المتظاهرون بصنعاء: خرجنا لتطهير البلاد من الفساد والفاسدين

> استطلاع/ بليغ الخطابي:

> اكتظت ساحة التغيير الجديدة التي خصصتها جماعة الحوثي (أنصار الله) للاعتصام والواقعة بالطريق الرئيس المؤدي إلى مطار صنعاء الدولي، حيث احتشد عشرات الآلاف في الساحة لأداء صلاة الجمعة أمس وافتتاحا للمرحلة الثانية من التصعيد والخيارات التي أعلنها زعيم الحوثيين في وجه السلطة للمطالبة إقالة حكومة الوفاق وإلغاء قرار رفع أسعار المشتقات النفطية (الجرعة) وتنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد الحكومة مأزقا خطيرا نتيجة توسع وتصاعد وتيرة الاحتجاجات ووصولها إلى صنعاء لإسقاط الحكومة وخيارات تصعيدية أخرى تتوجسها الدولة وعملت على رفع الاستعدادات الأمنية للقوات العسكرية.
وكانت الحشود المسلحة قد توافدت منذ الصباح من مختلف المنافذ البرية لأمانة العاصمة صنعاء وهي تضم تجمعات قبلية من الموالين وغير الموالين لجماعة الحوثي.
وفيما تعاني صنعاء من توتر يخيم عليها منذ أيام نتيجة توافد ومحاصرة القبائل لمنافذ العاصمة، لازال الصمت من قبل الأحزاب والتنظيمات السياسية مخيما منذ تحرك هذه الحشود يوم الاثنين الماضي.
وشهدت شوارع العاصمة مسيرات عدة للمناهضين لحكومة الوفاق والمطالبين بإلغاء كابوس الجرعة كما قالوا، ورددوا شعارات تطالب الرئيس هادي بالإسراع في تنفيذ مطالبهم وإنقاذهم من حكومة الفساد المشكلة من قوى النفوذ والفاسدين والمحاصصة الحزبية، مطالبين بحكومة تلبي آمال وتطلعات ورغبات الشعب الذي خرج في عام 2011 أو اليوم.
«الأيام» تواجدت في ساحة التغيير الجديدة ونقلت عددا من آراء المشاركين، يقول الأخ عبدالكريم العرومي: “خرجنا اليوم للمطالبة باسقاط الجرعة القاتلة التي اثقلت كاهلنا وكاهل كل مواطن في هذه البلاد، ونناشد الرئيس هادي بالاستماع للشعب وعدم تجاهله وإنقاذ البلاد من ثالوث الفساد والاستكبار والطغيان”.
فيما يؤيده الأخ نجيب العميري بقوله: “نحن خرجنا من أجل تنظيف وتطهير البلاد من الفاسدين والنافذين الذين عاثوا في البلاد فسادا، وعلينا أن نكون صفا واحدا لتقديم المجرمين الملطخة أياديهم بدماء اليمنيين شمالا وجنوبا إلى أيدي العدالة”.
أما الأخ سعيد الحمزي من أبناء خولان المحتشدين في صنعاء فقال: “نحن جئنا إلى هذه الساحات بعد أن فاض بنا الصبر وتحمل الفشل الذي لم تحقق سواه حكومة الوفاق”. ويضيف الحمزي وهو أحد أعضاء المؤتمر الشعبي: “نحن مستمرون في التصعيد حتى إسقاط الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات وطنية قادرة على حمل آمال الشعب وتطلعاته إلى التغيير والغد الأفضل”.
** مرحلة التصعيد الثانية **
وفي الوقت الذي توافدت الحشود من المحافظات لساحات الاعتصام خلال الساعات الأولى من أمس الجمعة والتي تقرر إقامتها أمام وزارات الاتصالات والداخلية والكهرباء على خط المطار، دشنت مرحلة التصعيد الثانية من الخيارات التي أعلنت في خطاب لعبد الملك الحوثي، زعيم الجوثيين مساء أمس الجمعة.
ويقول الأخ حسين الصورعي “إن قرار الحكومة وهو رفع الدعم عن المشتقات النفطية قرار إجرامي وكارثي وسيكون له أعباء خطيرة على المواطن ولن تستفيد منه الدولة كما زعمت حكومة الفساد”.
ويؤكد أحد عناصر أنصار الله ويدعى أحمد محمد الكبسي أن التصعيد الثوري السلمي الذي سيستمر بصورة فاعلة وسلمية وحضارية وبالوسائل المشروعة طبقا لما أكد عليه السيد عبدالملك الحوثي.
أحد قيادات المؤتمر الشعبي العام وهو المحلل السياسي الأخ أحمد الفقيه قال: “إن الحشود التي خرجت اليوم ) أمس( تؤكد أن الشعب اليمني حي لا يستسلم ولايرضى بالهوان، وتعبر هذه الحشود عن مطالب شعبية وليس مطلب فئة أو شريحة بعينها أو حزب أو غيره، وإنما مطلب شعبي واسع يطالب بإسقاط حكومة العجز والفشل التي لم تحقق إلا الفشل لهذا الشعب”.
ويؤكد المحلل أحمد الفقيه: “كان بإمكان حكومة الوفاق اتخاذ إجراءات وتدابير اقتصادية لتجنب حالة الانهيار والعجز لو أنها عملت وفق مهامها ومسؤوليتها الوطنية”.
ويقول الناشط الحقوقي في ساحة التغيير ماجد عبدالله “إن رسالتهم واضحة ومختصرة وإن من يعتقد أن بامكانه استعباد الشعب واستمرار فساده بالوطن والمواطن هو واهم”، مؤكدا الاستمرار في التصعيد “حتى تحقيق مطالبنا في إقالة الحكومة وإلغاء الجرعة القاتلة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل”.
من جهتهم أكد سياسيون “أن بدء الاعتصام ونصب الخيام هو بداية مرحلة جديدة لتطهير البلاد ممن استولوا على السلطة بعد ثورة التغيير 2011 م وأفسدوا بمقدرات البلاد”.
وكانت العاصمة شهدت يوم الإثنين الماضي مسيرات حاشدة شارك فيها مواطنون من مختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية تعلن رفضها لقرار الحكومة الخاص برفع الأسعار وللإطاحة بحكومة باسندوة، واقتحم آلاف المحتجون ساحات صنعاء.
وأكدت مصادر في اللجنة التنظيمية للمسيرات بجماعة أنصار الله - المنظمين للمسيرات في تصريحها لـ«الأيام» ارتفاع وتيرة التوافد للعاصمة صنعاء من المواطنين الغاضبين من الإجراءات الحكومية الأخيرة ولسياسة الفساد والإفساد التي انتهجتها حكومة الوفاق والمحاصصة السياسية.



استطلاع/ بليغ الخطابي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى