«الأيام»..تنفرد بنشر تقرير فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار (7): مدينة عدن الحضارية التاريخية احتاجت بعد قرون من المدنية والحضارة إلى تعيين (شيخ لمشايخ عدن) ونظام صنعاء نجح بضرب الجنوب في مقتل من خلال استراتيجية التجهيل الممنهجة

> «الأيام»/ قسم التحليل:

> نشرت «الأيام» في الحلقات الماضية تقرير جذور القضية الجنوبيةالمقدم من فريق القضية الجنوبية إلى مؤتمر الحوار الوطني، وتنر الآن تقرير الرؤية المقدمة من الحراك السلمي الجنوبي لـ(محتوى القضية الجنوبية) إلى فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني بصنعاء في 25 مايو 2013 م.
إن كل هذه الأسباب السابق ذكرها كافية لتقويض مشروعية ما جرى الحديث عنه من وحدة قائمة على اسس دستورية وقانونية سليمة، كما أن غياب ما كان ينبغي النص عليه من أحكام تنظيمية شاملة ومتكاملة ولفترة انتقالية كافية وتتضمن معالجات لحالات الخلاف بين طرفي الاتفاق، كان هو السبب المنطقي لممارسات الاغتيالات خلال الفترة الانتقالية ضد ابناء الجنوب من كادر مدني وعسكري ممن حملوا أمتعتهم واستجابوا لنداء وحدة اعتقدوا انها اقيمت على بنيان صلب ومتين، ولكن تبين لهم وفي اقل من اربع سنوات أنهم كانوا فريسة شريك لا يتمتع بمصداقية ووفاء بالعهود والعقود، وكانت حرب 1994 م تتويجا لحلقات التآمر على الجنوب وشعبه وثرواته وكامل مقدراته. ولم تفلح وثيقة العهد والاتفاق التي تم التوقيع عليها بين الشريكين في الاردن الشقيق لإيقاف مخطط الحرب على الجنوب، كما لم تلتزم سلطة الحرب بقراري مجلس الامن الدولي رقمي 924 و 931 ولا بقرارت مؤتمر أبها لدول مجلس التعاون الخليجي ومصر وسوريا بإيقاف الحرب على الجنوب.
بالإضافة إلى عدم وفاء سلطة ما بعد الحرب بالتعهدات التي قطعها رئيس الحكومة د. محمد سعيد العطار للأمم المتحدة بحل الخلافات بالتفاوض والتفاهم مع الجنوب.
ان الحديث عن الممارسات والانتهاكات بكافة اشكالها وانواعها التي تعرض لها الجنوب وشعبه وارضه وثرواته ومؤسساته وكوادره بعد الحرب واجتياح الجنوب في 7/ 7/ 1994 م لا يعني بالمطلق ان القضية الجنوبية قضية حقوقية وأنها ليست قضية سياسية، والتناول للحقوق لا يعدو ان يكون مؤشرا استدلاليا لطبيعة القضية الجنوبية في محتواها السياسي الصرف، فالحقوق التي جرى انتهاكها تحولت الى ممارسات جماعية ممنهجة ضد فئة محددة هي الجنوب ارضا وانسانا وهوية.
** المحتوى الثقافي الاجتماعي للقضية الجنوبية: طمس هوية وثقافة الجنوب **
يقول عباس محمود العقاد «إذا أردت أن تدمر أمة فابدأ أولاً بثقافتها ». ولما كانت سلطة صنعاء تعرف جيداً أن الجنوب هوية وثقافة وكيانا سياسيا وقانونيا، تاريخيا وجغرافيا، ضارب أعماقه في جذور التاريخ، عملت على السعي جاهدة لكل ما من شأنه طمس الهوية الثقافية للجنوب وتاريخة السياسي، لمصلحة المنتصر بمفهوم أن الجنوب مجرد فرع للشمال، بل تحويل التاريخ السياسي والثقافي والتراث الكفاحي الجنوبي إلى فيد صيغ وفقاً لثقافة المنتصر في إطار من التضليل لخلق هوية وطنية جديدة زائفة يكون فيها الولاء للنظام في صنعاء.
يؤكد الباحث أ. قادري أحمد حيدر أن قوى الحرب: «حرمت شعب الجنوب من ثروته الوطنية وعملت على تجويعه وإفقاره بعد تحويل ثروته الوطنية والاجتماعيه والتاريخية إلى غنيمة حرب وفيد للمتنفذين العسكريين والقبليين والجهاديين الإسلامويين، وكان أكثرها قسوة ومرارة على العقل والقلب والوجدان تدمير وإهانة تراثه الثقافي والاجتماعي والوطني وتحقير رموزه السياسية والوطنية التاريخية وإزالة معالمه الثقافية والاجتماعية و الوطنية المجسدة لشخصيتهم ولمعنى وجودهم الاجتماعي والوطني في عملية تدمير وتخريب واسعة وبصورة ممنهجة ومنظمة من تدمير للذات الوطنية والاجتماعية الجنوبية لم يعرفها أبناء الجنوب حتى في ظل الاستعمار».
إن القراءة المتأنية لهذه الفقرة، تعكس بمصداقية حقائق معاناة الجنوب أرضاً وإنساناً. والشواهد كثيرة في المحتوى الثقافي والاجتماعي وبشكل خاص في التهميش المعنوي الذي تبرز مظاهره من خلال تغيير حوالي (955) من الأسماء والرموز الجنوبية للشوارع والمدارس والمستشفيات، وقناة عدن التلفزيونية كذلك سحب معظم الكتب والمراجع والمصادر الخاصة بالجنوب وإتلافها، بل إحراقها بما فيها كتب الإحصاء السنوي والجريدة الرسمية للفترة ما قبل عام 1994 م، مما يؤكد السياسات الممنهجة لمحو الجنوب وكل ما له صلة بالتاريخ والهوية والمكان والإنسان في الجنوب.
(عدن) التي كان يتغزل نظام صنعاء بها، ومنحها من الألقاب ما شاء له (العاصمة التجارية والاقتصادية)، (ثغر اليمن الباسم)، (العاصمة الشتوية) في محاولة لتأجيج العواطف من منطلق (رحلة الشتاء والصيف) فهي المدينة الآمنة، المدينة التي ظلت لأكثر من قرن مدينة متطورة مدينة منفتحة، عاشت فيها مختلف الأديان والمذاهب والطوائف بسلام ومحبة، هويتها مدنية وإنسانية وعالمية، مدينة مفتوحة على الداخل والخارج، كما كانت هوية حضرموت ذات الحضارة الموغلة في التاريخ لآلاف السنين، استطاع الأجداد الحضارم نشر الإسلام في شرق وغرب آسيا، حيث أسلم على أيديهم أكثر من نصف مليار مسلم، في إطار من الوسطية ونبذ العنف والإرهاب الديني، ولم يكفروا أحداً.. في الوقت الذي حولت السلطة في الشمال أرض الجنوب إلى مزرعة للتطرف والإرهاب، وبث الدعاية المغرضة المسيئة ضد شعب الجنوب بممارسة الإرهاب الديني والفكري، وإنتشرت في غضون أقل من سنتين بعد حرب 1994 م ظواهر اجتماعية سلبية وسيئة تم تعميمها في الجنوب، تتركز في:
1. ظاهرة عدم الاحتكام للنظام والقانون.
2. الظلم والتعسف الاجتماعي.
3. ظاهرة ثقافة العيب وظلم المرأة وإلغاء مكتسباتها المحققة استناداً إلى الدستور والقوانين الصادرة في ظل ج.ي.د.ش.
4. ظاهرة الرشوة والاختلاس للمال العام.
5. ظاهره التسول.
6. ظاهرة حمل السلاح والتعصب القبلي والثأر والتقطع.
7. ظاهرة تعاطي القات طوال الأسبوع وتوسع نطاق تناوله وتداوله، حتى أصبحت المدن الجنوبية أسواقاً وفقدت مظهرها كمدن حضرية.
وفي ظل نشوة الانتصار، تم تغيير إسماء الكثير من المدارس، وتم تسميتها بـ(7 يوليو)، كما تم تغيير النمط المعماري الجنوبي، ليحل محله النمط المعماري الشمالي، وبرزت (القمريات) كرمز من رموز هوية سلطة المنتصر، كما تم تدمير الساحات العامة ونصبها التذكارية وما تحمله من مضامين النضال وتضحيات الجنوبيين كساحة الشهداء بالتواهي – ضريح الجندي المجهول – وكذا نصب ساحة العروض بخورمكسر (حالياً هي ساحة الحرية والاستقلال). بوابة (سجن عدن) كانت تقف شاهدة على مساحة هي وحدة سكنية، جرى تدمير هذه البوابة وتسليم المساحة لمتنفذ حولها إلى (محلات خياطة، تنجيد وكوافير.. إلخ) كما تم نهب العديد من الآثار والوثائق والمستندات من المتاحف الجنوبية وتم نقلها إلى صنعاء كما جرى تهريب كل مقتنيات المتحف الوطني (قصر السلطان) بل حول متحف الثورة في ردفان إلى (مخبز) وتم تغيير بوابة المتحف العسكري بمدينة كريتر، وزيفت فيه العديد من الحقائق التاريخية كما تعرض قصر السلطان بمحافظة لحج إلى تدمير وتشويه لحق كل ممتلكاته.
طال طمس الهوية بعضاً من المساجد التاريخية في الشيخ عثمان، وكريتر، يعود البعض منها إلى زمن الخلفاء الراشدين منها مسجد (أبان) حيث تم تدمير وسرقة محتوياته و إعادة بنائه على نمط المساجد الشمالية ولم يسلم (تلفزيون عدن) وهو الذي يعد من أقدم القنوات الفضائية في الجزيرة حيث تأسس 1962 م, وإمعاناً في الإذلال تم تغيير الاسم إلى قناة (يمانية) تأكيدا لفرض هوية المنتصر!. وبحسب اعتراف مدير عام قناة عدن فإنه تم نقل أكثر من اربعة الاف شريط الى قناة اليمن وتبث اليوم من قنوات خاصة.
كما تم نهب العديد من المخطوطات والقطع الأثرية والعبث بعشرات المواقع التاريخية بالإضافة إلى نهب تاريخ وأرشيف دولة الجنوب والمصادرة لكافة الوثائق التاريخية المختلفة المحفوظة في المكتبات الوطنية والمتاحف ومراكز البحوث والدراسات بالكليات الجامعية، إلى جانب السطو على السجل المدني والوثائق البلدية التي تعتبر مرجعاً ومصدراً هاماً من مصادر تاريخ الجنوب والإنسان لم يسع الاستعمار البريطاني تدميره أو تهريبه أو إتلافه، وتتميز مدينة (عدن) بأنها شهدت أول انتخابات بلدية وتشريعية إبان الإحتلال البريطاني، ويقف المجلس التشريعي شاهداً على هذه الحقبة التاريخية، وشارك في هذه الإنتخابات سكان (عدن) بمختلف أجناسهم ودياناتهم.. واليوم يحيط بهذا المبنى التاريخي، العمارات الشاهقة لتطمس هذا المعلم الهام، ويحدث كل هذا في ظل تجاوز للتخطيط الحضري لمدينة (عدن) إلى جانب الإهمال المتعمد لصهاريج (عدن)، وفي ظل غياب الدولة سعى بعض الأهالي للاستيلاء على هذه المعالم التاريخية الأثارية وبناء المساكن في باطن هذه الصهاريج والمعبد اليهودي ومعبد الفرس ومعبد الهندوس والاعتداء على الكنائس، والأنكأ من ذلك ان مدينة عدن الحضارية التاريخية احتاجت بعد قرون من المدنية والحضارة الى تعيين شيخ لمشايخ عدن.
** كارثة التعليم وتشويه المناهج **
لقد تدهور المستوى التعليمي للسكان في الجنوب، ويلاحظ ذلك من خلال البيانات الرسمية طبقاً لمسح ميزانية الأسرة، متعددة الأغراض المنفذ عام 2006 م، الملحق رقم (2) الجدول رقم (17) (ص 45 - 49) التي توضح بجلاء حجم هذا التدهور الذي شمل كل المستويات التعليمية بدءاً من الروضة حتى الجامعة.
وإذا سلمنا بأن المناهج التعليمية تشكل المحتوى الأساسي لعملية التعليم والتعلم، وأن أي نظام تعليمي تربوي، أول ما يولي من اهتمام، تكون مناهجه التعليمية مرتكزاته الأساسية.
يقف المرء متألماً إذا ما عقد مقارنةً بين الأمس واليوم ليقيس من خلالها مستوى الاهتمام بالتعليم في جنوب اليمن قبل التسعين وبعده، ويصل بعدها إلى حقيقة صادمة مفادها أن المدنية لم تنتقل من عدن إلى صنعاء بل العكس ما حصل فالشمال هو من أصاب الجنوب بعدوى القبيلة التي لم ترحم حتى مفاصله التعليمية.
فالتعليم نهضة أمة وسيادة وطن والعجلة الدافعة نحو تطور الشعوب ورفاهها والنظام السابق نجح بضرب الجنوب في مقتل من خلال استراتيجية التجهيل الممنهجة التي أصابت شباب الجنوب لينتج جيلا ضعيفاً مقارنةً بجيل ما قبل الوحدة. أما جيل ما قبل الوحدة فقد حظي بكثير من الامتيازات آنذاك تهتم كثيرا بالطالب ماديا واقتصاديا ما ينعكس على استقرار الطالب النفسي، فتأمين المناهج المجانية والدخل الشهري والمواصلات ومقاعد الدراسة كان كفيلا بخلق استقرار نفسي يدفع الطالب صوب مزيد من التحصيل العلمي. أما النظام الدراسي وآلية الانتقال من سنة دراسية إلى أخرى فقد كانت محكمة للغاية ولم يسودها الهرج والمرج كما هو حاصل اليوم، والصف السادس كان مرحلة مهمة ووزارية، واللغة الانجليزية جزء هام من التعليم الابتدائي ومحور هام في تنشئة عقلية الطالب، أما اليوم فهي مجرد كتاب يمنح في الصف السابع لمجرد إسقاط الواجب. وفور تخرج الطالب الجنوبي سابقا لم يكن يحتاج لوساطة قوية أو مبلغ محترم كي يحظى بمنحة دراسية إلى أي دولة أجنبية، فتفوقه يكفي ليكفل له ذلك وكانت الدولة تحترم مسؤولياتها تجاه رعاياها في الخارج بعكس ما يعانيه الطلاب اليوم من الجوع والبرد خارج البلاد.
وحتى وان لم يحظ الطالب بمنحة خارجية فهناك العديد من الكليات الداخلية يمكنه أن يتلقى تعليمه فيها بقوة ويتخرج منها إنسانا مؤهلا ليخدم نفسه ومجتمعه، وبالإضافة إلى التعليم الجامعي القوي هناك تأهيل مهني وتدريب فني يهتم بمن لم يكمل تعليمه الأساسي والثانوي، بل قد يوفق هؤلاء الطلاب بمنح خارجية في تخصصاتهم المهنية اغلبها كان إلى كوبا والمانيا الديمقراطية (سابقاً).
إذن فقد عاش الجنوب في ظل نظام تعليمي قوي ومحكم يدعم الطالب ليبني الوطن، أما اليوم فنحن نرثي الماضي الجميل لما نشهده من واقع مؤلم حول عدن ومدن الجنوب إلى مدن بيوتها من الجهل وأسوارها من الغش وشبابها يحمل شهادة دون علم، فمجرد التفكير بالتعليم وعقد مقارنة موضوعية بين الحاضر والماضي يجعلنا نصاب بالضغط ويتسبب بأزمة قلبية وليس المطالبة فقط بالانفصال فحسب.
لقد كان الجميع يأمل أن تجلب الوحدة الرخاء والقوة إلا أنها منحتنا الجهل والفقر والمرض، وأصبح من الصعب أن نتعلم بل أن نعيش. وصارت المقارنة بين الأمس واليوم إحدى الأسباب الرئيسية إلى جانب التدخين للإصابة بأمراض القلب والسرطان. (انظر الملحق رقم 2).
إن سياسة المنتصر فرضت مفرداتها ومصطلحاتها على الكتاب المدرسي حيث كرست المناهج التعليمية إلغاء وإقصاء الآخر (الجنوب) في الكتاب المدرسي لمرحلة التعليم الأساسي والثانوي في مادتي التاريخ والتربية الوطنية.
فكتاب التربية الوطنية للصف الثامن يكرس العديد من المفاهيم تندرج تحت مسمى طمس الهوية والثقافة، بل فرض سياسة القوة (ص 16) من هذا الكتاب المدرسي يتناول دحر الانفصال وحماية الوحدة: (يعتبر 7 يوليو من الأيام الخالدة حيث تمكن الشعب اليمني وقيادته الوحدوية وقوات الشرعية من القضاء على مؤامرة الانفصال التي سعت إلى تمزيق اليمن من جديد) وكأن الوحدة كانت أصلاً محققة وموجودة على أرض الواقع.
وفي مكان أخر تشير المادة إلى: (لكن تضحيات الشعب وتلاحمه مع القيادة وقوات الشرعية أدى إلى الحفاظ على وحدتنا الغالية وحمايتها).
هذه التعبئة في الكتاب المدرسي تشرعن للفتاوى التكفيرية المستمرة في حق الجنوبيين، فالوحدة من الثوابت الدينية والوطنية.
في الوحدة الثالثة من نفس الكتاب (ص 38 - 43) اليمن الهوية. استند الدرس إلى المادة الأولى من الدستور (الجمهورية اليمنية دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة، وهي وحدة لا تتجزأ ولايجوز التنازل عن أي جزء منها. إلخ)!.
هذا النص في ظل أوضاع التعبئة الخاطئة، تأكيد على أن هذه الوحدة بالقوة وحدة لا تتجزأ ولا يمكن التنازل عن هذا الجزء (الجنوب).
منجزات الثورة في المجال السياسي توضح القضاء على الحكم الإمامي، جلاء الاستعمار البريطاني، بناء الجيش الوطني القوي، إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، تطبيق الديمقراطية والتعددية السياسية، دحر الانفصال وحماية الوحدة!.
** العنف ضد المرأه **
ظاهرة العنف المنظور وغير المنظور ضد المرأه وبشكل خاص العنف الأسري لم يعرفها المجتمع في الجنوب، تبرز كواحدة من الظواهر الاجتماعية، إلى جانب الزواج المبكر، ظاهرة التسرب من التعليم في المرحلة الأساسية، والثانوية العامة (ملحق رقم 3).
بموجب قرار مجلس الوزراء رقم (193) لعام 1995 م. تم خصخصة القطاع الصناعي ومؤسسات القطاع العام تحت مبررات أنها مرافق صناعية متعثرة ومتوقفة عن الإنتاج من ضمنها تعاونية المرأه للخياطة والتي تأسست عام 1972 م من خلال تشجيع الاتحاد العام لنساء اليمن، بتأسيس هذه التعاونية، تركز نشاطها في خياطة الملابس المدرسية، ملابس رياض الأطفال وملابس متنوعة.
أفرزت الخصخصة النتائج التالية، تحملت المرأه الجنوبية تبعاتها، وهي:
1. استفحال ظاهره الفقر بشكل كبير في المحافظات الجنوبية والشرقية.
2. الغاء الخدمات الاجتماعية التي تحصلت عليها المرأه العاملة الجنوبية من حيث الرعاية الصحية، تقديم المساعدة عند السفر والزواج، تقديم المساعدة المادية عند الولادة والوفاة.
3. ارتفاع عدد الأسر التي تعيش تحت خط الفقر.
4. ارتفاع حالات التقاعد المبكر بين أوساط النساء العاملات.
5. فتح اجازة مفتوحة محدودة الأجر تدفع كل 3 أشهر للعاملات والعاملين في المرافق والمؤسسات للقطاع العام والصناعي شكل كل ذلك بطالة جماعية. لقد كان للضمانات المقدمة للمرأة العاملة في الجنوب أن ساعدها في فرص العمل الممنوحة، أذ بلغ عددها في القطاع الصناعي (27.662) عاملة ما نسبته 21.8 % من إجمالي القوى العاملة في الجنوب. واحتلت محافظة عدن، أعلى نسبة في توظيف النساء، حيث بلغت نسبتهن 25.4 % من إجمالي العاملين في
المحافظة، وفي القطاع الحكومي بلغت نسبة مشاركتها 65.4 %. وانخفضت هذه النسبة لتصل عام 1996 م إلى 18.4 %، وتصل نسبتها كقوة عاملة فائضة إلى أكثر من 13.4 %.
** الفنون والإبداع الإنساني **
فرض نظام صنعاء ثقافة استهدفت التراث الشعبي والثقافة الجنوبية الجامعة التي تدل على تماسك المجتمع المحلي والألفة بين الناس والتجانس والتوازن المجتمعي الجنوبي وهويته المدنية، فسعى سعياً حثيثاً للقضاء عليها مقابل إذكائه لثقافة العنف والتطرف والتعصب والاستئثار والاستحواذ ما أحدث جدباً في الإنتاج الأدبي والفني والغنائي فلم يسلم الأدب والشعر والقصة والرواية التي دخلت طرفاً واضحاً لتكشف أزمة الروح والوعي الوطني تجاه الوحدة بعد قيامها وتحديداً بعد حرب 1994 م وظهور نتائجها المأساوية والكارثية، ويمكن في هذا الصدد العودة إلى الكثير من قصائد الشعر الشعبي والزوامل حتى النكتة أصبحت إحدى أدوات التعبير الناقد للواقع السياسي القائم.
ولقد تعرضت المؤسسات الإعلامية والثقافية والإبداعية إلى التهميش، وفرضت سلطة صنعاء على المشاهد والمستمع والقارئ الجنوبي ثقافة المنتصر، وكرست منهج العنصرية والقبيلة.
لقد لعب إعلام السلطة دوراً تحريضياً وعمل على تعزيز ثقافة الكراهية ضد الجنوبيين مفرداً لهم العديد من التصنيفات (كالخونة، والانفصاليين)، والترويج للفتاوى الدينية في قتل الجنوبيين واستباحة الأرض.
صحيفة «الأيام» والتي تأسست عام (1958) وصدر أول عدد لها في 7 أغسطس 1958 م وكانت الصحيفة التي أفردت في صفحاتها الأخبار عن نضال الشعب في الجنوب ضد المستعمر البريطاني، واختطت لنفسها ملامح حقبة تاريخية هامة. واحتلت المرتبة الأولى بين الصحف الأهلية الأوسع انتشارا لتصبح بحجم الجنوب (الوطن) تعرضت مثل شعب الجنوب لإرهاب الدولة، فكان 5 يناير 2010 م تاريخا أسود في حياة الصحافة الجنوبية، دفعت صحيفة «الأيام» ثمن المبادئ والقيم والأخلاق المهنية ضريبة هائلة طالت الناشرين الفقيد هشام باشراحيل وتمام باشراحيل وأضراراً بالغة مادية ومعنوية، ونؤكد ونشير الى ان ما تعرضت له صحيفة «الأيام» جرى في ظل خطاب يقول بالتعددية والديمقراطية وحرية الصحافة وليس في مرحلة الشمولية... للتفاصيل أنظر ملحق رقم (7) و(8).
لم تسلم الاندية الرياضية من الاستيلاء عليها من قبل المتنفذين لسلطة صنعاء، حيث سيطر وبسط هؤلاء على مقاليد الهيئات الادارية لهذه الاندية الرياضية والتي يعود تاريخ التأسيس لبعض منها إلى اوائل القرن الماضي - نادي التنس العدني ونادي الهوكي - كل ذلك بهدف استغلال المال والقوة ولإذلال أبناء الجنوب ونشر الفساد وشراء الذمم وتحويل الأندية الرياضية إلى ملكيات وإقطاعيات خاصة.
** تدمير البنية المؤسسية والبشرية للجنوب **
** القتل **
منذ انتهاء الحرب بين الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمن الجنوبي) في 7 يوليو 1994 ، شهد ويشهد الجنوب تصعيداً غير مسبوق في انتهاكات حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني وتمييز عنصري ممنهج، والتي ترتكب من جانب القوات العسكرية والأمنية للنخبة السلطوية الشمالية والمليشيات المسلحة التابعة لنظام صنعاء المنتصرة في حرب 1994.
حيث واصلت القوات العسكرية والأمنية للنخبة السلطوية الشمالية والمليشيات المسلحة التابعة لها من المتنفذين وأمراء الحرب في فترة ما بعد (توقف العمليات العسكرية) في 7 يوليو 1994 استهداف المدنيين الجنوبيين فيما كان يعرف بـ(اليمن الجنوبي)، وارتكبت انتهاكات في مبادئ حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني. وتشمل تلك الانتهاكات، أعمال القتل، وجرائم الاغتيال، والانفجارات، والقصف للمدن والقرى الجنوبية، وتدمير البنية التحتية، وفرض الحصار والعقاب الجماعي على المدنيين الجنوبيين.
ويغطي هذا المحتوى الفترة من 7 يوليو 1994 م حتى 11 مارس 2013 م.
ووثّق 1237 جريمة قتل واغتيال سياسي، بينهم 122 طفلاً، و 55 امرأة، و 19 كهلا. وقد شجع صمت المجتمع الدولي نظام الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) على إرتكاب مزيد من الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين الجنوبيين، وبدا هذا واضحاً من خلال استهتاره بأرواح المدنيين الجنوبيين الأبرياء، وخاصة النساء والأطفال منهم، أثناء اقترافه لجرائم القتل. وقد تصاعدت وتيرة الانتهاكات، خاصة منذ بدء الحراك السلمي الجنوبي في 7 يوليو 2007 م المطالب بالاستقلال واستعادة دولة الجنوب، التي كانت قائمة حتى قيام الوحدة اليمنية بين الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمن الجنوبي) في عام 1990 م. قوائم القتلى في الملحق رقم (1).
وهذه القوائم لاتضم اخر الضحايا الذين سقطوا وقت كتابة المحتوى للقضية الجنوبية مثل الشاب أحمد محمود درويش 16 عاماً، والذي قتل بطلقات الامن المركزي في الطويلة في عدن والشابين حسن جعفر امان 19 عاماً، وخالد محمد الخطيب 19 عاماً اللذين قتلا بدم بارد في صنعاء ودهست جثة الأخير بسيارة القتلة اثناء فرارهم.
** الإقصاء **
الاقصاء والتهميش من الوظيفة العامة للجنوبيين ملمح واضح في مجالات الخدمة العامة وهذا يتنافى مع المواثيق الدولية التي تنص على ان العمل حق انساني والممارسات التمييزية العنصرية تجاه الجنوبيين تبرز في الأمثلة التالية: وزارة التخطيط: منذ العام 1997 م ووزارة التخطيط والتنمية سابقاً – حالياً وزارة التخطيط والتعاون الدولي - تخلو من الكوادر الجنوبية في مواقع صنع واتخاذ القرار في الوزارة فلا توجد كوادر جنوبية في تشكيلات الوزارة او في منصب وكيل وزارة او وكيل مساعد في الوزارة فهناك على الدوام نائب وزير وخمسة وكلاء وزارة ووكيلان مساعدان كلهم من المحافظات الشمالية.
لا يوجد أي كادر جنوبي على رأس أحد المشاريع أو الصناديق التابعه للوزارة اما الذين يشغلون هذه المناصب فهم:
1. علي جبل، وكيل وزارة، رئيس المكتب الفني والمسؤول عن عدد من المشاريع والصناديق ومكتب تنسيق المعونات.
2. محمد المسوري، صناديق دول الخليج.
3. م. العزي المنصوب، مشروع البنك الإسلامي.
4. نبيلة الجرافي، منظمات المجتمع المدني.
5. خالد الذبحاني، البنك الدولي والامن الغذائي + مشاريع الاتحاد الأوروبي والإيفاد وبرامج الفاو والزراعة والمعونات السلعية الامريكية والفرنسية (ويسمى تندراً كمبيوتر الوزراة).
6. د. محمد الحاوري، رئيس لعدة وحدات اقتصادية والمسؤول الأول عن برنامج المعونات والمنح وتعهدات المانحين.
عدد من هؤلاء المذكورين هم رؤساء الصناديق والمشاريع أعضاء في مجالس الإدارات والبنوك والمشاريع الأخرى في الحكومة اليمنية وكذلك أعضاء في مجالس إدارة في الصناديق الدولية والإقليمية والبرامج الاقتصادية التي تعقد خارج اليمن. إضافة الى لجنة شؤون الموظفين ولجنة شؤون التدريب ولجنة المناقصات.
ويسود شعور عام لدى الكوادر الجنوبية ذات الكفاءة والخبرة في العلاقات الإقليمية والدولية في الوزارة انهم مواطنون من الدرجة العاشرة ويعاملون بالشك في كل خطواتهم وبان قيادة الوزارة لا تريدهم ان يعرفوا الأرقام والمشاريع المتفق بشأنها مع الدول والعالم الخارجي حتى لا يفتضح أين تخصص ومتى تخصص ولمن تخصص.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى