش في هذا القسم شخصيات بارزة منها الرئيس علي ناصر محمد وأحمد عبدالله الحسيني وعبدالله فاضل فارع وعبدالله عمر شرف القاضي (ولداه محمد وحسين) وصالح حسن تركي وسعيد سالم يافعي (والد عصام ومحمد ومعاوية وإبراهيم وشيخان) وجميع مبارك با شبيل ومحمد عبده دقمي ومحمد صالح حسين وعبدالله وإبراهيم عبيدو وناصر عمر فرتون وعلي واقص وعلي حقاني والطيب أحمد علي وحسين وأنور دحمي (سبق الإشارة إلى والدهما) وأحمد صالح قيراط وعوض مبجر (أولاده الدكتور عوض وعبد القادر ووهيب وعادل) والسيد محمد الباقر (ولداه علي وأبوبكر) وحامد عوض القاضي وحسين عبده عبدالله وأبو بكر القيسي والشيخ محمد الحاج المحلوي والشيخ عبدالله علي الحكيمي ومحمد سعيد جراده وعبدالله سعيد جراده وحسين هادي عوض ومحمد هادي عوض وعلي عبده حسن وأحمد قحطان وعبدالله قحطان ويونس حسن إبراهيم ومحمد صالح مهدي وعلي عبدالله الطاوة والسيد حسن أحمد والفنان إسكندر ثابت وسعيد ثابت صالح والحاج فضل قردش وتوفيق عوبلي ومصطفى عوبلي ومحمد حسين هندي وعلي مقبل الأوبلي ومحمد سعد عبدالله وأنور أحمد قاسم وحمدي مفتاح والأستاذ عبده نعمان ومصعب صوفي (مدير أمن عدن) وأولاد الفخري (عبدالرحمن ونور الدين وعبد الباري وكامل) والأستاذان علي الزريقي ومحمد إسماعيل صوفي.
ولد العميد ركن بحري محمد أحمد الغفوري يتيماً وعاش طفولته مع أمه في رعاية محمد عرب (والد جمال) من جيران كابتن قيراط وكابتن نجيب سعيد نعمان والأستاذ عبده نعمان، وعاش الغفوري مع أولاد عرب وتلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارس عدن.
** العميد الغفوري يدشن مشواره البحري عام 1969م **
ورد في كتاب تأبين الفقيد الغفوري إفادة مقدمة من صديق عمره ورفيق سلاحه عبد الحافظ عبدالرحمن (ص19 ، 21) بأن العميد ركن بحري التحق بالعمل العسكري للقوات البحرية وأرسل إلى مدينة بوني بجمهورية جورجيا في الاتحاد السوفييتي في 15 أكتوبر 1969م في مهمة معاون قائد سفينة مضادة للغواصات، وكانت البعثة الدراسية لمدة سنتين، وكان عدد أفراد البعثة 60 شخصاً، وكان الغفوري خلال فترة الدراسة والتدريب الشخصية المحورية في تنظيم الكثير من الفعاليات، حيث كان يشرف ـ بحسب إفادة وشهادة عبد الحافظ ـ على إحياء الاحتفالات الخاصة والعامة والمناسبات الدينية والوطنية، وكان رحمه الله يمتلك صوتا غنائياً جميلاً يردد أغاني مطربين محليين وعرب وعلى وجه الخصوص كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي أم كلثوم، كما كان رحمه الله يشرف على تشكيل الفريق الرياضي وإعداد جدول المباريات، وكان أحد اللاعبين الأساسيين في الفريق.
** العميد الغفوري إلى مدينة باكو **
بعد عودة العميد الغفوري إلى أرض الوطن في بداية السبعينات من القرن الماضي تحمل مسؤولية هذا النوع من السفن (الماضدة للغواصات) مع رفاق سلاحه الذين شاركوه في البعثة المرسلة إلى جورجيا، وابتعث الغفوري بعد ذلك إلى مدينة باكو خلال الفترة 74 / 1975م، وبعد عودته شغل منصبا قياديا رفيعا في سلاح البحرية، وفي نهاية السبعينات أرسل مرة أخرى للدراسة الأكاديمية في البحرية إلى مدينة لينينجراد (Leningrad).
** الغفوري رجل المهام الصعبة تحت قيادة أحمد الحسني **
شغل الغفوري لسنوات طويلة منصب رئيس أركان القوات البحرية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تحت قيادة قائد القوات البحرية أحمد عبدالله الحسني، وكان الغفوري حلقة الوصل الرئيسية بين القيادات التي تخضع له مباشرة أو غير مباشرة، منهم الأخ صالح محمد عبدالله والأخ عبدالحافظ عبدالرحمن الوالي والأخ صالح عبد عبدالله.
شكل الغفوري في العمل القيادي البحري ركنا أساسياً، حيث ساهم مع زملاء السلاح القياديين القدامى في بناء الأسطول البحري ثلاث مرات متتالية خلال فترة خدمته الممتدة منذ عام 1969م حتى عام 1994م.
وماذا يقول اللواء رويس مجور في القائد الغفوري؟
أما اللواء الركن بحري رويس عبدالله علي مجور، نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات البحرية والدفاع الساحلي والجزر فقد قدم شهادته في قائده الغفوري (في الصفحات 14 و 15) بأنه تتلمذ على يدي الفقيد اللواء محمد الغفوري في القوى البحرية (الشطر الجنوبي سابقا) وتدرج في عدة مناصب في نظره ونظر قائده العميد أحمد عبدالله الحسني ومثله كان القائد الراحل العقيد حسين أحمد الجلد.
كما أفاد اللواء رويس بأن الفقيد الغفوري جمع كل الأصدقاء حتى المتباعدين عن بعضهم في الأفراح والأتراح، فقد جمع كل أصدقائه وهم كثر في حفل زواج ولده (أحمد) واندهش رويس وهو يرى حشدا هائلا جدا من الأصدقاء الذين لم يراهم منذ سنوات وهم محتشدون في مقبرة (أبو حربة) في الحسوة في مراسم دفن الفقيد الغفوري، وهمس في نفسه: جمعتنا يا غفوري وأنت على قيد الحياة وها أنت تجمعنا في مراسم دفنك.
** الغفوري لاعباً في نادي "الوادي" **
تأسس نادي الشبيبة المتحدة "الواي" (YCC) بالشيخ عثمان في 15 أكتوبر 1939 (قبل 75 عاماً) ومؤسسوه صالح خميس وعبدالعزيز سالم باوزير وعبدالله علي عراسي وعلي عبده حسن، وأصبح النادي عضواً في الجمعية الرياضية العدنية في 22 فبراير 1946م.
من لاعبي الرعيل الأول: محمد أحمد حسين (محمد عبدي) وثابت علي خان ومحمد صالح عراسي وصالح مزماز ومحمد علي إسماعيل وسالم كمراني والسيد حسن أحمد ومحمد حيدر (الحيدري) وعبدالله جبلي.
لعب محمد الغفوري مع مجايليه محمد علي بالو وتوفيق عبده حسين والقيراط وعمر علي سعيد وعمر محسن ومحسن كليب والرقيبي ونجيب سعيد نعمان وغيرهم.
** دموع الأسرة والأصدقاء في فقيدهم الغالي **
تصدرت كتاب تأبين الفقيد اللواء محمد أحمد الغفوري كلمة اللجنة المكلفة بإعداده وتحدثت عن مناقب الفقيد، ومنها أن الغفوري من مؤسسي البحرية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومن المشاركين في أول مبادرة بحرية في تاريخ الوطن كان ذلك في 3 ديسمبر 1972م، ثم قدم ثلاثة من رفاق السلاح مساهمات عطرية في ذكرى أربعينية الفقيد، هم : أبو أيمن وعميد ركن عبده محمد مكرد الصبيحي وعميد ركن علي عبدالله الكميني.
أما قرة عينه سمية محمد الغفوري فقد قدمت كلمات مبللة بالدموع منها أن عينيه لا تهدآن إلا وقد اكتحلتا برؤيتهم وهم نيام، وأنه علمهم على القناعة، وأنها تغار من عدن لأن والدها محمد كان العاشق المتيم بحب عدن.
أما قرينه ابنه محمد أم رياض فقد كتبت خاطرة عنوانها (فقدتك يا أبتاه) سطرت فيها مشاعر الوفاء لكبير الأسرة محمد الغفوري، واختتمت خاطرتها بـ (اللهم أسالك أن تجمعنا في الفردوس الأعلى على سرر متقابلين).
مشاعر الحزن التي سطرها رفيق سلاحه وصديق عمره عميد ركن متقاعد عبده مقبل (أبو آزال) في ثلاث صفحات حملت تقديرا وحباً وعرفاناً للفقيد الغالي، وأعقب ذلك خاطرة جميلة من خالد أنور الدقمي أثنى فيها على خاله محمد الغفوري الذي رعاه في مراحل التعليم المختلفة بدءاً من مدرسة بلقيس وانتهاءً بتخرجه من الجامعة.
صديق عمره العزيز على قلوبنا عائش الدوح رثاه بقصيدة حَرَّى، ثم موضوع رياض غفوري الذي رافقه في أوقاته الحرجة عندما أدخل الفقيد المستشفى والذي قال: (مات أخي .. مات ابن عمي .. مات صهري) وتوفي الغفوري على يديه وأودعه ثلاجة الموتى حتى عودة زوجته وابنته الكبرى من القاهرة.
من كتاب التأبين موضوع كنت قد كتبته في إحدى الصحف المحلية الصادرة في عدن، وأشرت إلى لقائي به قبل ثلاثة أيام من وفاته عند مبنى "الأيام" عندما أوصل صديق عمره عمر علي عوذلي، وأعربت عن رغبتي في الكتابة عنه فقال لي: "في الوقت المناسب سيكون ذلك إن شاء الله" وحزنت كثيراً لأني كنت أريد إنصافه وهو على قيد الحياة لكنها مشيئة الله وقضائه وقدره هي الغالبة.
رحل الفقيد الغالي عميد ركن بحري محمد أحمد عبدالغفور عن دنيانا يوم الإثنين 16 أبريل 2012 عن 61 عاما، وخلف وراءه محبين لا حصر لهم وسجلا عمليا ناصع البياض، وأرملة وابنين وابنتين.
** استدراك **
لزم استدراك وتصويب ما ورد في حلقة العدد الماضي، وكانت شخصية الحلقة اللواء محمد علي هادي، ونوردها على النحو الآتي: إن لقاء الفريق الجنوبي بالرائد علي عبدالله صالح قائد لواء أمن تعز رئيس الجانب الشمالي كان في منطقة كرش، أما موضوع اللقاء فقد كانت الحشا.
إن اللواء محمد علي هادي كان قائد لواء عبود المتمركز في كرش وانتقل مع لوائه قائدا إلى المحور الشرقي (محور المهرة) وكان قائد المحور العطر الذكر والمغوار حسين صالح الجرادي، ومن رفقة العمل السري في القوات المسلحة الذين ارتبط بهم اللواء محمد علي هادي وسقطت أسماؤهم سهواً منهم:
الدكتور محمد حيدر مسدوس
الشهيد عبدالله سعيد خرمان
علي ناصر الغسيلي
الشهيد محمد سعيد درامة
السيد سالم علوي سُمَّن (والد الشاعر الشعبي ناصر السيد سمن)
خالص الاعتذار لمن سقطت أسماؤهم سهواً !

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى