فرع جامعة تعز أزمة في التعليم أم تبعية للمركز ؟!

> استطلاع/ محمد العزعزي:

> بات من الضرورة إعادة النظر في سياسة التعليم الجامعي في اليمن ومجانتيه باعتباره حق من حقوق الإنسان، والعمل على ربط الخطط الاستراتيجية باحتياجات التنمية، ولن يتم ذلك إلا بالتنسيق بين الدولة وأرباب المال والأعمال من أجل تطوير التعليم واستكمال البنية التحتية لجامعة تعز، وكذا الاهتمام بفتح تخصصات نوعية والاهتمام بالكادر والمكتبات والمعامل والمختبرات وكافة الخدمات التي من شأنها أن تسهل على الطلبة التحصيل والتأهيل كما ينبغي، والاستقلال المالي والإداري، وعدم ربط الجامعة بالمركز، والتركيز على افتتاح تخصصات نوعية علمية وتقنية يطلبها سوق العمل.
** أرقام ذات دلالة **
قال الدكتور عبدالجبار الأصبحي عميد شؤون الطلاب : “بلغ عدد طلاب فرع جامعة تعز في التعليم النظامي (2924) طالب وطالبة وفي التعليم المستمر (1151) في التربية والآداب والعلوم والمراكز التابعة لها والعلوم الطبية والعلوم الإدارية وكلية الحاسبات وتقنية المعلومات وإجمالي عدد الطلبة لهذا العام (4611) عدد الذكور (2298) والإناث (2313)”، وقالت مديرة الشؤون الأكاديمية الأخت شفيقة حزام سعيد المشرقي : “بلغ عدد أساتذة الفرع (31) من حملة شهادة الدكتوراة و(8) من حملة شهادة الماجستير وعدد المعيدين في كل الأقسام (166) من الجنسين، أما المتعاقدون بنظام الأجر بالساعات فقد بلغ العدد (54) أستاذا”، وفي سياق متصل قالت منال عبدالحكيم قاسم سعيد (مديرة الشؤون الأكاديمية) بمركز خدمة المجتمع والتأهيل المستمر: “إن عدد الطلبة بلغ هذا العام (430) طالبا وطالبة، أما عدد أعضاء هيئة التدريس فبلغ (100) من الجنسين لهذا العام”.
** أحلام الرياح **
الأستاذ الدكتور فهمي محمد أحمد الصلوي رئيس قسم الإحصاء والمعلومات بجامعة تعز كلية العلوم الإدارية أستاذ زائر بفرع الجامعة قال: “ فرع جامعة تعز با 0لتربة يفترض أن يتحول إلى جامعة مستقلة، ولكن الإمكانات المتاحة غير مناسبة ولا تكفي، فالكثير من مشاريعنا العلمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ومشروعات المصالحة مجرد أحلام مثالية لا تنفذ في الواقع، ومحلها السماء وليس لها في الأرض مكان؛ ولكي تستشرف المستقبل وتخطط له يجب أن تملك رؤى، وكذلك معلومات متاحة عن الحاضر، وكل ما يحدث عبارة عن أمنيات فوق الرياح، ونحاول تحقيق الأحلام على صوت الرياح فلا ترتبط مع الواقع”.
أحد مباني فرع جامعة تعز بالتربة
أحد مباني فرع جامعة تعز بالتربة
** تصحيح الوضع الجامعي **
وأضاف الصلوي بقوله :“يجب توفير الإمكانات المادية والبشرية للتعليم الجامعي وللأسف المراكز التعليمية تدر أموالا وكأنها مصلحة إيرادية، لكن عملية التنمية وبناء ونمو البنى التحتية وتوفير الإمكانات وتسخيرها نحو الأهداف بجدية لا تتم، كما أن السياسة واللوائح والنظام المتبع ليس مرنا، ونؤكد أن (25) مليون مواطن لديهم (25) مليون مصلحة خاصة فغابت مصلحة الوطن”.
** مرايا عاكسة **
يراد لهذه المنطقة الإذلال وتعمية الناس والدليل ما حدث في امتحانات الشهادة العامة لهذا العام من تسريب الأسئلة في تعز وعدن، والغش غير الاعتيادي، وبالمقابل لم يتسرب الامتحان في الجوف ومأرب وعمران، وكذلك جامعة تعز هي الأقل في الموازنة العامة بمبلغ (3.5) مليون ريال التي تضم (30)ألف طالب، بينما جامعة ذمار بها (7) ألف طالب موازنتها السنوية أكثر من (6) مليار ريال وما تشعر به نزع الفتيل الثوري والتآمر على الطلاب، والمحزن أن رجال المال والأعمال في المنطقة ليس لهم اهتمام بهذه المنطقة كونها مركز تنوير، ومن الصعب دخول البنات إلى المدن بهدف الدراسة في ظل الفقر الشديد للأسر.
الملفت أن كلية العلوم الإدارية لا يوجد بها أساتذة محاضرات وما هو موجود بالفعل تعاقد فنحن نبني حجر ولا نبني بشر، والسلطة الرسمية تفتتح أحجارا ولكن الكادر البشري هو من يدير، فنجد معدلات النمو منخفضة والواقع مزرٍ، فالموجود في هذا الوطن عبارة عن مرايا لا ترى غير الصورة النمطية ذاتها والعالم لا يختلف عن الهدف عكس هذا البلد.
ومهمة الدولة تخطيط وتنمية، وهذا لا يوجد فالوزارات والمؤسسات لا يوجد بها توحيد لأرقام الموازنة، فالتخطيط والمالية والتعليم العالي مختلفة، والأرقام مضللة وليست واقعية وتهدف عادة إلى (الشحاتة) من الدول المانحة، وهناك أشخاص لهم نصيب من الناتج القومي وبهذا لا يمكن أن تنهض عملية التنمية في هذا البلد. «الأيام» استطلعت آراء بعض الطالبات فكانت هذه الإجابات: لميس غالب عادل ربيد (إدارة أعمال) قالت: “لم نتلق محاضرات منذ بداية هذا الفصل الدراسي الجامعي، ومع قرب الامتحانات كثف الأساتذة المحاضرات وبلغنا أن الامتحان سيكون يوميا، وهذا يسبب لنا قلقا بالغا”.
كما عبرت رجاء محمد أحمد سلام قائلة: “نعتمد في الدراسة على الملازم المختصرة ونراها مناسبة مع غياب الكتاب الجامعي، ونتمنى توفيره مجانا أسوة بالدول المجاورة”.
أما الطالبة أسماء راشد العزعزي (العلوم الإدارية) فقالت: “نعاني من قلة مقاعد الجلوس وعندما نحضر للقاعة نضطر لتوفير المقاعد من القاعات الأخرى وهي بحالة سيئة ونطالب ببناء قاعات مزودة بكراسي ثابتة وصوتيات ووسائل علمية”.
وقالت أسماء خالد حمود الذبحاني : “أكبر مشكلة تواجه الطلبة التزام الأساتذة (بالملازم) الدراسية نصا وروحا، وعند الخروج عنها لا يعتمد الدرجات وهذا يكرس ثقافة الغش، فالطالب الغائب يعتمد على تلك الملازم، وينال أفضل الدرجات وعند المراجعة للمعدل لمواد تواجه بالظلم فلا يسمح لنا وفي أحسن الأحوال يدفع الطالب (2000) ريال فيتم جمع الدرجات في كراس المادة”.
بعض الطالبات أكدن “أنهن يتعرضن للتحرش والانتهاكات من شباب يأتون من خارج الأسوار إلى داخل الحرم الجامعي”.
من جانبها قالت الطالبة لميس: “إن أبواب الحرم الجامعي تحولت إلى معابر وكأننا في غزة بالأراضي المحتلة، أما ترميم الفرع فهو عبارة عن مكياج وهمي، وكذا سرقة أسلاك الكهرباء ولا نعلم أين ذهبت؟”.
** معاناة الطلبة **
سمية ياسين قائد المساح قالت: “تأتي الطالبة من مسافات بعيدة تتجشم معاناة السفر وأجور المواصلات المرتفعة وتفاجئ أن بعض الأساتذة لا يحضرون وهذا ينعكس سلبا على نفسية الطلبة” وأضافت قائلة: “للأسف نعتمد في دراسة المواد على المحاضرات النظرية ولا يوجد دروس عملية، حتى في مواد الحاسوب، والطالبة التي لا تمتلك إمكانات مالية لتطوير ذاتها فإن مصيرها يكون إلى المنزل وتحاصر بأربعة جدران”.
** أزمة سكن في التربة **
عبد الله مقبل سعيد فرحان (مستوى ثالث) شرعب السلام قال : “إن معاناتنا كطلاب في وحدة التعليم الأكاديمي في التربة تزداد يوما بعد يوم، وقد اجتمعت علينا الظلمات، ظلمة بعد المسافة وعناء السفر، وظلمة تكاليف المواصلات، وظلمة رسوم الجامعة المضاعف هذا العام، وظلمة ارتفاع غلاء المعيشة وانعدام السكن، بل ووصل حال بعضنا أن يفترش دور العبادة ليسكنها في ظل انتشار البعوض الذي لا يرحم أحدا”.
وفي سياق متصل اتفق كل من علي عالم عبدالله من محافظة لحج مديرية (طور الباحة) وعلي محسن خالد الملآن من محافظة لحج مديرية (يافع) على: “أن بعد العمل في الميدان التربوي لفترة طويلة تولد لدينا حب مواصلة التعليم للحصول على درجة البكالوريوس، وعند سماعنا بوجود فرصة لمواصلة التعليم في جامعة تعز فرع التربة سارعنا للتسجيل في العام الجامعي 2013 2014 م، ولكن عند وصولنا إلى الكلية واجهتنا عدد من الصعوبات تتلخص بالآتي : “عدم توفر السكن الملائم حيث اضطررنا المبيت في المساجد، وارتفاع مبالغ الرسوم الجامعي من 25 ألف إلى 50 ألف ريال، وكذلك ارتفاع أجور المواصلات نتيجة ارتفاع أسعار المشتقات النفطية الذي انعكس سلبا على جميع مناحي الحياة”.
أين سكن الطالبات؟
حياة فرحان المخلافي وزميلتها منتهى محمد الكباب اتفقتا على “أن عدم وجود القاعات الدراسية المحددة، وعشوائية التدريس، وعدم الالتزام بجدول المحاضرات من البعض، وصعوبة الدخول إلى الحرم الجامعي بسبب الأمن والمسؤولين على البوابات، كلها عوامل مربكة للتعليم”. وتمنت منتهى من الدولة توفير سكن جامعي للطالبات الوافدات من خارج المديرية لكي لا تستمر المعاناة والحرمان”.
عارف محمد السامعي قال: “نواجه صعوبة في الجوانب المالية، وعدم مناسبة مدينة التربة لاستقبال الطلبة بأعداد كبيرة لانعدام السكن المناسب فيها، وارتفاع الإيجارات، وكذا رفع الرسوم الدراسية بنسبة 100 % هذا العام” .
أما الطالب عبدالله محمد حسين العماري القادم من أمانة العاصمة فقال : “أجد صعوبة في الحفظ والاستيعاب كون الفترة الزمنية للدراسة قصيرة” وأكد “أن الجامعة تهتم بجمع الرسوم دون التركيز على المخرجات” واستنكر “إهمال بعض المدرسين وامتناعهم عن الحضور بشكل مزاجي وعدم الالتزام بالجدول والمواعيد”.
من جهته الطالب عبدالقهارالمقطري (45) عاما قال : “إن فترة الامتحانات بعد الظهر غير مناسبة لأني أحضر من مكان بعيد”.
وأضاف : “لا توجد عناصر التشويق من قبل الأساتذة في الجامعة، وعدم الاهتمام بنفسية الطالب القادم من الحقل التربوي، وغياب تام لوسائل وتقنية العرض”.
رشاد المشرقي قال : “يوجد حمام واحد لمسجد فرع الجامعة ما يؤدي إلى الزحام الشديد وضياع الوقت والصلاة وانعدام النظافة في القاعات الدراسية، كما أن بعض الطلبة يترك تلفونه مفتوحا ما يؤدي إلى الإزعاج”.
قاعة وكراسي
قاعة وكراسي
** أمننة الجامعة **
من ناحيته قال عبده علي الجندي : “أنا طالب بالمركز الأكاديمي أعاني من صعوبة في التحصيل العلمي بسبب تقدم السن، وأتحمل أعباء مصاريف الأسرة ووجدنا معاملة سيئة من قبل أمن الجامعة في البوابات”.
عبدالباسط محمد غانم الزريقي (المستوى الرابع) قال : “التعليم الأكاديمي يعاني غياب دور الدولة واللوائح المنظمة للجامعة في الإدارة الفنية، ويجب تحسين مستوى الطلبة علما وأداءً، والاستفادة من خبرة الدول التي تهتم برفع المستوى العلمي حتى يتحقق تغيير الأداء والسلوك لدى المتعلم كونه حجر الزاوية في بناء المجتمع”.
أين مجانية التعليم؟
وأعرب حسين محمد عبدالوهاب قائلا: “النقد البناء يزيل الغموض الذي يكتنف وضع الجامعة الداخلي، وليس عيبا أن يقطع الطالب آلاف الأمتار ليصل إلى الجامعة ولا يجد له قاعة، ولكن العيب أن يصل إليها ولا يجد أستاذا يلتزم بالمواعيد”. وزاد بالقول : “ليس عيبا أن يصمت الناس في ظل ثورة، بل العيب أن يصبح الطالب يدرس بالمال بالرغم من مجانية التعليم”.
** الأرض مقابل البناء **
المواطن أحمد محمد الفحل قال: “منذ عام 2006 م ونحن ننتظر التعويض مقابل الأرض التي قامت الجامعة بالبناء عليها، وما تم لم يكن
عادلا، فقد لعب السماسرة دور الوسيط المستفيد وظلموا ذوي الحقوق”. وأضاف بقوله: “كثرة اللجان القادمة من المحافظة إلى هنا أدت إلى عدم الثقة باستعادة الحقوق، وأخيرا حجزوا الأرض المجاورة بهدف البناء والتوسع، ولم يسددوا قيمتها وأصبح الملاك لا يستطيعون التصرف بأرضهم المحتجزة من قبل فرع جامعة تعز”.
** خاتمة **
يعاني التعليم في فرع جامعة تعز وفروعها التبعية للمركز في السياسات والقرارات في الماضي والحاضر وأصبح لزاما التحرر من القيود المفروضة من قبل المطبخ السياسي والأمني في اتخاذ القرار والاعراف بشجاعة ومسؤولية عن الإخفاقات التي صاحبت ذلك للتغلب على العراقيل والتعقيدات، ووضع خطة ورؤية مستقبلية للتخلص من هذا الركود، والبدء بتنفيذ استراتيجية لهذا القطاع وانتشاله من حال الركود والجمود لضمان إشعاع البلد في محيطه الإقليمي والدولي، وهذا لن يتم إلا بتعليم جيد وفعال لدخول المستقبل فمتى يتم ذلك؟!
استطلاع/ محمد العزعزي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى